اثار كتاب السيدة نيكولين زاودخيست (آخر مستعمرة في أفريقيا) الصحافية بجريدة (الشعب) الهولندية ضجة إعلامية وسياسية مؤخرا بسبب إصدار هذا الكتاب الذي يحتوي على 250 صفحة باللغة الهولندية وقد جاءت مناقشة الكتاب في إطار ظروف أكثر جدلا عقدت في قاعة متحف تروبان بامستردام حول البوليزاريو حيث حضر الندوة حوالي 400 شخص وشارك في الندوة أساتذة جامعيون هولنديون بالإضافة إلى الصحافي المغربي علي المرابط الذي غادر المغرب بسبب دخوله السجن وإغلاق جريدته في المغرب وقد تناول الحاضرون قضية الصحراء التي كانت الآراء فيها متجاذبة.. ف (باولو دوماس) الباحث الهولندي كان مسيرا للندوة أما السيد بول دوفارت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمستردام فكان موقفه أحيانا في صف الشرعية الأممية وأحيانا منتقدا للمغرب.. مؤلفة الكتاب حاولت في مداخلتها تجنب الدخول في المعترك السياسي مؤكدة على أن المشكلة من الناحية السياسية لا تعنيها بتاتا وان ما دعاها إلى تأليف الكتاب كان الجانب الإنساني المحض من خلال التركيز على حياة الصحراويين في ظروف الصحراء القاسية ومحاولة جلب الرأي العام الدولي والهولندي بالخصوص إلى هؤلاء قصد الإسراع بتسوية المشكلة. من جهته بادر علي المرابط إلى تأكيد مغربية الصحراء وحاضر في الحقوق السياسية والمدنية للشعب المغربي. الندوة عقدت في ظروف أمنية مشددة وكانت فيها عناصر من البوليساريو تقف وراء النشاط المقام،على الرغم من وجود قرار الحكومة الهولندية في وقت سابق منع أي نشاط سياسي للبوليزايو على الأراضي الهولندية درءا لمشاكل أمنية منع ظهورهم بشكل علني. الكتاب الذي عرض في إطار هذه الندوة يتحدث عن معاناة الصحراويين الموجودين في مخيمات (تندوف) ويصور الكتاب طريقة عيشهم وحياتهم القاسية في ظروف قاهرة برمال الصحراء حيث الخيام والرمال والخلاء وقلة الماء وسوء التغذية إلى جانب الحصار الذي يمنع الصحراويين من التواصل مع أهاليهم بالمغرب ، ويتحدث كذلك عن وجهة نظر العديد من السياسيين وسكان الصحراء في الجهتين المغربية والمقيمين فوق التراب الجزائري. وبالإضافة إلى ذلك فالكتاب يتحدث عن الموسيقى والرقص الممزوجين بالتوق إلى عيش افضل كما لا تقف الكاتبة في اي اتجاه سياسي حسب رايها المبرر بان الهدف من تأليف الكتاب هو إثارة الانتباه إلى الحياة الإنسانية المريرة والمتأزمة بتأزم المواقف السياسية بين المغرب والجزائر الطريق المختصر إلى إنهاء نزاع الصحراء. وأثناء الندوة عرض فيلم صامت يصور صحراويين نساء يرقصن وآخريات يسقين الماء من بئر غارقة وشبانا يلعبون الكرة حفاة الأقدام وسيارة مهترئة تعبر رمال الصحراء وخياما متناثرة ورمالا مد البصرو الهدف كما يكتشف المشاهد تصوير ظروف العيش القاسية للصحراويين في مخيمات الصحراويين بالجزائر. صورة ضوئية لغلاف الكتاب