وصف الطبيعة الصحراوية وما تحتويه من مناظر خلابة وصور بديعة أخاذة غرض محبب للكثير من الشعراء, ومنهم من يبدع في ذلك حتى وكأنك ترى ما يصفه أمامك, وهذه القصائد المسماة بقصائد الوصف مطلوبة ومرغوبة خاصة عندما تكون الصور بها جديدة ودقيقة, لأن الشاعر هنا يتكلم عن شيء محسوس ومعروف لدى الكل, وقد يتطرق الشاعر الى بعض الاماكن وأسماء المواقع من جبال أو آبار أو تضاريس معروفة بالمناطق التي يزورها, وهنا يلزم الشاعر ثقافة جغرافية بالاضافة الى ثقافته الخاصة في معرفة النباتات الصحراوية بأنواعها واشكالها معرفة تامة, وكثير من الشعراء لاتخلو قصائدهم من أسماء بعض النباتات المشهورة مثل (الخزامى والنفل والاقحوان والبسباس والنوار) ولكن لو عرضت أمامه تلك النباتات تجد أنه لا يعرفها ولا يفرق بينها, فثقافته هنا تقتصر على المسميات فقط. في هذه الايام بالذات فرصة كبيرة لكل شاعر يرغب في التعرف على الصحراء ونباتاتها وما عليه الا القيام برحلة برية الى احدى مناطق الربيع وان حصل له اصطحاب أحد العارفين بالصحراء ونباتاتها فستكون الفائدة اكبر بالنسبة للشاعر لانه سيعود بمخزون معرفي كبير يسهل عليه كتابة القصائد التي تهتم بوصف الطبيعة, وعموما في هذه الايام الربيعية الجميع مطالبون بالخروج من الحواجز الاسمنتية والتمتع بهذه الاجواء الطبيعية, وكل شاعر حقيقي يقوم برحلة برية هذه الايام فلا اظنه سيعود الا وقد نظم قصيدة تعد إضافة حقيقية له كشاعر, وماعليه الا أن يخلو بنفسه في روضة خضراء من رياض الصحراء أو أن يعتلي احد التلال وأنا أضمن له حضور الالهام الصادق في تلك اللحظات.