في هذا المقال يدعو الكاتب الشباب إلى أن يتمسكوا بأي وظيفة متاحة، ولا يتمسكوا بوظيفة بعينها، وهذا أفضل من الانتظار بلا عمل أو شغل الوقت بأشياء قد تدفع الشباب إلى مالا تحمد عقباه.. ويضرب الكاتب مثلا بالأجيال السابقة التي لم تكن تتقيد بوظيفة معينة، وإنما كانوا مستعدين للعمل في أي مجال بتأهيل أنفسهم له. عنوان هذا المقال: عبارة تحمل في طياتها معاني كبيرة وتطلق حكمة رائعة ، وقد يعتقد القارئ أن هذه العبارة تم تركيبها لتناسب أوضاع وأحوال شباب اليوم الباحثين عن العمل . ولكنها تعكس تجربة الآباء والأجداد خلال عقود مضت. ولو استمعنا إلى كبار السن والتجارب العملية التي خاضوها لوجدنا أن الأغلبية منهم لم يعملوا في مهنة واحدة بل ولم يركنوا إلى وظيفة واحدة حتى لو كانت مريحة لهم أو ذات دخل مناسب . لقد كان طموحهم يسبقهم وكانوا يبحثون عن الفرص التي تهيئ لهم وضعاً اجتماعيا أفضلً ودخلاً ماديا أجزل وقبل ذلك كله كانوا حريصين على أن تكون الوظيفة ملائمة لطموحهم ومهارتهم وقدراتهم . وما أشبه اليوم بالبارحة فشبابنا يبحث عن الوظيفة ولم أقل وظيفة ! بمعنى أن التعريف بالآلف واللام يعكس تحديداً معيناً في ذهن الشباب للوظيفة التي يبحث عنها وينتج عن هذا الفكر لدى الشاب استمراره بدون عمل لأنه لم يجد هذه الوظيفة ولم يكن لديه الاستعداد للقبول بأي وظيفة ولو مؤقتاً لحين توافر الوظيفة الملائمة لطموحاته . واقع يتحدث عنه الجميع ويعاني منه الكثيرون ، شباب يبحثون عن عمل وفرص عمل كثيرة تبحث عن هؤلاء الشباب . ولست هنا مروجآ لأن تكون الوظائف المتعبة أو غير المناسبة اجتماعيا أو ذات الدخل المنخفض هي الخيار الوحيد لتوظيف الشباب السعودي ولكن هذه الوظائف قد تكون في بعض الأحيان المعبر الوحيد المتاح لدخول الشاب سوق العمل فلم التردد في خوض التجربة بدلا من الانتظار الذي قد يولد الإحباط وقد يقود الشاب إلى اتجاهات غير مناسبة؛ فليمسك الشاب بالوظيفة المتاحة ومنها ينطلق بعد اكتساب الخبرة والتطور المعرفي والمهاري لديه إلى وظيفة تلائم طموحه وترقى إلى تطلعاته. إن المسئولية مشتركة في التوجيه المناسب لفكر آبنائنا وإخواننا شباب هذا الوطن ، فالمنزل وأعني الأسرة، الوالدين والأقارب مسئولون عن ترسيخ أهمية العمل والإنتاج مع استمرارية الطموح والبحث عن الأفضل . والمدرسة أو المعهد أو الجامعة والتي تتحمل مسئولية تدريس وتدريب هؤلاء الشباب مطالبة بترسيخ المفاهيم الإيجابية للعمل لديهم لكي يتمكنوا من التفكير بأسلوب عملي في التعامل مع بيئة العمل التي تنتظرهم . ولا يمكننا هنا التوقف دون دعوة القطاع الخاص لإتاحة الفرص للشباب للالتحاق بكافة الوظائف لديه مع توفير البيئة المناسبة لتطوير قدراتهم وتطورهم علميآ ووظيفيا مما سينعكس إيجابا على عطائهم ويساهم بالارتقاء بإنتاجية المواطن والوطن. دعوة صادقة لشبابنا، أمل المستقبل، بناة الغد، لكي يفكروا ولو قليلاً في معنى عنوان هذه المقال.