لم تتخيل الام ان تكون نهايتها على يد ابنها الوحيد الذي رزقت به بعد سنوات من عدم الانجاب طافت خلالها هي وزوجها على عشرات الاطباء ومراكز التحاليل الطبية للعلاج بحثاً عن الحلم الذي سيطر عليها لاعوام وهو انجاب طفل يزيد حياتها سعادة ويكون صلة قوية تربطها بزوجها. البداية كانت قبل خمسة اعوام عندما مات الزوج ويدعى سعيد توفيق في حادث تصادم مروع واحترقت جثته وتفحمت في السيارة.. وقتها وجدت الزوجة نفسها وحيدة مع ابنها الوحيد ويدعى طارق وكان عمره وقتها 8 اعوام .. قررت الزوجة ان تعيش حياة الارامل من اجل طفلها الوحيد ورفضت الارتباط بعشرات الرجال الذين تقدموا للزواج منها حفاظا على مستقبل ابنها. خرجت الام من بيتها لاول مرة بحثاً عن العمل حتى تستطيع تربية ابنها لان زوجها مات فقيرا وهي بحاجه للانفاق على ابنها راحت تبيع الخضار وكانت سعيدة عندما تعود الى منزلها وبحوزتها جنيهات قليلة حصلت عليها من عملها ومرت الايام واصبحت امينة الارملة الشابة غير قادرة على حمل نظرات الناس والذئاب التي تطاردها داخل السوق تريد التهامها ونهش جسدها وازدادت مطالب ابنها الذي التحق بالمدرسة واصبحت غير قادرة على توفير النقود واصبحت مهددة بالطرد من السوق لرفضها الارتباط بعدد من كبار التجار. وقتها وجدت امينة نفسها مضطرة الى الزواج من رجل يحميها ويساندها حتى اتمام مهمتها ورسالتها في تربية ابنها الوحيد بعد ان ضاقت سبل العيش في وجهها. ووجدت غايتها في ابن عمها ويدعى نبيل الذي ماتت زوجته قبل خمسة اشهر وادركت انه سيكون اباً لابنها ويعامله معاملة جيدة ولا يسيء اليه وبعد تفكير طويل اعلنت امينة موافقتها على الارتباط بابن عمها وتحدثت الى ابنها الوحيد الذي اعلن رفضه ارتباط والدته برجل آخر غير والده.. حاولت الام واسرتها اقناع طفلها الصغير بأهمية زواجها من ابن عمها لكن الابن لم يتفهم موقف والدته وتمسك برفضه. وهدد الابن بالهروب من البيت لكن والدته لم تستمع له واصرت على الزواج من العريس الذي اختارته ليكون لها زوجاً ولولدها اباً اخر بديلاً لوالده وفي يوم عقد قران الام اصيب الابن بحالة هياج شديدة فلم يتخيل ان تكون والدته زوجة لرجل اخر.. قرر ان يقتل والدته قام بشراء كمية من الكيروسين وقام بسكب الكيروسين على والدته وهي نائمة ثم اشعل فيها النيران، واغلق عليها الباب وخرج يبكي بين الناس وتفحمت جثتها قبل ان يصل اليها رجال الانقاذ وينتشلونها من قلب النيران. وتم القبض على الابن واعترف بجريمته تفصيلياً واحيل الى النيابة التي امرت بايداعه احدى دور رعاية الاحداث تمهيداً لمحاكمته امام محكمة الجنايات. وقد اكد قاتل والدته انه ليس نادماً على جريمته لانه لم يكن يستطيع تحمل وجود والدته بين احضان رجل اخر غير والده حتى لو كان هذا الرجل هو عمه لكنه اكد انه حزين لفراق والدته واجهش بالبكاء والتزم الصمت.