(للأسف ان العالم نسي مع انشغاله بأحداث - تسونامي - ما يجري في العراقوفلسطين من مآس دامية وفظيعة.. فاذا كان اعصار تسونامي في جنوب شرق آسيا حصد مائة وخمسين الف انسان.. فكم هي حصيلة الضحايا التي وقعت في حرب العراق وما يجري من اعتداءات متواصلة على الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل؟) @@ مع الشتاء دائما وكالعادة يأتي العام الميلادي الجديد وندخل معه الى تلك الابواب الأكثر اتساعا لاحتمالات الحرب في اماكن عديدة من هذا العالم وتتضاءل تلك الأماني الطيبة لإحلال السلام.. فلا شيء يدل على اختفاء سحب الحرب في منطقة الشرق الأوسط.. الأكثر سخونة والأقرب الى الانفجار بين يوم وآخر. @@ وفي الوقت الذي يلتف فيه العالم وينشغل بأحداث اعصار تسونامي في جنوب شرق آسيا.. وتبرز وبشكل واضح تلك الملامح الانسانية والتعاطف الأكثر حميمية مع منكوبي هذا الزلزال المدمر والكاسح والذي ذهب ضحيته اكثر من مائة وخمسين الف انسان وارقام القتلى والغرقى والمفقودين في تصاعد مستمر حتى هذه اللحظة. @@ في خضم هذه الأحداث المؤلمة.. لغضب الطبيعة والأرض والبحار.. يتناسى العالم وبشكل مفجع ذلك الزلزال الكاسح والمدمر والظالم الذي صنعه الانسان بيديه وبأهوائه واطماعه.. ورغبته في الاستبداد. @@ نسى العالم ذلك الجنون واللهب والنار والدمار وابادة مدن بكاملها في العراق وقتل الأبرياء من المدنيين العزل في الفلوجة.. والرمادي وسامراء والموصل وتناسى قتل الاطفال الأبرياء في فلسطين واجتثاث اشجار الزيتون وهدم المنازل.. ودفن الاحياء تحت الانقاض واغتيال المسنين والعجزة والمصلين في مساجدهم. @@ اولئك الضحايا.. الذين اغرقتهم مياه الطوفان في جنوب شرق آسيا الا يماثلهم في النكبة والكارثة ما حل بأخوة لنا في فلسطينوالعراق واذا كان بعض خطباء المساجد قد ارتأوا ان ما حل بضحايا (تسونامي) هو غضب رباني وعقاب السماء لأهل الارض.. لعقوقهم.. وخروجهم على شرع الله.. وان هذا العقاب قد تزامن مع اعياد الميلاد.. ليكون ذلك عظة لخلق الله.. والخارجين عن دين الاسلام.. متناسين ان جل الضحايا من المسلمين وان الكارثة في تلك الديار والمدن الغارقة في موج البحر لم تفرق بين احد لا مسلمين ولا نصارى ولا اديان اخرى وان هذه الكوارث الطبيعية غالبا لا تقرأ هوية احد عند اكتساحها للبشر او الشجر والحجر.. كما اشار الى ذلك الكاتب المبدع والواعد محمود عبدالغني صباغ في جريدة المدينة - إلا من رحمه الله - ولاراد لقضاء الله وقدره. @@ ولكن الكوارث التي صنعتها امريكا في هذا الشرق العربي كانت تعرف انها تقتل الأبرياء من العرب والمسلمين.. وكانت تعرف اين تضع اسلحة دمارها.. في ايدي المعتدين الصهاينة.. لقتل الابرياء في فلسطين.. وينكرون على من يقاوم قوى الاحتلال الاسرائيلي حقهم في الدفاع عن بلادهم. ويسمونهم ارهابيين ولا يجدون التسمية المناسبة لإرهاب دولة اسرائيل واعتدائها المستمر والظالم على شعب يحتلون ارضه ويسفكون دماء ابنائه. @@ (تسونامي) الشرق العربي استمر اكثر من خمسين عاما ولم تحرك دول العالم اساطيلها.. ولا مساعداتها ولا منظماتها الانسانية لانقاذ الفلسطينيين من جبروت وفتك الآلة الاسرائيلية المزودة بأعتى واعنف آلات الدمار الشامل. @@ (تسونامي) فلسطين لا يراه احد.. برغم انه اعنف زلزال يهدد السلام في هذا العالم. @@ لقد اغلق العالم عينيه وأصم اذنيه واشاح بوجهه عن احداث هذا الشرق الذي يعبث الصهاينة بأمنة وأمانه واستقراره وحق اهله في العيش بسلام على ارضهم وفي بلادهم التي احتلها اليهود بدون وجه حق. @@ لقد حصد زلزال (تسونامي) في بضع دقائق مائة وخمسين الف انسان وشرد اكثر من مليون ونهض العالم دفعة واحدة لانقاذ المنكوبين.. وذلك عمل انساني رائع ومطلوب ومحمود من كل البشر. @@ ولكن ألا يحق لاكثر من خمسة ملايين مشرد ولاجىء, ومطرود من ارضه من الفلسطينيين العودة إلى ارضه وبرتقاله.. وترابه الذي حرم منه خمسين عاما @@ الا يحق للمقتول المسفوح دمه في شوارع غزة ونابلس ورام الله وخان يونس وفي الجانب الآخر في العراق الا يحق لهؤلاء انقاذهم من اعصار اسرائيل وامريكا.. وهل هناك (تسونامي) حلال يباح اكتساحه للبشر (وتسونامي) آخر يبادر العالم لانقاذ منكوبيه.. ان كليهما سواء.. زلزال الطبيعة.. وزلزال البشر فالاول يقتل الناس جميعا.. والثاني يقتل الصغير والكبير.. ولكن الفرق الوحيد.. ان زلزال امريكا واسرائيل يقتل العرب فقط في هذا الشرق.. بينما الزلازل والأعاصير والكوارث.. في هذا العالم تقتل الجميع ولا تقرأ هوية احد. @@ نحن المقتولون هنا في هذا الشرق العربي بأيدي الطغاة والمعتدين والاثمين.. والمستعمرين.. ونحن الغارقون بطوفان الظلم على ابشع صورة في فلسطينوالعراق.. فهل يهب العالم لانقاذ أمة تغرق؟ ولا أزيد.