ساهم حضور فولكر نويمان رئيس معرض فرانكفورت الدولي السابق في معرض القاهرة للكتاب بالقاهرة في إعادة طرح المشاركة العربية كموضوع رئيسي في إحدى الندوات التي نظمت بالمعرض. ولعل تلك المشاركة حققت بعض الإنجازات الهامة على المستوى الثقافي وربما السياسي، مما حدا لمناقشة بعض سلبياتها وما أنجزته رغم أن مدة انعقاد المعرض لم تتجاوز خمسة أيام. وشاركت في الندوة التي عقدت بمعرض الكتاب تحت عنوان (الكتاب وآفاق الاتصال بالغرب) مجموعة من المختصين والمتابعين كان منهم السفير طلعت حامد مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية وإبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب ومحمد غنيم المدير التنفيذي للمشاركة العربية في معرض فرانكفورت والكاتب الصحفي محمد سلماوي، وفولكر نويمان مدير معرض فرانكفورت والسفير جونتر مولك المسئول عن الحوار في العالم العربي والإسلامي بالخارجية الألمانية والاتحاد الأوروبي وأدار اللقاء الكاتب الصحفي جورج خوري بحضور عدد كبير من المفكرين والكتاب . وفي البداية أكد فولكر نويمان أن الغرب تجاوز عبر معرض فرانكفورت الدولي مرحلة تقديم المعلومات عن العالم العربي، ولكن عبر المناقشات المختلفة استطعنا أن نوجد رأيا عاما مدركا للقضايا العربية ومساندة أبناء شعوبها خاصة ونحن بمرحلة سياسية غاية في الصعوبة بالنسبة للجميع وأحوج ما نكون فيها للحوار مع الآخر. وأضاف نويمان قائلا :أعرف مدى الحماس الذي كان على الكثيرين من أجل إنجاح التمثيل العربي داخل فرانكفورت ولهذا أؤكد أننا بالفعل كان لدينا هذا العام أنجح وافضل ضيف شرف في المعرض على مدار دورته منذ 1976 ولهذا لابد من اعتبار معرض فرانكفورت بداية للتواصل الثقافي والحضاري بين العرب والدول الغربية، مؤكداً قوله : إن الكتاب أهم داع للحوار واكبر راع له خلال الفترة التي نعيشها وعلينا استكمال الحوار الذي بدأ من خلال معرض فرانكفورت وتطوير العلاقات الثقافية بين العرب وأوربا. أما إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين العرب فقال: إن رغبة الاتحاد في المشاركة ضمن فعاليات معرض فرانكفورت بدأت منذ أكثر من 10 سنوات ولكن تحققت أخيرا من خلال قرار الجامعة العربية بناء على اقتراح وزير الثقافة اللبناني وبإجماع وزراء الثقافة العرب ورغم وجود عدد من السلبيات خلال المشاركة إلا أنها جميعها كانت تدور حول عدم وضوح الفكرة الكاملة من طبقات معرض فرانكفورت وندواته المتخصصة حيث انه معرض للمتخصصين وليس لبيع الكتب للجمهور كما يحدث في معرض القاهرة الدولي للكتاب على سبيل المثال.. إضافة لتأخر التمويل وضرورة تمثيل جميع الدول العربية، مما أدى إلى مشاركة عدد هائل من الأدباء والمفكرين والنقاد في أربعة أيام فقط مما جعل من الصعوبة أن نحقق لكل مشترك ما يسعى إليه من تواجد ونجومية قد تكون متوافرة له في بلده . واعتبر المعلم معرض فرانكفورت نقطة انطلاق نحو تعاون ثقافي أوسع وليس خطة وصول.. ولقد استطعنا تحقيق الكثير من خلال الحضور والمشاركة إضافة للتغطيات الواسعة للصحافة العالمية لهذا الحدث الكبير والتعاون المثمر بين اتحاد الناشرين العرب والناشرين من الدول الغربية. وأشار جونتر مولك المسئول عن الحوار في العالم العربي والإسلامي بالخارجية الألمانية والاتحاد الأوروبي إلى أن أفكار الألمان عن العالم العربي تكونت عبر شاشات التلفزيون وما تحمله من صور عن العنف والإرهاب وكان معرض فرانكفورت فرصة جيدة لتقديم صورة أفضل عن العالم العربي كعالم حضاري يمتلك ثقافة وأدبا عظيمين. وطالب جونتر بضرورة أن يكون الحوار بين العالم العربي والغرب حوارا مفتوحاً ويتسم بالصراحة وليس مجرد كلام جميل من أجل دعم التفاهم بين الحضارات. . وفي نهاية الندوة أكد محمد غنيم المدير التنفيذي للمشاركة العربية في معرض فرانكفورت كذب ما ادعاه البعض عن المشاركة العربية في معرض فرانكفورت بأن "العرب قد ذهبوا ليتحدثوا مع أنفسهم" وقال : لقد كانت المشاركة العربية كبيرة من خلال 212 أديبا ومفكرا موزعين على أكثر من نحو 20 موقعا في وقت واحد حيث بلغت حماسة بعض الدول العربية الى إرسال أعداد كبيرة من الكتاب والمفكرين وزعت مشاركتهم على زمن ضيق لم يتجاوزالايام الخمسة فكانت المائدة عامرة.