قبل ايام صرخت في احدى الأخوات قائلة اكتبي عن شجرنا الذي يقصونه سعيا وراء شكل موحد يعتقدون بأنه جميل!! بدأت بعد ذلك بتأمل اشجار الأرصفة وبعض الميادين فوجدتها بالفعل اشجاراً ينقصها شكل الشجر! مقلمة الأوراق من كل جانب حتى صارت على شكل مربع او مثلث. قد يكون هذا الشكل جميلا احيانا ولكنه ليس الأصل ولهذا فهو ربما يناسب موقعا دون اخر، وفي الشوارع نحتاج أشجارا تنمو وتكبر كما يريد لها الله ان تنمو. الأشجار التي نراها في كثير من الدول وخاصة في الشوارع حرة في تمددها ولهذا فهي وارفة الظلال ونحن هنا مع حرارة الشمس نحتاج الى ذلك اكثر واكثر، نحتاج الى ظلها في شوارعنا الملتهبة. بعض الاشياء يكمن جمالها في عبثيتها فلنتركها اذا تنمو وتنمو من كل الاتجاهات اشجارا تتمدد فروعها في كل جانب دون ان يمسها مقص زراعي. الأشجار التي نراها في كثير من الدول وخاصة في الشوارع حرة في تمددها ولهذا فهي وارفة الظلال ونحن هنا مع حرارة الشمس نحتاج الى ذلك اكثر واكثر، نحتاج الى ظلها في شوارعنا الملتهبة. بعض الاشياء يكمن جمالها في عبثيتها فلنتركها اذا تنمو وتنمو من كل الاتجاهات ولنبحث عن الأشجار الكثيفة لنزرعها، مثل شجر الكافور فهي سريعة النمو ووارفة الظلال وماذا عن الياسمين الهندي فهو يزهو باخضرار جميل وزهور بيضاء بل ان الشجر المستخدم في الأرصفة (ولا اعرف اسمه) من النوع الكثيف والمتفرع لو ترك بحرية. من المهم ان نجعل خزانة ملابسنا مرتبة ولكن الشجر لا يناسبه ذلك ولا يناسبه الزي الموحد، فاتركوها تضرب جذورها في العمق وتتفرع أغصانها وترتفع، لعلها تخفف من هذا الفراغ (الأملح الأجلح) الذي نراه في الشوارع ونحن احوج ما نكون الى ملئه. عندما ارى العمال يلجأون الى السيارات الواقفة في الطرق بحثا عن شيء من الظل أأسى لحالهم فهم يهربون من حرارة الشمس لحرارة مضاعفة من الشمس والحديد الساخن الذي يحاولون ان يتفيأوا بظلاله! ارضنا ومناخنا لا تشبعهما شجرة مربعة او دائرية، انها تحتاج الى كثافة ورقية تحنو علينا ونفرح بأحضانها المتسعة اتركوها تنمو بحرية كما تفعل بعض الدول التي تضع لوحات تنبيهية لوجود شجرة متفرعة الأغصان في الطريق، ينبغي الحذر من الإساءة اليها. لنتركها تتعانق وتمتد أغصانها من رصيف الى رصيف لتكون لنا مظلات طبيعية متعددة الفوائد. [email protected]