نؤمن جميعا أن للإعلام الرياضي دورا مهما ليس في رفع مستوى الأنشطة والمنافسات الرياضية، بل أيضا في تعديل السلوك للمتابع والمشاهد الرياضي بمختلف فئاته، ونشر الثقافة وزيادة الوعي الرياضي للمتلقي، وإدراكه بأهمية الرياضة ممارسة وتنافسا.. أخلاقا ورقيا.. وحضارة ينقلها الإعلام للعالم الخارجي. في إعلامنا الرياضي أو بالأصح في أغلبه وبشتى صوره المسموعة والمقروءة والمرئيه، كثيرا ما يجد المتلقي نفسه حائرا أمام مفاهيم مشوهة وأهداف مبهمة وغايات تكثر حولها التساؤلات والشكوك، من خلال مايقدمه الإعلام الرياضي المحير في طرحه شكلا ومضمونا.. وأنا هنا لا أتحدث عن بعض الصحف الإلكترونية أو نشرات التراخيص الخارجية، أشياء عجيبة وغريبة تحدث في إعلامنا الرياضي، ويبقى الأكثر غرابة هو قدرة إعلام الصبية والمراهقين في التأثير سلبا على إعلامنا الرياضي الرسمي، في الوقت الذي كنا ننتظر أن يحدث فيه العكس!!التي بدت ميدانا لعبث الصبية والمراهقين، ولكني أتحدث عن قنوات تلفزيونية رسمية وجرائد حكومية رصينة يقودها أصحاب الفكر والمعرفة والتمرس، فعلى سبيل المثال لا الحصر: يشاهد المتابع الرياضي كيف أن برنامجا رياضيا يبث عبر قناة إعلامية رصينة لا يمل مقدمه وفي أكثر من حين على تشويه المعنى الجميل للمنافسة الرياضية، من خلال ما يطرحه من رؤى ومقاطع يتوه المشاهد في إيجاد تفسير لها، أو حتى ربطها بالدور المنوط بالإعلامي أو الجهة الإعلامية.. ومقدم البرامج الرياضية في قناة العربية الأستاذ بتال القوس هو إعلامي متمرس.. علما وخبرة وعصامية.. عندما يتمادى في هفواته وغفواته وزلاته عبر برنامجه الشهير (في المرمى) أو عبر موقعه في تويتر، إن تصريحا أو تلميحا، فهو بهذا التوجه المحير يربك المشاهد والقارئ، ويزيد مساحة الشكوك حول رسالته الإعلامية.. لا أحد ينكر على بتال ميوله ولا أحد يصادر حقه في أن يحب من يشاء ويكره من يشاء.. ولكن المهنية في العمل والرسالة الإعلاميه يفترض أن تكون في منأى عن المشاعر.. حتى تصل الرسالة الإعلامية في أبهى حللها وتؤتي ثمارها. وفي مشهد آخر، نقرأ في جريدة وطنية رسمية وفي صفحتها الأولى، خبرا رياضيا، يشير إلى تدخل عضو شرف لناد رياضي في تعطيل عقد رعاية لناد منافس مع شركة استثمارية مساهمة.. وهنا أجدني كغيري من القراء أقف أمام مشهد يعبر عن مأساة واقع إعلامنا الرياضي بوضوح.. ولا أدري حقيقة هل الشركات الاستثمارية الكبرى هي جمعيات خيرية تقدم أموالها للمستحقين، أم هي شركات استثمار ربحية تهدف في المقام الأول لزيادة حقوق مساهميها ؟ قبل أربعة مواسم تقريبا شهد الوسط الرياضي صخبا عارما بعد نتائج إحصائية شركة زغبي فيما يخص الأنديه الأكثر جماهيرية.. صدق من صدق وشكك من شكك وتهكم من تهكم.. وكتبت حينها هنا في جريدة (اليوم)، أن الشركات الاستثمارية هي المعنية أولا بهذه الإحصاءات؛ كونها هي من سيدفع الأموال، بحثا عن الربح، وبالتالي فهي الأكثر مصداقية من خلال عقودها المبرمة.. لذلك رأينا من ظفر بالصيد الثمين ومن انسحب.. المسأله ببساطة استثمار وحقوق مساهمين، لا عاطفة وأهواء أو حتى (شرهات).. أشك أن يدرك المراسل الناقل لخبر عضو الشرف والصفقة المعطلة، آلية وعمل الشركات الاستثمارية، فانطلق بمنظوره الرياضي التنافسي الضيق؛ لتفجير قنبلة لا تخفى أهدافها كأبشع صور التجني على واقع التنافس الرياضي في هذا الوطن.. وإن كنت هنا قد أجد العذر لمراسل الجريدة؛ نظرا لمحدودية علمه، وانغلاق تفكيره على الشأن الرياضي، إلا أني أقف عاجزا عن إيجاد العذر لمن أجاز نشر مثل هذا الخبر، وفي الصفحة الأولى تحديدا!! أشياء عجيبة وغريبة تحدث في إعلامنا الرياضي، ويبقى الأكثر غرابة هو قدرة إعلام الصبية والمراهقين في التأثير سلبا على إعلامنا الرياضي الرسمي، في الوقت الذي كنا ننتظر أن يحدث فيه العكس!! هنا أتوجه بسؤالي لمعالي وزير الإعلام: هل إعلامنا الرياضي بهذا القدر من الدنو في الأهمية؛ كي نغفل أو نتغافل عما يقدمه للمتلقي؟!!