سارع معارضو غزو العراق لتهنئة الرئيس الامريكي جورج بوش بالنجاح الذي حققته الانتخابات العراقية معبرين عن اعجابهم بشجاعة العراقيين وتحديهم للتهديدات التي اطلقها الارهابيون باعاقة العملية الانتخابية لانها كما زعموا كفر وتعطي الحاكمية لغير الله. وعبرت فرنساوالمانيا وروسيا اللتان كانتا من المعارضين البارزين للغزو الامريكي للعراق عن ترحيبهما وإعجابهما بشجاعة العراقيين.واجمعوا على انه خطوة اولى على طريق الديمقراطية وتعهدت الدول الثلاث بمساندة الجهود الامريكية لاستعادة الاستقرار. وخلال اتصال هاتفي قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اثار استياء واشنطن لقيادته حملة دبلوماسية ضد غزو العراق لبوش ان انتخابات الاحد في العراق خطوة مهمة في اعادة الاعمار السياسي للعراق. وقال ان الاقبال والتنظيم الجيد للانتخابات كانا مرضيين. وقال ميشيل بارنييه وزير الخارجية الفرنسي لراديو اوروبا رقم 1: نحن لا نأسف على شيء.. ولكن نحن نتطلع للامام. فيما يعكس تحسنا تدريجيا في العلاقات مع واشنطن. وقال يوشكا فيشر وزير خارجية المانيا ان برلين لاتزال تعتقد انها كانت على صواب في معارضتها للحرب لكنها تتطلع للمستقبل وما يمكن ان تفعله للمساعدة في العراق.واضاف في حديث للصحفيين في بروكسل: التحدي الخاص بوضع العراق في مكانة ديمقراطية مستقرة هو ما يتعين علينا جميعا ان نضطلع به في اطار المعايير السياسية التي وضعناها مؤكدا من جديد على رفض المانيا ارسال جنود الى العراق. وفي موسكو اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتخابات بوصفها خطوة في الاتجاه الصحيح وابلغ وزراءه خلال اجتماع للحكومة بأن يعملوا من اجل مستقبل مستقر للعراق. واشادت اسبانيا التي ايدت الحرب بداية لكنها اغضبت واشنطن بسحب قواتها بعد تولي حكومة اشتراكية السلطة في ابريل الماضي بالانتخابات بوصفها خطوة مهمة نحو عراق امن كامل السيادة. كما رحبت اندونيسيا باجراء الانتخابات العراقية واعربت عن املها في ان تعمل على تمكين الشعب العراقي من استعادة سيادة بلاده وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "ان المشاركة العالية للعراقيين في الانتخابات العامة امر مفرح تعكس مدى تصميم وعزم العراقيين على تحديد مصيرهم واستعادة سيادتهم وبناء عراق ديمقراطي. وكان العراقيون قد تحدوا كل التهديدات الارهابية وقاموا في اقبال فاق ما كان متوقعا بالادلاء بأصواتهم في أول انتخابات تعددية يشهدها العراق منذ نصف قرن. ورغم اعرابهم عن القلق تجاه انخفاض نسبة التصويت في مناطق الاقلية السنية الا ان زعماء الاتحاد الاوروبي وجدوا انفسهم مضطرين للانضمام الى واشنطن في الاعتراف بأن الانتخابات مثلت نجاحا واسعا سيكون له انعكاس ايجابي على زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش لبروكسل بعد ثلاثة اسابيع للمشاركة في قمة حلف الاطلسي التي تهدف لتأمين انطلاقة جديدة للعلاقات الامريكية الاوروبية. وكانت فرنسا وروسيا والمانيا في طليعة المناهضين لشن الحرب على العراق خلال مداولات مجلس الامن الدولي. ووصفت الازمة الدبلوماسية التي تلت الغزو بأنها اسوأ ازمة تشهدها العلاقات الامريكية الاوروبية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويسعى المسؤولون في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى تنقية الاجواء لتحقيق المصالحة المأمولة خلال زيارة بوش الشهر الجاري لمقر حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي في بروكسل في اول زيارة خارجية له عقب توليه مهامه في فترة ولايته الثانية. وفي الاسبوع الماضي عرضت المفوضية الاوروبية ضخ 200 مليون يورو (260 مليون دولار) اضافية في الاقتصاد العراقي لدعم خطط التوظيف والمساعدة في اعادة بناء البنية التحتية الحيوية. ويتوقع أيضا أن توافق المفوضية بحلول 22 فبراير على خطة لتدريب ما يتراوح بين 700 و800 من كبار ضباط الشرطة والقضاة العراقيين كل عام.