تزايدت مخاوف الفلسطينيين إزاء إمكانية أن تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي على هدم آلاف المنازل في منطقة ما يسمى بمحور فيلادلفي في رفح، وذلك إثر تسرب معلومات من مصادر إسرائيلية حول نية إسرائيل هدم 3000 منزل لتنفيذ المخطط الإسرائيلي القديم الجديد الذي أعلنت عنه إسرائيل في وقت سابق والمتعلق بحفر قناة مائية لتأمين حدود قطاع غزة مع مصر. المخطط الإسرائيلي ووفقاً للمخطط الإسرائيلي ستقدم قوات الاحتلال على تفريغ منطقة واسعة في رفح من سكانها لتتمكن من حفر القناة المائية أو الخندق المائي الذي ورد الحديث عنه مراراً على لسان مصادر رسمية إسرائيلية. وتدعي سلطات الاحتلال ان الخندق المائي سيساعد إسرائيل على تأمين حدودها والحفاظ على أمنها. ويهدد المخطط حال تنفيذه آلاف العائلات الفلسطينية القاطنة في منطقة محور فيلادلفي بأن تتحول لعائلات مشردة فمن شأن هذا المخطط أن يشرد هذه العائلات ويتركها دون مأوى. وتعتبر رفح أكثر المحافظات الإسرائيلية تضرراً جراء انتهاج سلطات الاحتلال سياسة هدم المنازل ضد المدنيين الفلسطينيين، ووفقاً لمصادر فلسطينية، يبلغ عدد المنازل التي تم هدمها في رفح منذ بداية انتفاضة الأقصى، أكثر من نصف إجمالي المنازل التي هدمت خلال الفترة نفسها في باقي محافظات ومدن قطاع غزة. وتسوق قوات الاحتلال لتبرير سياسة هدم منازل المدنيين في رفح مبررات واهية فتارة تدعي انها تهدم المنازل بغية هدم الأنفاق التي تقع تحتها، وتارة تدعي انها تهدم منازل مهجورة غير مأهولة بالسكان، وتارة تدعي أنها تهدم منازل يطلق المسلحون منها نيرانهم تجاه قواتها. اما بهاء برهوم، فتحدث حول المخاطر التي تهددهم في رفح فقال: كثرت الأحاديث عن نية قوات الاحتلال هدم آلاف المنازل في رفح ليتسنى لهم حفر القناة المائية التي يدعون انها ستكون سبيلهم لحفظ أمنهم في رفح وجميع السكان هنا يشعرون بالخوف من هذا المخطط البشع. وتساءل برهوم قائلاً: من يمكنه أن يضمن لنا ألا يباغتونا ليلاً كما اعتادوا أن يفعلوا ليجبرونا تحت وطأة الرصاص على الفرار من منازلنا ومن ثم يقومون بهدمها؟ كما تحدثت بهية السيسي فقالت: هجرونا عام 1948 من أراضينا وقرانا الأصلية فجئنا إلى رفح، وهاجمونا في مخيمات اللجوء مع بداية الانتفاضة وهدموا منزلنا ليحولونا لمشردين للمرة الثانية، واليوم يتحدثون عن إمكانية هدم المنزل الذي بنيناه باقتطاع قوت أطفالنا، حسبي الله ونعم الوكيل. بدوره، تحدث بهاء الدباس فقال: "إنهم لا يعيرون بالا لنا ولا يعتبروننا بشرا، يهتمون بأمنهم ويدعون أن الحفاظ عليه وراء كل ممارساتهم الإرهابية المقترفة بحقنا وأنا أسأل العالم، هل يحق لهم بدعوى الحفاظ على أمنهم أن يشردوني وأطفالي ويهدموا البيت الذي يأوينا ؟ من ناحيتها، بدأت والدة بهاء، أم وائل حديثها بترديد أحد بيوت الشعر التي اعتبرتها الأكثر ملاءمة لأحوال سكان رفح فقالت: الصبر يا قلب لما الله عليك يعود صبروا كتير قبلك على الليالي السود. وتابعت: ماذا أقول وماذا احكي، قتلوا أبناءنا، وجرفوا أراضينا وتسببوا في زرع الخوف والرعب في نفوس أطفالنا وحتى منازلنا يشردوننا منها، يهدمونها ونتحول لعائلات لا مأوى لها، ومن لنا غير الله وغير أن نقول يا رب. هذا وقد دعا عدد من سكان رفح العالم كله للالتفات إليهم والعمل على ضمان ألا تقدم إسرائيل على تشريدهم من منازلهم، فمن ناحيته تحدث المواطن نزار بدوي فقال: أناشد العالم كله أن يتدخل ويقول لإسرائيل كفى، كفى لكل ما تقترفه بحقنا من جرائم. نداء للمجتمع الدولي بدوره تحدث محمد الشرقاوي (مواطن) فقال: لا نريد مالاً ولا نريد مساعدات، كل ما نريده أن يضمن لنا المجتمع الدولي أن نحيا في منازلنا بأمن وأمان دون ان تداهمنا جرافات إسرائيل ليلاً لتهدم منازلنا وتشردنا. أما باسم الصرفندي فقال: لا أريد أن اناشد او أستجدي لكنني أستصرخ كل الضمائر الحية وأسألهم هل يمكنهم تقبل فكرة أن يجبرهم أحد على مغادرة منازلهم التي شيدوها بعد عناء ليهدمها ويتركهم بلا مأوى، ألا توجد في قلوبهم رحمة. وحذرت إحدى المؤسسات الحقوقية الناشطة في قطاع غزة من إمكانية إقدام قوات الاحتلال على هدم المنازل في رفح وتشريد آلاف المواطنين وتحويلهم لسكان بلا مأوى، ففي بيان صدر عن مركز حقوقي دعا المركز المجتمع الدولي والمؤسسات الانسانية لمنع اسرائيل من الاقدام على هذه الخطوة التي ستتسبب في تشريد الاف الاسر الفلسطينية في المدينة وتحويل افرادها الى مشردين. وطالب المركز بالضغط على اسرائيل لحثها من أجل وقف انتهاكاتها التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين وإيجاد آليات لمنعها من الاستمرار في تنفيذ هذه الانتهاكات. عجوز تجلس امام انقاض منزلها