بالأمس استضاف مضر بطولة اليد للأندية العربية، وفاز النور بلقبها، واليوم يستضيف النور بطولة الأندية الخليجية، واللقب نتمناه سعودياً سواء كان للنور أو مضر، فكلاهما عينان في رأس واحدة. لا أعرف كيف أبدأ عندما يتعلق الأمر بكرة اليد، فهده اللعبة بالذات تعشقها أندية الدخل المحدود، فهي ترسم لوحة إبداعية تتخطى الحدود لتصل لبحر الخليج وبحر العرب، وبحار آسيا حتى محطة العالمية. وذاكرة الوقت هنا، تتراقص أمام ناظري شريطا سينمائيا، يمرض عرضه، لكنه لا يموت، يفتر، لكنه سرعان ما يعود لسخونته وحيويته، فهي لعبة كرة اليد من المنافسات التي لا تشيخ، حتى مرحلة الكهولة لا تعرفها، كأنها تعيش مرحلة الشباب طوال عمرها. ما زالت هذه اللعبة صامدة على خشبة المسرح، رغم أن أقرانها في الألعاب الأخرى توقفوا عن أداء أدوار البطولة، واكتفوا فقط بتأدية الواجب لإنهاء الرواية. هو باختصار شموخ لعبة كرة اليد التي عزفت على مدار ثلاثين عاما، ولم ينحني رأسها لا لعزوف الجماهير، ولا لإهمال بلاط صاحبة الجلالة، ولا حتى لوهج الفضائيات، ولم تستسلم هذه اللعبة كما هو الحال لمثيلاتها برفع الراية البيضاء، والسير في شارع الروتين الممل الذي لا يخرج عن بطل واحد للمنافسات، وإن نافسه طرف آخر فلا يتعدى زائرا بين الفينة والأخرى. اليوم نشهد افتتاح بطولة الأندية الخليجية التي يستضيفها النور ويشارك فيها مضر، وهي فرصة لجماهير هذه اللعبة في الساحل الشرقي أن يثبتوا على أن المستديرة الصغيرة هي عشقهم الأول، فمعظم أندية المنطقة، بدءا من الخليج ثم النور ثم مضر، قد حققوا ألقاباً محلية وخليجية وعربية وآسيوية. هذه الحالة المتفردة للعبة قديما وحديثا، جعلت المنافسة على الألقاب تتنوع في منافسات اليد، تنام مرة على ضفاف البحر الأحمر، وتارة أخرى تغفو على الخليج العربي، وثالثة في جبال مكةالمكرمة، وهكذا دواليك، وهذا السبب ما يجعل أندية اليد في السعودية متوهجة في البطولات الخارجية. كرة اليد السعودية له حضورها القوي في جميع المناسبات، فعلى مستوى المنتخب الأول حضرت عرس نهائيات كأس العالم ست مرات، وعلى مستوى الأندية فهي دائماً في القمة عند المحطات الخارجية، واليوم النور ومضر ممثلا المملكة عليهما مسئولية كبيرة في الحفاظ على هذه المكتسبات من خلال الفوز باللقب. لا بد هنا أن نتوقف قليلاً عند إمكانيات هذين الناديين وهي بدون شك ضعيفة جداً، بل تأكد أن تكون معدومة ومع ذلك يرسمان الفرح والإنجاز للرياضة السعودية. لرجال الأعمال في المنطقة الشرقية رسالة مفادها (ادعموا أندية الدخل المحدود). [email protected]