محمود درويش شاعر فلسطيني ومفكر وكاتب معاصر وهو امتداد لكبار الشعراء العرب لم يعاني شاعر عربي من اشكالية الموت والولادة كما عانى في شعره وحياته ولم يدن شاعر عربي كما ادين حين اعتقلته اسرائيل عدة مرات وكانت تتهمه بأنه يحرض على الثورة بأشعاره وكتاباته ونال العديد من الجوائز منها جائزة لينين عام 1983 ووسام الآداب والفنون الفرنسية في مرتبة فارس 1986. بدأ محمود درويش قرض الشعر وفي نهاية الخمسينات عندما كان طالبا في المدرسة الثانوية في كفر ياسين وفي تلك الفترة انضم ايضا إلى حركة الشبيبة وقبل ان يبلغ العشرين وجد نفسه في حيفا ضمن هيئة تحرير جريدة الاتحاد وقد اكتشفه توفيق طوبي واميل حبيبي عضو البرلمان "الكنيست".. واراد طوبي دفعه على طريق العمل السياسي بينما وجهه حبيبي الى المسار الادبي. كان ديوانه الاخير على سرير القريبة.. يمدد محمود درويش دانتيل لفتة وشراشف اناشيده مطرزة بوش خفي تارة وباذخ تارة اخرى.. وكأن اللغة العربية تتحض بنموذجها الغنائي الشعري في ذروته بشاعر مثل محمود درويش الذي يظل بعد غياب السياب ونزار قباني اهم شاعر عربي يكتب بهذه الغنائية العالية والكثيفة. والحداثة في رأي الشاعر هي الامتداد الطبيعي لتاريخنا الثقافي ومن هنا اعود لاقول إن القصيدة النثرية ليست هي الشكل الوحيد للحداثة ولكن من اسهاماتها الايجابية انها حرضت القصيدة الموزونة على آفاق ايقاعية ورؤية جديدة وانا لست ضد هذه القصيدة الا بشيء واحد وهو انني لا اكتبها لانني لا اعاني من ازمة ايقاعية فاستطيع ان اعبر بالوزن عن رؤيتي وتجربتي. ان محمود درويش يناضل بشعره من أجل عودة وطنه ويواصل كفاحه في كافة الميادين حتى ينعم شعب فلسطين بالاستقلال والحرية والعيش في سلام.