التوظيف عن بعد ليس أسلوباً جديداً في إنجاز الأعمال ، بل إنه مطبق منذ عشرات السنين في كثير من الدول ولم يكن يوماً ما مخصصاً للمرأة فقط , فكثير من الأعمال في بعض الدول الغربية توكل إلى رجال ونساء ليتم إنجازها وهم يعملون في منازلهم أو مكاتبهم الخاصة ومن ثم يتم تسليمها للجهة التي كلفتهم بإنجاز هذه الأعمال ويقوم العديد من الرجال والنساء بإنجاز أعمال من المنزل وتسويقها لدى الجهات التي هي بحاجة لهذه المنتجات . ويركز تطبيق هذا المفهوم من العمل على أنشطة مثل البرمجة والترجمة والبحوث والأعمال الحرفية والفنية . بل أن أغلب تركيز مثل هذه الأعمال في السنوات الأخيرة هو على تطوير أنظمة وبرامج الحاسب الآلي . ولقد بدء في تطبيق هذا الأسلوب في العمل المنزلي في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة ويمارسه العديد من الرجال (أجانب وسعوديون) وعدد قليل من النساء في وقتهم الخاص وقاموا بإنتاج أنظمة أو برامج آلية بمبادرة منهم أو بتكليف من جهات تمارس هذا النشاط وحققوا من خلال ذلك دخلاً جيداً نظير ما أنجزوه من عمل. يتحدث الكثيرون عن خروج المرأة للعمل خارج المنزل وما يصاحب ذلك من صعوبات في ظل مسئولية المرأة عن منزلها وزوجها وأبنائها . وتجربة المملكة في خروج المرأة للعمل خارج المنزل هي أقل مثيلاتها في دول أخرى فيما يختص بالمشاكل التي تنتج عن ذلك وتتميز هذه التجربة بأنها فريدة على مستوى العالم ، حيث حفظت للمرأة حقوقها كاملة وحافظت لها قبل ذلك على دينها ووضعها الاجتماعي ، بل وساهمت في تنمية القوى العاملة النسائية في المجتمع.ومع كل هذه الإيجابيات لتجربة المرأة السعودية للعمل خارج المنزل ، فما زالت الكثيرات من النساء العاملات يواجهن بعض الصعوبات في الجمع بين أداء أعمالهن خارج المنزل والمحافظة على واجباتهن المنزلية نحو الزوج والأبناء . ويتفهم الكثير من الأزواج أهمية دور زوجاتهم العاملات ولكن تبقى أهم واجبات المرأة المتمثلة في رعاية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة . ويخطئ الكثيرون في اعتبار المرأة التي لا تعمل خارج المنزل عاطلة عن العمل وغير منتجة للمجتمع . فدور المرأة في منزلها إذا قامت به على أكمل وجه يفوق دور أي إنسان يعمل في أي وظيفة كانت . وبالتنظيم المناسب لدور المرأة نحو أسرتها ، يمكنها العمل والإنتاج وهي في منزلها ، بل وقد تتفوق على بعض العاملات خارج منازلهن . ومع تشبع سوق العمل النسائي بالعاملات السعوديات ، نجد أن هناك العديد من النساء المتعلمات واللاتي يمتلكن مهارات وقدرات عالية يلازمن منازلهن بسبب عدم توفر الوظيفة أو لإرتباطاتهن العائلية بالمنزل و الحل يكمن في الاستفادة من أسلوب التوظيف عن بعد لكي يعملوا وهن في منازلهن . أما كيف يمكن تطبيق ذلك فللموضوع بقية وكل عام وأنتم بخير .