ضحت الأم بأجمل أيام عمرها من أجل ابنها الوحيد وعندما أصبح عريسا قامت بذبحه بالسكين وطعنته عشر طعنات قاتلة أودت بحياته في الحال وجلست إلى جوار جثته تبكي وتصرخ.. لم تكن زينب الأم الحزينة تريد قتل ابنها أو حتى ايذائه لأن ابنها الوحيد وفلذة كبدها ولكنها اضطرت لفعل ذلك والخلاص من ابنها لأنه الحل الأخير للتخلص من اعتداءاته المستمرة عليها بعد أن أدمن المخدرات وحرمها من الزواج من رجل اختارته زوجا لها بعد وفاة زوجها بأكثر من 20 عاما.. وقد اعترفت الأم بجريمتها تفصيليا وأمرت النيابة بإخلاء سبيلها على ذمة القضية لظروف إنسانية. القتيل هو الابن الوحيد لوالدته الأرملة العجوز أنجبته بعد سنوات من عدم الإنجاب طافت خلالها على عشرات الأطباء هي وزوجها أملا في تحقيق حلمها في إنجاب ابن يرث ثروة الأب التاجر الثري ويحمل اسمه ولقب عائلته بعد وفاته.. حتى تحقق حلم الزوجين وأنجبا ابنهما الأول والأخير والوحيد الذي مات والده بعد وفاته بخمسة شهور فقط في حادث طريق مروع انقلبت به سيارته فلفظ أنفاسه في الحال.. واختار الزوجان لابنهما اسم حسام وقتها طار قلب الأم من السعادة لكن سعادتها لم تدم طويلا فسرعان ما عرفت الأحزان طريقها إلى قلب الأم الشابة لوفاة زوجها. وقتها قررت الأم الشابة الجميلة أن تهب حياتها لابنها الوحيد وأن تكون له الأم والأب والأخ والصديق.. وهبت زينب الأم الشابة حياتها لابنها الوحيد.. ضحت بجمالها وأنوثتها وشبابها من أجل صغيرها.. وتجاهلت عشرات الرجال الذي تقدموا لها وطلبوا الزواج منها واختارت لنفسها أن تعيش حياة الراهبات على أن تأتي لابنها بزوج أم يعامله بقسوة ويحرمه من أحضانها ويشغلها عنه وعن رعايتها له. مرت الأيام والشهور والسنون والأم تصر على موقفها الرافض للزواج من أي رجل آخر بعد موت زوجها.. ولم تعبأ بجمالها وأنوثتها التي بدأت تتوارى خلف ستار العمر.. ولم يشغلها سوى ابنها الوحيد الذي بدأ يكبر وشب رجلا وقتها أدركت زينب أنها أدت رسالتها كاملة.. سلمت ابنها الوحيد ثروة والده كاملة.. وراحت تبحث له عن عروس حتى تحقق حلم عمرها في أن تشاهد ابنها الوحيد وهو يجلس في الكوشة وإلى جواره عروسه بفستان الزفاف.. ورحب الابن باقتراح والدته.. أرشدها إلى الفتاة التي يريد الزواج منها ولم تعارض الأم.. بل رحبت وأسرعت تطلب الفتاة لابنها من أسرتها.. وطار قلب الابن من السعادة.. عندما أخبرته والدته أن أسرة الفتاة قد وافقت على الزواج.. لكن كانت هناك مفاجأة أخرى في انتظار الابن عندما فوجئ بوالدته تخبره أنها تريد أن تطمئن عليه في منزل الزوجية حتى تتفرغ لحياتها الخاصة.. حيث تريد أن تتزوج من ابن عمها الأرمل الذي ماتت زوجته قبل خمس سنوات وربطت بينهما قصة حب أعادت نبض الحياة إلى قلب زينب الأرملة من جديد. قالتها الأم وهي تتوقع أن ابنها سوف يرحب بقرارها بل وسوف يشكرها على التضحية الكبرى التي ضحت بها والدته من أجله طوال أكثر من عشرين عاما وهي ترفض الزواج من أجله.. تخيلت الأم أن ابنها سوف يحتضنها ويرحب بقرارها الذي جاء متأخرا بسبب رفضها الزواج من أجله.. انتظرت الأم من ابنها الوحيد كلمة شكر واحدة.. لكنها فوجئت بما لم تتوقعه ابدا.. شاهدت امامها رجلا آخر لا تعرفه يشبه ابنها الوحيد شكلا لكنه ليس ابنها.. ثار الابن على والدته.. وراح يتهمها بالمراهقة بل وسوء السلوك.. اتهمها بخيانة والده.. وهددها بهجرها إلى الأبد إذا نفذت رغبتها وتزوجت من الرجل الذي تحدثت عنه.. وترك حسام المنزل لوالدته وأسرع بالخروج وترك الأم تبكي حزنا على ما أصاب ابنها. صدمة كبرى تلقتها الأم.. وكذلك الابن هو الآخر اعتقد أن والدته هي الأخرى قد خانته وغدرت به.. أسرع إلى أصدقاء السوء.. وراح يتعاطى المخدرات بحجة أنه يريد أن ينسى الطعنة الغادرة التي تلقاها من أقرب الناس إليه.. وراح أصدقاء السوء يبثون سمومهم في قلب وعقل الابن.. وطالبوه بالوقوف في وجه والدته بكل قسوة ومنعها بأي ثمن من الزواج بهذا الرجل.. وقتها أدمن حسام المخدرات وسقط في الهاوية وتحول إلى إنسان محطم لا يقوى على اتخاذ قرار أو حتى الوقوف على قدميه .. أهمل عمله وحتى عروسه تركها وارتبط عاطفيا بفتاة أخرى من فتيات الليل غرق معها حتى الثمالة في شرب الخمور وتعاطي المخدرات. وأصبح حسام أكثر قسوة مع والدته يوجه لها الشتائم لأتفه الأسباب.. وينهال عليها بالضرب المبرح دون أي سبب.. تحجر قلبه تماما وأصبح أكثر قسوة في تعامله مع والدته.. والأم استسلمت لقدرها.. ولم تجد سوى الدموع والبكاء على ما أصاب ابنها الوحيد.. حتى انه اتخذ قراره بإتمام زواجه من صديقته دون علم والدته.. وأصبحت حياة الأم عبارة عن جحيم لا يطاق حتى أنها قررت ترك منزلها والهروب بعيدا عن بطش ابنها الوحيد والزواج من الرجل الذي تحبه حتى يحميها من بطش ابنها واعتدائه المستمر عليها.. لكن لم يسعفها الوقت.. فقد كان طائر الموت يحيط بمنزل الأم.. كارثة تنتظر كلمة القدر حتى تقع وتتحقق جريمة قتل بشعة تهدم سعادة الأم وابنها الوحيد. عقارب الساعة اقتربت من العاشرة مساء.. عاد الابن إلى منزله.. الأم كانت نائمة.. راح يصرخ حتى أيقظها من النوم.. فوجئت الأم بابنها الوحيد يترنح من المخدرات قدماها لا تقوى على حمله وكان بصحبته اثنان من أصدقائه.. راح يوجه لها الشتائم بأفظع الألفاظ أمام صديقته.. وانهال عليها بالضرب المبرح حتى سالت الدماء من جسدها.. ولم يرحم الابن والدته ولم تشفع لها دموعها أو السنوات الطويلة التي عاشتها من أجله وضياع أحلى سنوات عمرها وهي ترفض الزواج من أجله.. وكانت أقسى الكلمات التي وجهها حسام لوالدته عندما اتهمها أنها سيدة سيئة السلوك.. وقتها تمنت الأم أن تنشق الأرض وتبتلعها حتى لا تعيش لحظة واحدة بعد أن طعنها ابنها الوحيد في شرفها وأهدر كرامتها أمام أصدقائه. وراح حسام يكمل سهرته مع صديقته يتعاطى المخدرات ويشرب الخمور ووالدته لا تستطيع النوم حتى لا يعذبها ابنها.. شعرت الأم بأنها أصبحت سجينة وأن ابنها هو السجان.. وكان سجانا غليظ القلب لا يعرف الرحمة.. أهدر كرامتها وحولها إلى ساحة للتعذيب.. ولم تكن الأم تجد مبررا واحدا لاضطهاد ابنها لها والذي راح يصدر فرمانات يومية يلزم والدته بتنفيذها حتى جعلها تعيش وحيدة معزولة داخل شقتها وذلك إرضاء لعروسه التي جعلت من الأم خادمة لها وقتها كرهت الأم حياتها.. وقررت التمرد على الحياة داخل السجن الذي اختاره لها ابنها الوحيد قررت الهروب إلى الحبيب لتتزوجه.. لكن ابنها هددها بقتله إذا تم زواجها منه.. وقتها تراجعت الأم خوفا على حياة الرجل الوحيد الذي أحبته. ازداد قلب الأم حسرة وألما لما أصاب ابنها الوحيد وقسوته الشديدة عليها.. وازداد سخطها على ابنها الوحيد.. وقررت الانتقام من عروسه لأنها سبب كل المصائب التي حلت بها ودفعت ابنها إلى إهدار كرامتها وإساءة معاملتها.. لكن زوجة الابن تركت منزل الزوجية إلى منزل أسرتها لخلافها مع زوجها على مصروف البيت.. وراح الابن يتهم والدته بأنها سبب خلافه مع زوجته وانهال عليها بالضرب والشتائم وقتها لم تحتمل الأم قسوة ابنها.. ولم تشعر بنفسها إلا وهي تمسك بسكين المطبخ والدماء تتساقط منه وكانت دماء ابنها الوحيد.. قتلت الأم ابنها الوحيد.. أكثر من عشر طعنات مزقت قلبه.. بعدها انهارت الأم وراحت تصرخ من هول المشهد وتجمع الجيران ونقلوا الابن إلى المسشفى لإسعافه ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى. وألقت المباحث القبض على الأم القاتلة (49 سنة) ووجهت لها تهمة قتل ابنها الوحيد (22 سنة) وبمواجهة الأم انهارت واعترفت بجريمتها تفصيليا وبررت ارتكابها للجريمة باعتداء ابنها المدمن عليها بالضرب وتوجيه الشتائم لها بصفة مستمرة.. وأكدت أن ابنها كان يحسن معاملتها حتى أخبرته أنها سوف تتزوج عقب زواجه فثار وراح يعتدي عليها بالضرب المبرح لأتفه الأسباب.. حتى أصبحت لا تستطيع التحمل ولم تشعر بنفسها إلا وهي تقتله. وأكدت ندمها الشديد على جريمتها لكن أكدت أن ابنها كان يستحق الموت لأنه نسي كل التضحيات التي بذلتها من أجله وأهدر كرامتها.. وأكدت التحريات التي أجرتها المباحث صدق اقوال الأم فأمر أحمد عطا وكيل النيابة بإخلاء سبيل الأم على ذمة القضية نظرا لظروفها الصحية وعرضها على مستشفى الأمراض العصبية لبيان حالتها النفسية.