المقدمات تنبئ عن النتائج كما يقولون.لكن هناك من المقدمات هي من القوة والوضوح بحيث تغنينا عن ضرورة انتظار تبلور النتائج.من هذا النمط عبارات "الترحيب" الأولية بفوز ابو مازن الانتخابي الصادرة عن كل من الولاياتالمتحدة واسرائيل.جورج بوش يعد مبدئياً بمنح مساعدات مالية الى السلطة الفلسطينية وارسال مبعوث خاص.. بل ودعوة ابومازن الى البيت الابيض. لكن كل هذا سيكون مرتهناً الى "نهج الحكم الذي سيتبعه الرئيس الفلسطيني" على حد قول بوش.ولكي تكون رسالة الرئيس الامريكي واضحة فإنه يطرح بصورة محددة ما هو مطلوب من الرئيس الفلسطيني الجديد حتى يكون مؤهلاً لزيارة البيت الأبيض. فالقيادة الفلسطينية عليها "ان تعمل على تعزيز قوات الامن حتى تكافح هؤلاء القلة الذين مازالوا يسعون الى تدمير اسرائيل". وهل هناك ما هو مطلوب من الاسرائيليين بالمثل؟ نعم، فالرئيس الامريكي يطالب الاسرائيليين "بالانسحاب من الاراضي". أي أراضٍ؟! انها ليست الاراضي التي احتلوها وانما هي، كما يحدد الرئيس الامريكي، الاراضي "التي وعدوا باخلائها". فالقيادة الاسرائيلية هي التي تقرر بقرار احادي ما تريد ان تحتفظ به وما تريد اخلاءه، بكلمات اخرى فإن مصير الاحتلال ليس قابلاً للتفاوض كما يحب ابو مازن ان يتصور. كان ذلك هو الاستقبال الامريكي الأول لصعود ابو مازن الى السلطة. فما هو الاستقبال الاسرائيلي؟ من الوهلة الأولى اعلن شارون انه لا يمانع في لقاء مع الرئيس الفلسطيني. ولكن لأي غرض؟ يقول احد كبار مستشاري شارون: "نريد ان نعرف ما يعتزم عباس القيام به لوقف العنف والارهاب" مضيفاً ان نشاط المقاومة الوطنية الفلسطينية يجب ان يتوقف فوراً "فهو شرط مسبق لمناقشة اية موضوعات اخرى". هذا التصريح جاء يوم اعلان نتيجة فوز ابومازن رسمياً. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه اعلن النائب العام الاسرائيلي ان حكومته تعتزم تدمير حوالي ثلاثة آلاف منزل فلسطيني في رفح من اجل حفر خندق مخصص لمنع تهريب الاسلحة عبر انفاق تمر تحت الحدود مع مصر. اما على الارض فكان الاستقبال الاسرائيلي العملي لوصول ابو مازن الى السلطة اشد ما يكون بلاغة، فقد جرت الاحداث كما يلي: حملات اعتقال في الضفة وغزة طالت اكثر من 30 فلسطينياً فماذا يقول ابو مازن؟ عن البيان الاماراتية