وفي أسبوعه السادس عشر تحديداً.. كانت الأخطاء التحكيمية عنواناً رئيسياً بارزاً لمعظم لقاءاته الكثيرة والمؤثرة.. ففي مباراة الديربي التي جمعت جوفنتوس والميلان في لقاء التعادل السلبي أثار التحكيم الكثير من الشك والغضب والتساؤلات حول ثلاثة قرارات تحكيمية مؤثرة صبت جميعها في صالح جوفنتوس صاحب الضغط والتأثير والخطوة التحكيمية كما يقال ويشاع هناك.. تلقيت على إثرها في اسكوتيدتو وهو البرنامج التحليلي الذي تبثه أسبوعياً قناة أبوظبي الرياضية العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تكمن وراء تكرار هذه الأخطاء في الدوري الايطالي.. وعن رأيي الصريح في التحكيم الايطالي مستوى وأداء... ولعلي من خلال متابعتي هذا الدوري التنافسي المتميز خلال الموسمين الأخيرين.. ولتواجدي في دورة اعداد حكام التي تسبق بدء منافساته كل موسم وبدعوة من لجنة تطوير التحكيم هناك أكثر من مرة خلال السنوات العشر الأخيرة أستطيع القول ان التحكيم الايطالي لا يشكو إطلاقاً من أي نقص أو تقصير في خطط وأساليب الاعداد العلمي المدروس وكل وسائله المتطورة الحديثة بل وكل متطلبات الدعم المادي والفني لحكامه.. لكنه يعاني حملة من الضغوط المؤثرة التي تلقي بظلال آثارها السلبية على القرار التحكيمي.. بدءاً من ضغوط الأندية الكبيرة برؤسائها أصحاب السلطة والمال والنفوذ.. وجماهيرها المتعصبة التي لا تكتفي بهتافات الغضب المهين في كل قرار تحكيمي لا يصب في صالحهم داخل الملعب بل تتابعه كظله في الأيام التالية من خلال إعلام رياضي كروي مرئي ومقروء لا يعرف من الأداء التحكيمي غير أخطائه التي يتم إشهارها وابرازها والتعليق عليها سلبياً في أكثر من ست قنوات تليفزيونية خاصة وعامة والعديد من الصحف الرياضية اليومية التي تصدر هناك بالألوان والمانشيتات العريضة والمثيرة. كل هذا يشكل نوعاً من الضغط النفسي على الحكام الذين يضعون بالحسبان ردود فعل القرار التحكيمي على الصعيدين الجماهيري والإعلامي قبل إعلانه بالصافرة داخل الملعب، وهذا ما يشكل تشويشاً وشروداً يمنع الحكام من أداء واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم على الوجه الأكمل والاعدل.. هذا بالاضافة إلى جدية المنافسة وسرعة (ريتم) اللعب في الدوري الايطالي وكثرة حالات الاحتكاك البدني بين اللاعبين الذين يحاولون تمثيل الأخطاء أو ارتكابها بحرفنة متفوقة تخدع الحكم أو تمارس من خلف ظهره وتضعف عنده قدرة اتخاذ القرار الصحيح بشأنها.. ويبقى القول إن الحكم الايطالي في مقدمة حكام النخبة التحكيمية الأوروبية على الصعيدين القاري والدولي نظراً لتخلصهم من كل الضغوط النفسية المؤثرة التي سبق أن ذكرت..! الاتحاد الاماراتية