عد الحكم الدولي السابق، مقيم الحكام عبدالرحمن الزيد، الأداء التحكيمي السعودي خلال الموسم المنصرم الأسوأ منذ عقدين ماضيين، مبينا أن مستوى الحكام كان أقل من المتوقع بسبب الأخطاء الكثيرة والمؤثرة، مشيرا إلى أن "المشكلة" لم تكن في حكم أو لقاء معين، وإنما من عدد من الحكام وفي مباريات كثيرة، مؤملا أن يتم تلافيها من خلال عمل اللجنة والحكام وتوفير متطلباتهم الأساسية.واستغرب الزيد في تصريحه إلى "الوطن"، من وقوع بعض الحكام في أخطاء خلال مباريات بعيدة عن ضغوط الإعلام والجماهير ولا تعد تنافسية، معتقدا أن هذا مؤشر على أن الخلل من الحكم نفسه وليس لعوامل خارجية مؤثرة، محذرا من أن الموسم المقبل سيكون الأصعب لكثرة الفرق المتنافسة مما يوجب إعدادا مختلفا لموسم شاق وقوي. تهيئة مفقودة وأرجع الزيد أبرز أسباب ضعف مستوى الحكم السعودي إلى عدم تفرغ الحكم، وكذلك عدم تهيئته جيدا قبل المباريات، وقال "بعض الحكام يكون في عمله الرسمي في الفترة الصباحية، والبعض الآخر يأتي عبر عدد من محطات الطيران ويصل يوم المباراة وليس في كامل جاهزيته"، مستشهدا بحكم إحدى المباريات الذي قدم للملعب قبل انطلاقة المباراة ب25 دقيقة. وأكد أن أبرز عيوب ورش النقاش للأخطاء التحكيمية هي المدة الطويلة التي تفصل بينها وبين المباراة، فتجد بعض الحكام يقود 3 أو 4 مباريات ثم تتم مناقشته بعد أن تراكمت الأخطاء، منتقدا حضور الإعلام لتلك الورش كونه يضعف شخصية الحكم ولا يستطيع مناقشة رئيس اللجنة "خشية من الجدل الذي قد ينقله الإعلام بصورة غير جيدة"، وأشار إلى أن هبوط مستوى الحكم المحلي وراء مطالبات الأندية برفع عدد الطواقم الاجنبية للحكام، مشددا على أن عدم ارتقاء أداء الحكام في الموسم المقبل يوجب رفع الطواقم الأجنبية إلى 4 بجانب الزج بحكام محليين صغار وموهوبين. خبراء شكليون وكشف الزيد عن أن من أهم أسباب عدم استمرار خبراء التحكيم الأجانب عدم منحهم الفرصة لتقديم ما لديهم، واعترف بأن اللجنة التي كان هو أحد أعضائها لم تمنح الخبير الدولي السابق جون بيكر الفرصة الحقيقية، وبالتالي لم ينجح في مهمته، وأضاف "يتردد أن اللجنة الحالية ستستعين بالخبير الإيطالي روزيتي، ولذا يجب أن يكون هو صاحب القرار في جميع الأمور الفنية وتكاليف الحكام، كما هو معمول به في جميع دول العالم، ويكون مسؤولا بصفة مباشرة عن دوري جميل ودوري ركاء، وهو المسؤول عن التخطيط والتنفيذ، ويبقى دور اللجنة إشرافيا، مع تفرغها للعمل الإداري، إذا كنا نريد أن نستفيد من الخبير الإيطالي، وأما إذا كان تحت إدارة اللجنة، فسيكون خبيرا شكليا وسيفشل كما فشل من قبله". معاملة خاصة وأكد الزيد أن من إيجابيات مدير دائرة التحكيم أنه لن يدخل العاطفة والمجاملات في عمله، وسيكون التقييم وفق الأداء فقط، كاشفا عن أن "بعض اللجان تعامل بعض الحكام معاملة خاصة، حيث يخطئ الحكم فلا يجد من يحاسبه، بينما يخطئ آخر ويتم إيقافه مباشرة، وبعض الحكام يتم تكليفه في مباريات تكريمية والبعض يتم رفضه، وهذا الأمر موجود في جميع اللجان، وستختفي كل هذه السلبيات مع الخبير أو مدير دائرة التحكيم إذا منح صلاحية التقييم". خروج إعلامي ورفض الزيد خروج بعض الحكام عبر وسائل الإعلام لانتقاد اللجنة بعد توقفهم عن ممارسة التحكيم في الملاعب، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضا على اللاعب الذي لا يجد فرصته مع مدرب معين، وبالتالي يخرج عبر الإعلام ينتقد ويصرخ، معتبرا ذلك "أمرا غير منطقي، ولو كان هناك مصداقية وواقعية لخرج الحكم أثناء عمله كحكم ولو اضطر للتضحية بمستقبله التحكيمي من أجل التصحيح، وأما خروجه بعد استبعاده فينطبق عليهم المثل "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت".