سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهود الإغاثة في «آسيا المنكوبة» تتحدى الأمطار والبرد وعنان يعلن الحقيقة: إعادة الإعمار يحتاج عشرة أعوام 32 دولة تشارك في مؤتمر جاكرتا الدولي لبحث مواجهة الأزمة
أدى المد البحري الهائل الذي خلفه الزلزال العنيف قبالة سواحل أندونيسيا الاسبوع الماضي الى مقتل حوالى 128 الف شخص وفقدان الآلاف في ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا حسب ارقام غير نهائية. وقد رأت الاممالمتحدة ان عدد القتلى قد يصل الى 150 الفا واعترفت بان «عدد الضحايا الحقيقي والنهائي» قد لا يعرف ابدا. في ما يلي الحصيلة التي اصدرتها كل من الدول الثماني المتضررة حتى أمس الاحد: - أندونيسيا: 79906 قتيلا على الاقل في شمال جزيرة سومطرة الأندونيسية حيث غمرت المياه قرى ساحلية باكملها. وهناك 3600 شخص مفقودين. وقد صرح مسؤول في وزارة الصحة الأندونيسية ان حصيلة القتلى في اقليمي آتشيه وشمال سومطرة قد تبلغ مئة الف قتيل. - سريلانكا: اعلنت حصيلة نشرتها الرئاسة السريلانكية ان 29729 شخصاً قتلوا بينما يبلغ عدد المفقودين 5240 شخصاً. وقالت سلطات كولومبو ان الحصيلة النهائية للضحايا يمكن ان تتجاوز ال42 الف قتيل. - الهند: 12829 بين قتلى ومفقودين «يرجح انهم قتلوا». وقالت وزارة الداخلية انه تم العثور على جثث 8230 شخصاً (من اصل 8955) في الهند القارية و712 في ارخبيلي اندامان ونيكوبار اللذين يبعدان حوالى الف كيلومتر شرق القارة. واما المفقودون (3874 شخصاً)، فمعظمهم اي 3754 شخصاً كانوا في اندامان ونيكوبار اللذين تضررا كثيرا بالزلزال بسبب وقوع عدد كبير من الجزر قرب مركزه. - تايلاند: اكدت آخر حصيلة نشرتها وزارة الداخلية مقتل 4985 شخصاً بينهم 2457 سائحا اجنبيا و2252 تايلانديا و276 تعذر التعرف على هوياتهم، حسب الحصيلة الاخيرة لكن غير النهائية لوزارة الداخلية. وبلغ عدد المفقودين 6384 شخصاً. وقال رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شيناواترا ان الحصيلة النهائية للضحايا قد تتراوح بين سبعة وثمانية آلاف شخص. - المالديف: 75 قتيلا على الاقل و42 مفقودا حسب السلطات. وقد دمرت الامواج العاتية بشكل كامل 13 من الجزر ال202 المأهولة بالسكان واتت على 29 من المنتجعات السياحية ال85. كما ادت الى تشريد حوالى 12 الف شخص. - ماليزيا: تحدثت الشرطة عن سقوط 66 قتيلا على الاقل و183 جريحا الى جانب عدد كبير من المفقودين خصوصا في جزيرة بينانغ السياحية الاكثر تضررا وفي ولاية قدح المجاورة. ولم تشر الى مقتل سياح اجانب في بينانغ. - بورما (ميانمار): اكدت وسائل الاعلام البورمية الرسمية ان 53 شخصاً قتلوا ودمرت 17 قرية. اما المنظمات الانسانية الدولية فقد تحدثت عن سقوط تسعين قتيلا على الاقل وقالت انها تتوقع «حصيلة نهائية اكبر من ذلك بكثير». - بنغلادش: قتل اب وابنه في غرق سفينة سياحية (مسؤولون محليون). - افريقيا: وصل المد البحري الى الساحل الشرقي لافريقيا. ففي الصومال قتل 176 شخصاً على الاقل وشرد نحو خمسين الف شخص (حصيلة رسمية). وفي تنزانيا، مات عشرة اشخاص على الاقل غرقا. وفي كينيا غرق رجل قرب مومباسا. حصيلة القتلى : أندونيسيا: 79906، سريلانكا : 29729، الهند: 12829، تايلاند: 4985، المالديف : 75، ماليزيا : 66، بورما: 53، بنغلادش: 2، الصومال : 176، تنزانيا: 10، كينيا: 1، المجموع: 127832. وبعد أسبوع من الكارثة بلغ إجمالي حجم المساعدات التي تعهدت الحكومات في أنحاء العالم بتقديمها ملياري دولار لكن احتمال انتشار بالامراض ونقص المواد الغذائية ومياه الشرب النظيفة ما زال يهدد حياة ملايين الناجين. وسعى الناجون في سريلانكا جاهدين لابقاء أماكن الايواء المؤقتة التي يقيمون فيها متقاربة فيما تزايدت الفيضانات أمس السبت بسبب الامطار الغزيرة. وتقرر أن يبدأ تنظيم جسر جوي لنقل المعونات إلى الناجين في إقليم آتشيه في الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة في أندونيسيا حيث يقول العاملون في مجال الاغاثة إن الفرصة تكاد تكون معدومة لنجاة السكان من الاصابة بأمراض معدية. وتعهدت اليابان بتقديم أكبر حجم من المساعدات من دولة بمفردها وأعلنت امس الاول التبرع بخمسمئة مليون دولار لاغاثة المنكوبين فيما أعلنت الولاياتالمتحدة تقديم 350 مليون دولار لهذا الغرض. في الوقت نفسه توجه وزير الخارجية الامريكي كولن باول إلى المنطقة أمس الاول السبت على رأس وفد أمريكي لتحديد المعونات الاضافية التي يمكن أن تقدمها الولاياتالمتحدة للدول المتضررة بعد أن أرسلت حاملة طائرات وسفن حربية وطائرات إلى المنطقة للمساعدة في نقل المواد الغذائية. وسيلتقي الوفد بزعماء دول المنطقة ورؤساء المنظمات الدولية ومن المقرر أن يتفقد أعضاؤه شخصيا حجم الدمار الناجم عن أمواج المد البحرية التي اجتاحت 12 دولة في آسيا. وتأكد أن عدد الضحايا وصل إلى 140 ألف قتيل بينما توقع بعض الخبراء أن يرتفع إلى 150 ألف قتيل. وفي نيويورك قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان إن الكارثة هي أسوأ ما واجهته المنظمة العالمية في تاريخها. كما أعلن عنان في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) التليفزيونية أنه سيشارك في القمة التي ستعقد يوم الخميس القادم في العاصمة الأندونيسية جاكرتا لتنسيق المساعدات للدول التي تضررت بموجة المد البحرية العاتية التي وقعت في جنوب آسيا. واضاف ان المساعدات والتعاطف اللذين تدفقا من جميع انحاء العالم حتى الآن «ربما كانت من أكثر ردود الفعل كرماً التي شهدتها». ويحضر رئيسا الوزراء الاسترالي جون هوارد والياباني جونيتشيرو كويزومي وعدد اخر من رووساء الدول والحكومات ووزراء خارجيتها المؤتمر الدولي الذي يعقد تحت رعاية الاممالمتحدة في جاكرتا يوم الخميس القادم لبحث سبل مواجهة اثار الزلزال المدمر وما اعقبته من موجات مد وجزر بحرية كاسحة ووضع خطط لتعمير المناطق. وذكرت امس الاحد صحيفة (جاكرتا بوست) اليومية الأندونيسية أن المؤتمر سيستغرق يوما واحدا وتحضره ثلاث وعشرون دولة من بينها الدول التي اضيرت من جراء الزلزال القوي وموجات المد والجزر المدمرة كما تحضر المؤتمر الدول المانحة للمعونات. وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع حضور وزير الخارجية الامريكي كولين باول والسكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان للمؤتمر غير المسبوق والذي سيضم ممثلي دول رابطة جنوب شرق اسيا (الاسيان) العشر بالاضافة الى سريلانكا والهند. عشر سنوات لإعادة الإعمار إلى ذلك قال كوفي انان ليل السبت الاحد ان إعادة إعمار الدول التي ضربها المد البحري الناجم عن زلزال سومطرة شمال أندونيسيا في جنوب وجنوب شرق آسيا وافريقيا سيستغرق حتى عشر سنوات وسيكلف مليارات الدولارات، موضحا انها «اكبر كارثة تديرها» المنظمة الدولية. وقال انان في حديث حصري لشبكة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» ان «إعادة الإعمار ستتطلب مليارات الدولارات وتستغرق بين خمس وعشر سنوات» حسب الدول. وقد ادت هذه الكارثة الى مقتل اكثر من 127 الف شخص حسب ارقام مؤكدة. الا ان تقديرات الاممالمتحدة تشير الى مقتل 150 الف شخص بينما ما زال آلاف الاشخاص مفقودين. وقال انان في المقابلة التي نشرت المحطة نصها مسبقا ان «الاضرار هائلة وهناك عمل كبير» من اجل «إعادة الإعمار بعد انتهاء مرحلة الطوارئ». واكد الامين العام للمنظمة الدولية انه «يجب الآن» تغطية بعض الاحتياجات، موضحا ان «الناس بحاجة الى مأوى ومواد غذائية وعناية طبية وانظمة صحية ومياه للشرب». واضاف «بالتأكيد بعد ذلك يجب إعادة إعمار كل شىء وليس فقط البيوت بل البنى التحتية والمدارس وكل ما دمر». واضاف انان «من الضروري التأكيد للحكومات والجهات السخية انها مشكلة طويلة الامد ولا يمكن تسويتها بين ليلة وضحاها»، موضحا ان «تقديم هبة مرة واحدة قد لا يكون كافيا وقد نحتاج الى المزيد». الأمطار تعيق الاغاثة عرقلت الامطار الغزيرة والفيضانات الجديدة اليوم الاحد تسليم مساعدات الاغاثة للقرى الاسيوية التي تضررت من طوفان امواج المد المدمرة مع بدء عملية نقل 400 طن من المساعدات في اطار عملية إغاثة تكاليفها مليارا دولار لإنقاذ ملايين يصارعون من اجل البقاء على قيد الحياة. وعرقلت الامطار المدارية في اقليم اتشيه حيث قتل بالاضافة الى الفيضانات على طول ساحل سريلانكا المنخفض بعض عمليات توصيل امدادات الاغاثة. ويصارع رجال الإنقاذ فعليا للتغلب على الكابوس المتعلق بالوصول الى القرى المدمرة التي عزلت عن باقي العالم. وقالت الاممالمتحدة في احدث تقرير عن عمليات اغاثة منكوبي طوفان اسيا «الفيضانات الجديدة الناجمة عن الامطار الغزيرة في بعض المناطق تعرقل جهود الاغاثة وتفاقم من الاوضاع الصحية السيئة للمشردين». وفي اتشيه حلقت مروحيات عسكرية امريكية واسترالية فوق قرى سويت بالارض على الساحل الغربي المعزول لسومطرة لتسليم صناديق مساعدات صغيرة ولكن الاممالمتحدة قالت ان بعض القرى النائية ربما لن تتلقى مساعدات قبل اسبوعين. وقال مايكل إلمكويست رئيس عملية الأممالمتحدة للإغاثة في أندونيسيا «نعتمد على نظام المروحيات لانها الطريقة الوحيدة التي نستطيع بها الوصول الى اكثر المناطق عزلة». واردف قائلا لرويترز «الامر قد يستغرق اسبوعين قبل اصلاح شبكة الطرق حتى تستطيع الشاحنات الوصول لتلك المناطق. لا استبعد احتمال الا تحصل مناطق على مساعدات قبل اسبوعين». وبدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نقل 400 طن من الامدادات العاجلة من الدنمرك ودبي اليوم الاحد في طريقها لاقليم اتشيه المنكوب فقط. ويتم خلال العملية التي تستمر ثلاثة ايام وتشمل ست رحلات تسليم الفي خيمة تتسع الخيمة الواحدة لاسرة ومئة الف غطاء و20 الف قطعة بلاستيك و20 الف طقم مطبخ وهي مواد تكفي لايواء نحو مئة الف شخص. وقال رود لوبرز المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين «الاولوية القصوى لتوفير ماوي لهؤلاء الاشخاص. انهم يعانون من صدمة. ويعيشون في ظروف لا يمكن وصفها الا بالجحيم». مساعدة فرنسية إلى ذلك أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري في مقابلة مع مجلة «جورنال دو ديمانش» نشرتها امس الاحد ان فرنسا سترسل حاملة المروحيات جاندارك والفرقاطة جورج لايغ الى اسيا اعتبارا من اليوم الاثنين لتقديم مساعدة طبية عاجلة الى الدول التي ضربها المد البحري. وقالت ان «الحالة الطارئة هي الحؤول دون وقوع كارثة صحية» قبل ان تعلن «ارسال واعتبارا من الاثنين» طائرة من طراز ايرباص اي310 تابعة لوزارة الدفاع وعلى متنها «12 طنا من مواد تطهير المياه وادوية» بالاضافة الى «حاملة المروحيات (جاندارك) والفرقاطة (جورج لايغ) المجهزتين بفرق طبية (16 طبيبا على حاملة المروحيات) وغرفة عمليات وخمس مروحيات». كما اعلن وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان في تصريح نشرته ايضا الصحيفة نفسها، اقامة «مستشفى ميداني في سومطرة امس (الاحد) مع سبعين رجل إنقاذ» بالاضافة الى مهمة «لتحديد الضحايا بفضل فرق متخصصة من الشرطة والدرك وصلت الى تايلاند وسريلانكا». في ذات الإطار قالت تايوان امس الاحد إنها سترفع حجم المساعدات المالية التي تقدمها إلى الدول المتضررة من كارثة الامواج العاتية من خمسة ملايين دولار أمريكي فقط إلى 50 مليون دولار أمريكي بعد ارتفاع حصيلة القتلى جراء الكارثة إلى ما لا يقل عن 150 ألف شخص. وقال تشين تشي - ماي وهو متحدث باسم مجلس الوزراء التايواني «إن قرار زيادة حجم المعونات اتخذ خلال جلسة للمجلس عقدت خصيصا لبحث كيف يمكن أن تساعد تايوان الدول المنكوبة من الكارثة». وعرضت سنغافورة امس الاحد استخدام مستشفياتها ومنشآتها الطبية لعلاج الجرحى من ضحايا موجة المد البحري العاتية التي ضربت جنوب آسيا قبل أسبوع كما أعربت عن استعدادها لتعزيز الخدمات الطبية في جزيرة باتام الأندونيسية. ويعالج بعض الجرحى من منتجع فوكيت التايلاندي ومن مدينة باندا آتشيه الأندونيسية بالفعل في مستشفيات عامة وخاصة في سنغافورة. دبي تقدم معونة لأطفال سريلانكا وفي خطوة سريعة لمواجهة المخاطر التي تسبب بها الزلزال الذي ضرب سواحل شمال وغرب آسيا، قامت الجمعية الدولية للقيم الانسانية بالتعاون مع مدينة دبي للخدمات الانسانية بارسال 11 الف طن من مواد الاغاثة، على طائرة خاصة غادرت البلاد مساء يوم الثلاثاء الماضي لمساعدة ضحايا الزلزال، الذي وصف بأنه اكبر كارثة طبيعية في التاريخ الحديث. وقال سعيد بن سلوم المدير التنفيذي لمدينة دبي للخدمات الانسانية «لاشك أن المعاناة الانسانية الكبيرة التي تسببت بها هذه الكارثة، تفرض على العالم أجمع ان يبذل كل ما لديه لتقديم المساعدة، ومن هنا فقد قمنا بالتحرك السريع من خلال تنظيم حملة لتوفير المساعدات الانسانية ومواد الاغاثة الضرورية لضحايا هذا الزلزال العنيف الذي ادى الى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين البشر. بلير يبرر! على صعيد آخر برر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مساء السبت مواصلته عطلته بعد الكارثة التي ضربت آسيا، موضحا انه كان على اتصال «كل ساعة تقريبا» مع المسؤولين الرئيسيين في حكومته. وقال بلير للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني «كنا على اتصال كل يوم اولا والآن كل ساعة عمليا». واضاف «اعتقد ان المهم هو العمل على وضع الآليات المناسبة لمعالجة مشكلة البريطانيين الذين تعرضوا للكارثة وفي الوقت نفسه تنظيم المساعدة الانسانية». واكد بلير انه «شارك الى حد كبير في الاجتماعات التي عقدت في هذا الشأن»، مشيدا بالعمل الذي قام به نائب رئيس الحكومة جون بريسكوت ووزير الخارجية جاك سترو وسكرتيرة الدولة للتنمية الدولية هيلاري بن، الذين عادوا الى لندن بعد الكارثة. ويمضي بير عطلة في مصر. وقد دعاه المسؤول في المعارضة المحافظة نيغل ايفانز خلال الاسبوع الجاري الى العودة لتنسيق الرد البريطاني. واكد بلير في المقابلة ان بلاده على رأس الدول المهتمة بتقديم المساعدات الانسانية.