الطائف. عبدالكريم الذيابي استنكر عدد من سكان الطائف ما وصفوه ب«مجازر الأشجار» التي تجتاح حدائق المدينة وشوارعها، حيث تنتشر عمليات التقليم العشوائية التي يستفيد منها بشكل خاص أصحاب المواشي الذين وجدوا في أوراق الأشجار والحشائش بديلا مناسبا لإطعام حيواناتهم، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف. وأوضح السكان أن التقليم يجب أن يهدف إلى تحقيق غرضين: تحسين شكل الأشجار، وتحقيق التوازن بين نموها الخضري وإنتاجها الثمري؛ لذلك يجب أن تتم هذه العملية بصورة منظمة وبشكل يراعي خصائص الأشجار والأوقات المناسبة للتقليم، مشيرين إلى أن مشاهدة الكثير من الشاحنات الصغيرة و«الدبابات» وهي تنقل كميات كبيرة من أفرع وأغصان الأشجار الممتلئة بالأوراق، يشير إلى أن الأمر ليس له علاقة بمصلحة الأشجار، بل بتلبية مصالح بعض الناس. وقال عبدالعزيز السفياني إنه من المؤسف أن هناك مشرفين على الميدان يتابعون تقليم الأشجار في الشوارع ومداخل المحافظة والساحات بطرق غير مشروعة وغير علمية، دون أن يتدخلوا، الأمر الذي يضر بالأشجار ويؤثر في نموها مجددا خاصة فيما يتعلق بتوزيع الغذاء داخلها. وأضاف أنه شاهد بنفسه أن بعض العمال يتفقون مع تجار المواشي والأغنام لبيع فروع وأوراق الأشجار لهم مقابل مبالغ زهيدة تتراوح بين 30 و50 ريالا حسب جودة الكمية وكثافة الأوراق لإطعام مواشيهم وأغنامهم، نظرا إلى ارتفاع أسعار الأعلاف. ولفت إلى أن الأمانات تخصص مبالغ ضخمة لتشجير الشوارع والساحات لأغراض جمالية وبيئية، ومن المؤسف أن تهدر تلك الأموال على مشهد ومرأى من الجميع. وذكر أن بعضهم قد يقول إن تقليم الأشجار ضروري لنموها وهذا صحيح، لكنه أشار إلى أن وجود فروع وأغصان غضة وصغيرة في كثير من الشاحنات التي شاهدها، وهذا يؤكد أن ما تم تقليمه ليست أشجارا ضخمة بل يانعة. وطالب فيصل سعيد بالوقوف بحزم ضد جميع ممارسات تقليم الأشجار وقصها بشكل عشوائي سواء كان لبيعها أو لأي غرض آخر، مشيرا إلى أن القص العشوائي سيؤثر سلبا في نمو الأشجار. وأشار إلى أن تخصيص يوم للاحتفال بالشجرة يؤكد أهميتها ودورها في إصحاح البيئة وتجميل المدن، لكن ما يجري هذه الأيام يتعارض تماما مع الدور الذي تقوم به الشجرة، وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الأشجار بل إن بعض العمال يقصون المسطحات الخضراء أيضا بعشوائية لبيعها لأصحاب الأغنام والمواشي. أما فواز العتيبي فكان مستاء بعد عودته من إحدى الحدائق العامة بعد أن فشل في العثور على ظل شجرة يجلس تحته هو وأولاده ليقضوا إجازة نهاية الأسبوع: «لم أجد ظلا وارفا لتلك الأشجار بعد أن قام عمال الأمانة بتقطيعها تقطيعا عشوائيا حرمها أوراقها وحرمنا ظلها خاصة عندما تلهب أشعة الشمس أجسامنا». يذكر أن تقليم الأشجار يحتاج إلى إلمام بخصائص نموها ويجب أن يتم في أوقات محددة؛ فهناك تقليم شتوي ويتم في فترة سكون العصارة في الخريف أو الشتاء حين تكون المواد الغذائية مركزة في المجموعة الجذرية والجذوع والفروع الهيكلية. وغالبا ما ينفذ بعد سقوط الأوراق خريفا أو شتاء بحسب الشروط المناخية في المنطقة. ويفضل تأخير موعد التقليم عندما تكون الأصناف حساسة للصقيع الشتوي. وهناك تقليم صيفي ويتم في فترة النشاط الحيوي في الربيع أو الصيف عند سريان العصارة ما يؤدي أحيانا إلى فقدان بعض المواد الغذائية المدخرة في خشب الفروع. ويعد التقليم الصيفي أكثر ضررا من التقليم الشتوي عندما ينفذ على نحو خاطئ؛ إذ يؤدي إلى فقد كمية كبيرة من الغذاء المصنع وأعضاء الإثمار المتكونة إلا أنه مفيد في تدارك اتجاهات النمو الخاطئة ووقفها قبل استنزاف مدخرات الشجرة.