كشفت مديرة برنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة الأخصائية النفسية منى شهاب ل"اليوم" ان برنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة يعتبر الآن في مرحلة العمل الميداني لجمع البيانات، مشيرة إلى أن البحث في المنطقة الشرقية سينطلق في شهر شوال المقبل من العام الحالي. وقالت إن العينات المطلوبة هي 730 عينة، أنجزنا منها 130 عينة متواجدة في الميدان خلال المرحلة السابقة في 2013م، مبينة أن المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة دراسة فريدة من نوعها يقوم بها فريق من الخبراء والأطباء والعلماء المنتسبون إلى عدة مراكز أبحاث وطنية وجهات حكومية وهي: مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ووزارة الصحة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وذلك بالتعاون مع مؤسسات عالمية عريقة كمنظمة الصحة العالمية وجامعة هارفرد وجامعة متشجان في الولاياتالمتحدةالامريكية، ومن الداعمين للدراسة "سابك" كشريك استراتيجي ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأبراج كابيتال كراع للدراسة. وأوضحت أنهم لا يزالون في حاجة إلى عدد أكبر من الباحثين لإنجاز العمل في الفترة المقررة، ولهذا السبب فإنهم يقومون بتوظيف باحثين جدد وتدريبهم للانضمام إلى فريق العمل الميداني، على أن يكون الباحث من حملة شهادة بكالوريوس أو ما يعادلها كشرط أساسي، كما يفضل أن يكون لديه الخبرة في مجال البحث الميداني، ولديه إلمام باللغة العربية بشكل جيد، ويملك مهارات جيدة في استخدام الحاسب الآلي، بالإضافة إلى تمكنه من مهارات التواصل مع الآخرين. يهدف البرنامج إلى معرفة ماهية ضغوط الحياة ومدى انتشارها وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع، إذ تساعد هذه المعلومات صانعي القرار والمخططين في مجال الصحة على تقدير نوع وحجم الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية المطلوبة في المملكةوذكرت شهاب أن المسح يهدف بشكل أساسي إلى معرفة ماهية ضغوط الحياة ومدى انتشارها، وتأثيرها على صحة الفرد والمجتمع، وستساعد هذه المعلومات صانعي القرار والمخططين في مجال الصحة على تقدير نوع وحجم الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية المطلوبة في المملكة، كما أن المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة سيزودهم بمعلومات مثل: قياس حجم العبء الذي تشكله ضغوط الحياة في مجتمعنا، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض الصحية، ومعرفة فئات المجتمع المُعرّضة لعوامل قد تزيد من نسبة الخطورة حتى نتمكن من تقديم برامج وقائية خاصة لها، ومعرفة مسببات ضغوط الحياة الأكثر شيوعاً في المجتمع، ومعرفة أفضل الطرق لتقديم الخدمات الصحية. وأكدت أنهم يهدفون إلى سد الفجوة المعرفية، فالفجوة بين معرفة حجم المشكلة واختيار أفضل الحلول للتغلب عليها هي فجوة هائلة لا يمكن سدها إلا من خلال الشراكات الفعالة، والتعاون المكثف بين المؤسسات والمجتمع. وأبانت أن المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة في المملكة العربية السعودية إنما هو بحثٌ وبائي ميداني، يستهدف عينة من كافة الشرائح التي تمثل كافة السعوديين في المدن والريف. وحجم العينة هو 6500 فرد من الذكور والإناث، تتراوح أعمارهم ما بين 15-65 عاما، ويتم اختيارهم بشكل عشوائي، بحيث تغطي العينات كافة مناطق المملكة. وتتم مقابلة أفراد العينة وجهاً لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء، ويحتوي كل فريق من الباحثين على رجل وامرأة لمقابلة الرجال والنساء كل حسب جنسه. وأشارت مديرة البرنامج إلى أن العمل الميداني جزء أساسي من عملية المسح، وان المشروع يعتمد على عدة مراحل بدأت مع تطوير أداة الاستبانة، حيث قام فريق سعودي من الأطباء والمترجمين المعتمدين بترجمة هذه الأداة، ثم قامت بمراجعتها مجموعة أخرى من الخبراء، وبعد ذلك قمنا بدراسة تجريبية في سنة 2011م، تبعتها مرحلة تدريب للفريق الميداني (المدراء الميدانيين، المشرفين، والباحثين) للاستعداد للعمل الميداني الذي بدأ في يناير 2013م، والذي يتم استكماله الآن منذ أسبوعين في المنطقة الوسطى، وبعد الانتهاء من جمع البيانات من كافة المناطق سيتم تحليلها ومعالجتها، ومن ثم استخراج البيانات المفيدة والضرورية التي ستساعدنا في التوصل إلى أفضل الحلول والتوصيات والبرامج التي ستؤدي إلى خدمة مجتمعنا والأجيال القادمة. وكشفت أن أبرز العقبات التي واجهت البرنامج تمثلت في صعوبة الوصول إلى بعض المنازل، ولكن مصلحة الإحصاء قامت بمساعدتنا في هذا الأمر، بالإضافة إلى أن نسبة قليلة من الناس كانوا مترددين نوعاً ما في المشاركة، ولكن بعد التحدث مع المشرفين الميدانيين، والحصول على معلومات أكثر عن الدراسة وأهمية مشاركتهم بها، حيث انهم يمثلون الأفراد الذين يسكنون بذلك الحي، تغيرت وجهة نظرهم، وتفاعلوا أكثر مع الدراسة. واختتمت بقولها: "نستخدم خلال الدراسة جهاز كمبيوتر محمول لجمع كافة المعلومات أثناء المقابلات، إذ يساعد ذلك على زيادة الدقة أثناء إدخال المعلومات، ويحافظ على المعلومات، وقد يحدث في بعض الأحيان النادرة خلل تقني مما يؤخر عمل الباحث، لذلك فقد قمنا بتزويد المشرف الميداني في كل منطقة بأجهزة إضافية لتلافي أي تأخير"، وعلى غير المتوقع "تفاجأنا بتقبل الغالبية العظمى من أفراد المجتمع لبرنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة، إذ كنا نعتقد ان نسبة الاستجابة ستكون أقل، ولكن النتائج جاءت عكس توقعاتنا.