تشهد المنطقة الشرقية نشاطاً كبيراً في المزادات العقارية أسفرت عن تحقيق عائدات 3 مليارات ريال خلال الأشهر الخمسة الماضية عبر تنظيم خمسة مزادات كبيرة، كما بلغت قيمة الصفقات نحو ملياري ريال، مما يؤكد وجود فرص استثمارية كبيرة في القطاع الى جانب تحقيق مكاسب كبيرة فيما يتعلق بالتعامل مع مشكلة الإسكان. جانب من أحد المزادات التي اقيمت مؤخراً بالشرقية (اليوم) ويؤكد عقاريون أن المنطقة الشرقية لا تزال بكراً في كثير من المشروعات التي تحتاجها، إذ تحتضن أحد أكبر الأسواق في المملكة، ولديها كثير من الميزات التي تجعلها منطقة مهمة لجذب الاستثمارات والسكان من مختلف المناطق، وبالتالي هناك الحاجة لمزيد من المشروعات التنموية والسكنية والتجارية، ما يوفر قدرة كبيرة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة والمقبلة . ويرى رجل الأعمال فائق الصالح أن السوق العقاري بالمنطقة الشرقية يشهد تحوّلات كبيرة، ونقلة نوعية في الأداء، فالمزادات تطوّرت كثيراً عن السابق سواء من حيث الآليات واستخدام التقنية وطرق عرض المشروعات، أو توفير خدمات ومزايا متطوّرة في المشروعات تجعلها أكثر تنافسية وقدرة على استيعاب الاحتياجات الفعلية للمستهلكين. المزادات تنعكس على قيمة النشاط العقاري، واللافت أنها أصبحت تستغرق فترات زمنية وجيزة مما يعكس بدوره فكرة مسبقة عن المعروضات العقارية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمنح مزاياها فرصة للاستفادة المباشرة منها. ويضيف الصالح: «المزادات تنعكس على قيمة النشاط العقاري، واللافت أنها أصبحت تستغرق فترات زمنية وجيزة مما يعكس بدوره فكرة مسبقة عن المعروضات العقارية من ناحية، ومن ناحية أخرى تمنح مزاياها فرصة للاستفادة المباشرة منها، فالمشروعات بحسب مواصفاتها وخدماتها وسرعة إنهاء إجراءاتها تمثل كعكة استثمارية يترقبها الجميع ويتلهفون لاقتطاع ما تيسّر لهم منها، فالمشروعات نفسها خدمت نفسها بصورة متميّزة وأسهمت التقنية في سرعة الأداء في أعمال المزادات، وذلك بصورة إجمالية مفيدة ومهمة للسيطرة على الأسعار لأن أسعار المشروعات العقارية من خلال تلك المزادات معقولة ومناسبة ولا تخضع للزيادة المبالغ فيها». ويؤكد عضو اللجنة العقارية في غرفة الشرقية طارق باسويد أن المزادات العقارية جزء أساسي من ثقافة السوق العقاري، ولها جذورها في العمليات التسويقية، وتطوّرت في الآونة الأخيرة تلقائياً من خلال استخدام التقنية لعرض المشروعات التي تطرح فيها. ويقول باسويد «هذه المزادات تعكس نمو السوق ونشاطه، فهناك عرض ويقابله طلب متنامٍ أصلاً، ولذلك فإنها فرصة معيارية للظفر بوحدة عقارية بأسعار واقعية وحقيقية، وقد بلغت قيمة المشروعات المباعة في مزادات العام الجاري حوالي 3 مليارات ريال، وإذا ما نظرنا الى أننا في بداية الربع الثاني فذلك مؤشر جيد لنشاط السوق، وأتوقع أن يرتفع الرقم تدريجياً حتى يصل في الربع الأخير ونهاية العام الى مستويات قياسية من واقع الأعمال التي تتمّ وتضيف الى السوق قوى شرائية وحركة مبيعات كبيرة، لأن الشركات والمجموعات العقارية لا تزال تعمل على التخطيط لإطلاق مزيد من المشروعات التي يفترض أن تسدّ الفجوة بين العرض والطلب». ويقول رئيس شركة ثروة السعودية العقارية ابراهيم العبد الكريم: لا شك في أن المزادات العقارية تعتبر ترجمة للتطور الاقتصادي ككل، والحاجة لوحدات عقارية في مختلف المجالات، وتسهم أعمال البنية التحتية الى حدٍّ ما في إغراء السوق بالنشاط والتحرّك لتنفيذ مشروعات عقارية بحسب الحاجة السكنية والصناعية، مما يعني نمواً عقارياً موازياً لبرامج التنمية. ويستطرد: «هناك اتجاه عقاري على نطاق واسع لتنفيذ مشروعات حيوية وعملاقة ومتعددة الأغراض، سكنية واستثمارية وتجارية، من أجل مواكبة الواقع وتقليص الهوة بين العرض والطلب، والمنطقة الشرقية من المناطق التي تشهد نمواً وتنمية كبيرة وتتطلب حراكاً عقارياً على النحو الذي يجري حالياً، وإذا ما نظرنا الى أعمال القطاع العام فإنها تحتاج لمجهودات العقاريين وبالتالي القيام تلقائياً بإطلاق مشروعات تواكب هذه الطفرة». ويشير العبد الكريم الى أن بالشرقية مساحات شاسعة لا تزال بحاجة الى تطوير وتأسيس نطاقات عمرانية جديدة بالنظر الى نموها الكبير تنموياً وبشرياً، فهي منطقة جذب سكاني واستثماري وتحتاج للقطاع العقاري كثيراً، ولذلك في حال تسريع الإجراءات الحكومية وإقرار الأنظمة العقارية يتوقع أن يشهد السوق العقاري مزيداً من المشروعات والمزادات العقارية التي تسوّقها وتخدم المستفيدين في تقديم وحدات بأسعار مناسبة وواقعية.