وزير خارجية السودان: الحرب توشك على الانتهاء    أمير جازان يستقبل مدير الدفاع المدني السابق و المعين حديثاً    وزير الاتصالات: 13% النمو السنوي للاقتصاد الرقمي بالمملكة    تركي آل الشيخ يعلن وصول زوار موسم الرياض إلى 19 مليون    النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية    يقدم 250 فعالية متنوعة.. «معرض جازان للكتاب» يستقبل الزوار غداً    وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالين من رئيس وزراء فلسطين ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني    الهلاليون: كوليبالي كارثي    أمير الشرقية يكرّم المشاركين في مبادرة «خدمتكم فخر»    علامة HONOR تفتتح منصة الإعلان في LEAP 2025 مع إطلاق هاتف PORSCHE DESIGN HONOR Magic7 RSR    فجر السعيد: أعتذر للعراق وأعتزل النقد السياسي    «وول ستريت» تتراجع.. وتباين بمؤشرات أسهم آسيا    والد عبدالله الزهراني في ذمة الله    السعودية تتصدر دول ال20 في مؤشر الأمان ل 2023    لبنان تدين وترفض التصريحات الإسرائيلية ضد المملكة    الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية تعلن تأسيس الجمعية الأولى للتوحد بمنطقة مكة المكرمة    انخفاض الناتج الصناعي الهولندي لأدنى مستوى خلال 6 أشهر    تحت محور "سينما الهوية".. انطلاق الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية أبريل المقبل    حسين عبد الغني يتوقع موقف الأهلي في دوري أبطال آسيا    مساعد وزير الداخلية : الوزارة انتقلت من الرقمية التقليدية إلى المعززة بالذكاء الاصطناعي    نائب أمير الشرقية يستقبل أعضاء جمعية العمل التطوعي    سماحة المفتي ومعالي النائب يستقبلان مدير فرع عسير    إسقاط مسيرات أوكرانية.. وهجوم روسي على كييف    رئيس الوزراء الصومالي يزور حي حراء الثقافي بمكة    «الإحصاء»: ارتفاع مؤشر «غير النفطية» 4 %    أم تقتل ابنها المعاق بعد تشخيصها بسرطان مميت    مستشفى دله النخيل بالرياض ينقذ مريضة من ورم في الرقبة ممتد للقفص الصدري    الصحة العالمية: الصرع لا يزال محاطًا بالوصمة الاجتماعية    رياح وأمطار خفيفة على بعض المناطق    عبدالعزيز بن سعد يواسي أُسر المايز والتميمي والجميلي في وفاة فقيدتهم    تسجيل 1383 حالة ضبط في المنافذ    العيسى يلتقي رئيس وزراء غينيا بيساو ويقف على برنامج جراحات العيون    الهلال الأحمر يعيد النبض لمعتمرة إندونيسية    سباق تدّمير العقول    الاحتلال يوسع حملة تدمير الضفة وينسحب من «نتساريم»    الثأر العجائبي في حكاياتنا الشعبية..    ولادة أول صغار المها بمحمية عروق بني معارض        غيبوبة على الطريق.. تنتهي بحفل تكريم «اليامي» !    تخريج الدورة التأهيلية للفرد الأساسي للمجندات الدفعة السابعة بمعهد التدريب النسوي    دورات لتعزيز مهارات منسوبي الحرس الملكي    وزارة الثقافة تشارك في مؤتمر «ليب 2025»    «الدارة» تصدر كتاباً حول القطع الفخارية المكتشفة بتيماء    الأوركسترا والكورال الوطني.. روعة الإبداع في شتى الصور    %75 نسبة تفوق الحرفيات على الذكور    إرث الصحراء    ضمك.. جبل ونادٍ    ولي العهد يستقبل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية    في الجولة ال(21) من دوري يلو.. قمة تجمع الحزم والطائي.. ونيوم والنجمة يواجهان العين والصفا    بختام الجولة ال 19 من دوري روشن.. الاتحاد يسترد الصدارة.. والنصر يقترب من الهلال    شعبان.. محطة إيمانية للاستعداد لرمضان    حسن التعامل    «المناورات» تجهّز الأهلي والنصر ل«قمة الإنماء»    موجز اقتصادي    سيادة المملكة «خط أحمر»    كيف يتكيف الدماغ بسرعة مع التغيير    ميكروبيوم معوي متنوع للنباتيين    الاتحاد السعودي لكرة القدم يقيم ورشة العمل الإعلامية الرابعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقيمون على شرع الله ومتبعون لسنة رسوله في كل علاقاتنا الداخلية والخارجية
خادم الحرمين الشريفين وولي العهد في كلمة لضيوف الرحمن:
نشر في اليوم يوم 22 - 01 - 2005

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى حفظهما الله كلمة إلى حجاج بيت الله الحرام بمناسبة موسم حج هذا العام 1425ه فيما يلى نصها:
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل "واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود "والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
حجاج بيت الله الحرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة مباركة تحية أهل الجنة (تحيتهم فيها سلام) من هذا المكان المبارك صعيد منى الطيب من البلد الحرام الذى أقسم الله به فى كتابه فى أكثر من موضع قال عز وجل :(لا أقسم بهذا البلد) وقال تعالى:(وهذا البلد الامين) وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمته بحرمة المسلم فى قوله فى حجة الوداع :(ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا فى بلدكم هذا) نحييكم أطيب تحية ونرحب بكم أجمل ترحيب ونسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والخير والسداد وأن يتفضل علينا وعليكم بالرحمة والغفران وأن يمن علينا جميعا بالقبول فتعودون ان شاء الله بحج مبرور وسعى مشكور وذنب مغفور.
أيها الاخوة حجاج بيت الله الحرام .
لقد وقفتم فى صعيد عرفات مهللين مكبرين حيث وقف المصطفى صلى الله عليه وسلم والمسلمون من بعده اخوة متحابين فى الله يذكركم الله فيمن عنده تظلكم الرحمة وتغشاكم السكينة ويباهى الله بكم ملائكته في موقف عظيم ومظهر متجانس تبدو فيه الوحدة بين المسلمين فى صورة مثلى وتتحقق فيه المساواة بين البشر فى هيئة واضحة ثم أفضتم من عرفات الى مزدلفة تحقيقا لقول الله تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين )وبعد ذلك أقمتم فى منى لتكملوا حجكم وتتموا نسككم وتقضوا تفثكم وتوفوا نذوركم وتطوفوا بالبيت العتيق قال تعالى: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق).
أيها الاخوة الكرام..
منذ أن من الله على المملكة العربية السعودية فشرفها برعاية الحرمين الشريفين وهى تستشعر قيمة هذا التشريف العظيم وتعتز به تكليفا كريما وتحتسب خدمة حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبا دينيا تسعى للقيام به على الوجه الذى يرضى الله عز وجل وتحرص على ذلك كل الحرص طاعة لله عز وجل واتباعا لسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولقد يسر الله لنا ولله الحمد والمنة القيام بخدمة هذه الديار وأعاننا على تسهيل شؤون الحج وتيسير السبل للحجيج والسهر على راحتهم والقيام بخدمتهم ونحن بحول الله ساعون فى ذلك جهدنا عاملون له طاقتنا باذلون فيه الغالى والنفيس ولن نتوانى ان شاء الله فى القيام بمسؤولية هذه الرعاية قدر الامكان والله نسأل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال.
أيها الاخوة الكرام..
اضافة الى كون الحج ركنا من أركان الاسلام الخمسة فانه مناسبة يستذكر فيها المسلمون بعضا من مقاصد الشريعة الغراء ويستحضرون شيئا من مراميها فشريعة الاسلام السمحة بتعاليمها القيمة منهاج شامل يضئ للناس فى هذه الدنيا الطريق ويبعث فى جوانبها النماء والرخاء ويجعل الخير فيها وافرا موصولا ولذا فان الاسلام على مر العصور كان ومازال داعى هداية وبشير رحمة وعامل استقرار ومصدر ازدهار يحمل الخير للبشر ويسعى لمصلحة الانسان ويحفظ له كرامته ويصون حياته وعقله وماله وعرضه فى منهج نبيل ومسلك قويم ليس له مثيل قوامه اليسر والرفق فى الامور كلها فالله عز وجل يقول: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ان الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين الا اختار أيسرهما.
ولقد وضع الاسلام للمسلم الاطار العام الذى يؤدى من خلاله رسالته فى هذه الحياة وبين له الحقوق والواجبات وحدد له الغاية والهدف وأوضح له الوسيلة والاسلوب ورسم له الطريق والمسلك فى منهج وسط لا افراط فيه ولا تفريط قال تعالى واصفا المسلمين (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خطابهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا أصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهانا الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما).
الاستقامة جماع الأمر
وجماع الامر فى سلوك الانسان المسلم هو الاستقامة على المنهج السليم واتباع صراط الله المستقيم والتمسك به قولا وعملا قال تعالى: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير) وقال تعالى: (وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
ومن مقتضى الاستقامة التحلى بمكارم الاخلاق فى كل الاحوال ومع كل الناس فالمبادئ فى الاسلام ذات قيمة موضوعية مطلقة وثابتة لا تتغير بتغير الاشخاص المتعامل معهم أو تختلف باختلاف الزمان أو المكان او الظروف والاحوال فالمسلم يجب أن يكون محسنا للناس فى القول والعمل وفى الشدة والرخاء قال تعالى: (الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقال تعالى: (وقولوا للناس حسنا) وقال عز وجل: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون).
قول الحق والعدل
ومن مقتضى الاستقامة كذلك قول الحق وتحقيق العدل قولا وعملا وفى كل الاحوال ومع كل الناس بلا تفريق وتمييز فالله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى) ويقول سبحانه: (واذا قلتم فاعدلوا) ويقول تعالى: (واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ومن مقتضيات الاستقامة كذلك أداء الحقوق والوفاء بالعقود والالتزام بالعهود قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقال عز وجل (فما استقاموا لكم فأستقيموا لهم) وقال سبحانه: (فأتموا اليهم عهدهم الى مدتهم).
وأخيرا فان الاستقامة على منهج الله عز وجل تجعل المسلم متحليا بالصبر متصفا بالحكمة يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلهم بالحسنى قال تعالى: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) وقال تعالى: (واصبر وما صبرك الا بالله) وقال تعالى: (ان الله مع الصابرين) فهذه من أهم مقتضيات الاستقامة ومنها يتضح أن الاسلام حدد للمسلم السلوك المناسب فى كل حال والتصرف الملائم فى كل ظرف والتعامل ايجابا مع كل الاحتمالات حتى لا يعيش أزمة سلوك والواجب على المسلمين والحال هذه التمسك بتعاليم الاسلام وتطبيقها حق التطبيق والتحلى بالاخلاق الحميدة والاتصاف بها قولا وعملا وأن يكونوا على يقين أنه لا عزة لهم فى هذه الدنيا ولا فلاح لهم الا باتباع صراط الله المستقيم والتمسك
بكتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعض عليهما بالنواجذ ..
فذلك والله عز الدنيا والآخرة.
السلف قدوتنا
أيها الاخوة الكرام .
ونحن فى المملكة العربية السعودية ولله الحمد مستقيمون على شرع الله ومتبعون لصراطه المستقيم نلتزم ذلك فى علاقاتنا وارتباطاتنا وقراراتنا فقد قامت هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله على التمسك بشرع الله وتطبيق أحكامه وقواعده فى جميع الامور دقيقها وجليلها فمذهبنا الحق هو ماجاء فى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقدوتنا فى ذلك الخلفاء الراشدون والصالحون من سلف هذه الامة لا مذهب لنا سوى ذلك ولا نبتغى عنه بديلا ولا نحيد عنه قيد انملة وهذا ما ندين لله به ونعلنه على رؤوس
الاشهاد ويحكم سياستنا داخليا وخارجيا فكتاب الله وسنة رسوله هما الحاكمان فى هذه البلد على كل الامور وانطلاقا من ذلك وفى اطار العلاقات التى سبق ايضاحها تتبنى المملكة داخليا منهجا واضحا قوامه التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بتحقيق الشورى والعدل وتطبيق حدود الله وتعظيم شعائره والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة الى الله بالحسنى.
وفى الشأن الخارجى يقوم منهج المملكة على التواصل المثمر والتفاعل الايجابى مع العالم والعمل البناء فهى فى كل علاقاتها سواء على الصعيد الثنائى أو الاقليمى أو العربى أو الاسلامى أو العالمى عضو فعال سمته الواضحة الاتصاف دائما بالطابع الاسلامى.
وتطبيقا لهذا المنهج فان علاقة المملكة بالدول الاسلامية علاقة أخوة فى الاسلام كما قال رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم" فالمملكة عضو فى العالم الاسلامى يسعدها ما يسعد المسلمين ويسوؤها ما يسوؤهم وتشاركهم الافراح وتقاسمهم الآلام وهى تعمل جاهدة لما فيه عزة الاسلام والمسلمين وتسعى جهدها لما فيه مصلحتهم وتبذل طاقتها لما فيه الخير لهم وتقف مع الدول الاسلامية فى المحافل الدولية مؤيدة الحق ناصرة الواجب لا تتوانى فى ذلك ولا تتأخر.
مواقفنا مشرفة
ولذا تأتى المملكة العربية السعودية دائما فى مقدمة الدول المشاركة فى مؤتمرات منظمة المؤتمر الاسلامى سواء تلك التى على مستوى القمة أو المستويات الوزارية وعضو فى كل المكاتب والمنظمات الفرعية المنبثقة عن هذا المؤتمر تحرص على الوفاء بالتزاماتها وتلتزم بما يصدر عنها من قرارات ومن هذا الباب يأتى دعمها غير المحدود لبنك التنمية الاسلامى ومساندتها لمشاريعه التنموية فى سائر أنحاء العالم الاسلامى حتى يستطيع أن يضطلع بالغرض التنموى الذى أنشئ من أجله ويقوم بدوره فى دفع مسيرة التنمية فى الاقطار الاسلامية على الوجه الاكمل .
ايها الاخوة:
ان موقف المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين ثابت ومعروف فمع كل المتغيرات التى مرت بها المنطقة وعلى الرغم من الاحداث التى جرت مؤخرا وتبدل الظروف وتحول المواقف فان المملكة لا تزال ثابتة فى مبادئها تنصر الحق وتذود عنه وتدين الظلم والظالمين وتدافع عن الحقوق المسلوبة وتسعى فى سبيل احقاق الحق واستعادة الاراضى المغتصبة ودعم تطبيق القرارات الدولية الصادرة فى هذه القضية والعمل على ارساء قواعد السلام ومساندة المبادرات السلمية الحقيقية التى تهدف الى أن يسود السلام فى المنطقة وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
وفيما يخص المسألة العراقية فالمملكة تتطلع الى أن يزول الوضع المأساوى الذى يعيشه الشعب العراقي ويعود العراق الى احتلال مكانه الطبيعي فى العالمين العربي والإسلامي ويؤدى دوره الحقيقي على الساحة الدولية وأن يسود الامن ويعم الاستقرار هذا البلد الشقيق وينعم أهله بالأمان والرخاء وأن يتكاتف أبناؤه جميعا فى وحدة قوية متماسكة.
أيها الاخوة:
وفيما يتعلق بعلاقات المملكة مع دول العالم الاخرى فان المملكة ترتبط مع سائر دول العالم المحبة للسلام بعلاقات واضحة قوامها الاحترام المتبادل والمشاركة المنتجة فى قضايا الانسانية وهمومها والاهتمام بشؤون التنمية واشكالاتها والمبادرة الدائمة فى المواساة والاغاثة فى الكوارث التى تحصل من وقت لآخر كما حصل فى الزلزال والمد البحرى اللذين حدثا فى جنوب آسيا بتاريخ 14 ذى القعدة 1425ه الموافق 26 ديسمبر 2004م وذهب ضحيتهما أعداد كبيرة من البشر ونتج عنهما خسائر مادية جمة فكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التى بادرت لاغاثة المناطق المنكوبة وساهمت فى مواساة المتضررين.
وموقف المملكة هذا نابع من أن الجميع يعيش فى كوكب واحد وتحقيق السلام العالمى والحفاظ عليه مطلب مشترك يقتضى من الكل التعاون والتكاتف فيما يحقق المنافع ويحمى المصالح المشتركة ويحفظ للدول خصوصيتها ويحترم سيادتها . والمملكة فى ارتباطاتها العالمية وانضمامها للاتفاقيات الدولية سواء الثنائية أو متعددة الاطراف خاصة ما يتعلق بتنمية العالم والمحافظة على البيئة ورعاية الحقوق والدفاع عنها ونزع أسلحة الدمار الشامل فى سائر أنحاء العالم والحيلولة دون انتشار الاسلحة النووية حريصة على الالتزام بتعاليم دينها وتطبيق مبادئه والتمسك به والتحفظ على كل ما يتعارض مع مبادئ الشريعة الاسلامية وأحكامها.
التصدي للإرهاب
أيها الاخوة المسلمون:
وقعت فى العالم والمملكة العربية السعودية جزء منه أحداث ارهابية عديدة تهدف الى زعزعة الاستقرار واشاعة الفوضى وتقويض الامن واغتيال الانفس وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة وترويع الناس والافساد فى الارض وحصلت هذه الاحداث فى بقاع شتى من المعمورة وتبناها أشخاص وفئات محسوبون على المسلمين مع الاسف الشديد ولذا لابد لنا من ايضاح موقف الاسلام من هذه الاحداث والقائمين بها.
ان هذه الاحداث نتاج فكر مريض وحصيلة منهج منحرف خارج عن قواعد الشرع الحنيف وأحكامه بعيد عن أصول الدين ومبادئه يقف وراءه ضمير فاسد سول له الشيطان وأملى وتفكير زائغ عن الطريق السوى بعيد عن النهج القويم ناء عن الصراط المستقيم ومناف للفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها.
فالارهاب افساد فى الارض وسعى فى الخراب ومحاربة لله ورسوله وللمسلمين وبغى وعدوان والله عز وجل لا يحب الفساد ولا المفسدين وينهى عن البغى والعدوان وقد توعد الله المفسدين فى الارض بأشد العذاب قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على مافى قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) وقال عز وجل. (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون).
ومن هنا تصدت المملكة العربية السعودية للارهاب بكل صوره واشكاله فحاربته محليا وأدانته عالميا وعملت على اجتثاث أصوله وقواعده وتفنيد أفكاره ومبادئه وايضاح فساد أفكاره ومبادئه وبيان بطلانها وتفاهة الادلة التى يستند عليها اصحاب هذا الفكر المريض والمملكة العربية السعودية بهذا ملتزمة بالدين مطبقة لاحكامه فموقفها مستمد من أحكام الشرع الحنيف ومبادئه الثابتة وهو موقف ثابت لا تغيره الاحوال ولا تبدله الظروف يمثل الالتزام به سمة واضحة لسياسة المملكة . وكانت المملكة سباقة الى حث المجتمع الدولي على التصدى للارهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام فى محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره وتدعو جميع الدول المحبة للسلام الى تبني عمل شامل فى اطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الارهاب ويصون حياة الابرياء ويحفظ للدول سيادتها وامنها واستقرارها.. فمكافحة الارهاب تتطلب تعاونا دوليا ضد ايواء العناصر والجماعات الارهابية والحيلولة دون تمكينها من استغلال أراضى الدول التى تعيش فيها لاستخدامها منطلقا لأنشطتها التخريبية مهما كانت الدوافع والحجج. وانطلاقا من موقف المملكة العربية السعودية الريادى فى مكافحة الارهاب دعت لعقد مؤتمر دولى عن مكافحة الارهاب دعي له من لهم خبرة فى مكافحة الارهاب وعدد من الاشخاص من كل دولة من الدول المحبة للسلام والتى حصلت فيها تفجيرات أو أعمال ارهابية وسيقام ان شاء الله هذا المؤتمر فى الرياض لمدة أربعة ايام ابتداء من 25 من ذي الحجة 1425ه الموافق 5 فبراير 2005م وما هذا الا مظهر من الجهود الدائبة للمملكة والواضحة فى مكافحة هذه الآفة العالمية وجانب من جوانب عمل المملكة المستمر فى محاربة الارهاب والسعى للقضاء عليه وهو أمر يستلزم التعاون من الجميع وتكاتف الجهود لكى تتحقق الغاية منه ويعطي ثماره المأمولة والله نسأل أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح.
أيها الاخوة الكرام
في الختام نهنئ جميع المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها بحلول عيد الاضحى المبارك وندعو المولى عز وجل أن يجعل هذا العيد عيد أمن واستقرار فى سائر أقطار المسلمين والعالم أجمع وأن يجمع كلمة المسلمين على الخير ويهديهم الى اتباع الحق والعمل به كما نبارك لحجاج بيت الله الحرام حجهم ونرجو لهم إقامة سعيدة وعودا حميدا الى أهلهم وأوطانهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين وأن يجعلهم رسل خير وبشائر رحمة.
وكل عام وأنتم بخير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.