قال سماحة مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إن الشريعة الاسلامية جاءت لحماية الضرورات الخمس وهى الدين والعقل والنفس والمال والعرض فقد حرم الاسلام قتل النفس والاعتداء عليها بغير حق ومن خلق المسلم أن يسلم الناس من لسانه ويده . وأضاف سماحته فى محاضرة القاها مساء الاحد الماضي بجامعة أم القرى عن (مفاسد التعدي على رجال الامن والمجتمع وموقف الاسلام من ذلك) أن المسلم يحترم أخاه المسلم فلا يظلمه ولايكذبه ولايحقره ولايخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وان الله عز وجل توعد القاتل بالوعيد الشديد الذى لم يأت مثله من قبل قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما). وأشار الى أن احترام الدماء والاموال والاعراض لايكون الا من قبل من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآمن بما حرم الله عليه ايمانا يقتضى البعد عن ذلك المحرم فيجتنبه طاعة لله عز وجل مبينا سماحته ان احترام الدماء والاموال والاعراض تكون فى قلب المؤمن راسخة وذلك ايمانا بالله عز وجل وامتثالا لامره سبحانه وتعالى . وشدد على أن الاستخفاف بالدماء والاموال والاعراض والتجاهل بها هى من المنكرات والاخلاق الرذيلة. وأشار سماحة مفتى عام المملكة الى أن من المصائب ما ابتلى به بعض أبناء المسلمين من أفكار منحرفة وآراء شاطة وتصورات خاطئة استحوذ الشيطان عليهم فصدهم عن سبيل الخير وأغواهم وأبعدهم عن الطريق المستقيم وأعانهم على باطلهم من ضعف ايمانه وقل خوفه من الله وانتزعت الرحمة من قلبه فلا يشعر أن هذه جرائم ولايتصور أن هذه كوارث ومصائب . واكد سماحته ان الافكار المنحرفة التى يتبناها بعض المنحرفين تؤدي الى استباحة دماء المسلمين والافساد فى الارض فيظنون ان هذا الفساد والافساد يتقربون به الى الله مشددا على أهمية معالجة هذه الافكار المنحرفة من خلال تبيين الخطأ الذى وقع فيه هؤلاء وايقافهم عن أخطائهم التى وقعوا فيها فاذا كان لديهم انصاف عرفوا الحق من الباطل وان كانوا ممن طمس على قلوبهم واستحوذ الشيطان عليهم زجوا فى طغيانهم وضلالهم مؤكدا ان هذه الفئة الخبيثة الضالة لم تكن معروفة فى بلاد الاسلام ولا معروفة بيننا ولامصدرها اسلامنا وان مصادر تلك الفئة الخبيثة من اعدائنا الذين يتربصون بالامة الدوائر ويحقدون على الامة لانها تعيش فى امن واستقرار وترابط واطمئنان تحت قيادة موحدة وفقها الله لكل خير واعانها عليه فالعدو يحسدنا على امننا وترابطنا واستقرارنا ورغد العيش الذى نعيشه وعلى هذا البلد الذى يأتى اليه كل عام الحاج والمعتمر فيجدون حرما امنا . واوضح ان هذه الامور الخبيثة ليست وليدة اليوم لكنها مؤامرات من اعداء الاسلام وللاسف الشديد انه تقمصها من ينتسبون الى الاسلام فاصبحوا حربة فى نحور الاسلام فيجب ان نوضح للمجتمع المسلم خطورة هذه الافكار وضرر هذه الآراء وشطط هذه التصورات لتكون الامة على ثقة بدينها وبولاة امرها ولنحذر من مساوىء الاعداء فى الحاضر والمستقبل . وقال ان رجال الامن عيون ساهرة على مصالح المسلمين فهم جند مسخر للخير وفى خدمة الامة وخدمة أمنها وان تعدي هؤلاء المجرمين على رجال الامن وقتلهم لا يقصد به ذاته بل يقصد به تهديد أمن الامة كلها والاضرار بالمجتمع كله فهذا التعدى على المجتمع ورجال الامن الذين يسهرون على أمنه يعد جريمة كبرى تنكرها النفوس الابية ولايقرها مسلم وحث المجتمع المسلم على الترابط والتضامن والتكاتف والتعاون وان يشد بعضه بعضا وان يحب المسلم لاخيه مايحبه لنفسه مبينا ان هؤلاء الذين سعوا فى الارض فسادا وقتلوا من قتلوا ودمروا ما دمروا واراعوا الامنين وافسدوا فى الارض هم دعاة سوء نسأل الله ان يتوب على من أراد ان يقول الحق منهم وان يكفي المسلمين شرهم وبلاءهم لان هذه امور تخالف الشرع والله سبحانه وتعالى امر باحترام الامن فى بيته الحرام فقال عز من قائل ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) . واكد ان هذه الفئة الشاذة لاتشكل شيئا باذن الله لان المسلمين جميعا على وعي تام وتصور كامل على ان الامن ورغد العيش والاستقرار والالتفاف حول القيادة امور ثوابت لايمكن زعزعتها من نفوس المسلمين فالمسلمون يدركون هذه الامور ويعلمون ان الله افترض عليهم طاعة ولى الامر والسمع والطاعة له بالمعروف وفرض الله عز وجل على المسلم اجتماع الكلمة ووحدة الصف وحرم عليهم الظلم بكل انواعه . ودعا سماحته الى السعى لايجاد الوعى لدى الشباب وتربيتهم وتوجيههم الى الخير وتحصينهم ضد الافكار السيئة والاخلاق الرديئة حتى يسلم هؤلاء الشباب من ان تلوث افكارهم بمثل هذه الافكار المنحرفة عن الاسلام واهله .