عندما اجتاحت موجة التسونامي سواحل جنوب شرق آسيا تحمل الموت والدمار، لم يغرق سوى القليل من الحيوانات لأنها أدركت بحاستها السادسة أن موجة الموت قادمة فاتجهت إلى الأماكن العالية. ويقول أبناء إحدى القبائل البدائية في جزر نيكوبار بالمحيط الهندي انهم ايضا علموا بمقدم الموجة القاتلة لأن «الأرض» أخبرتهم بمجيئها. ولاحظت فرق الإنقاذ التي عملت في المناطق المنكوبة ان الحيوانات البرية نجت باعداد كبيرة من كارثة التسونامي في شهر ديسمبر الماضي بلجوئها إلى المناطق المرتفعة. ويقول راتناياكي، نائب مدير هيئة الحياة الفطرية في سريلانكا: «لم يكن هناك ضحايا بين الأفيال ولا بين الأرانب». وبالرغم من أن التسونامي تسبب في دمار كامل بجزر نيكوبار، وقتل الآلاف من سكانها، الا أن القبائل البدائية في المنطقة لم تتأثر بهذا الدمار الذي أحدثته تلك الكارثة. وقال أحد الزعماء: «يعيش أبناء قبيلتي على هذه الأرض منذ آلاف السنين، ونحن نجاور المحيط، ونعيش على هباته، ومن السهل ملاحظة أن شيئا غير طبيعي كان سيحدث في ذلك اليوم الرهيب». وحسب زعم ذلك الزعيم ان الموت تحدث إلى أبناء قبيلته في الساعات السابقة التي سبقت موجة التسونامي، ويقول «كانت الأرض غير مستقرة تحت أقدامنا! واصيبت حيواناتنا بالفزع! فهي ايضا قد سمعت تلك الرسالة! أمرتنا الأرض بمغادرة قرانا والنزوح إلى الداخل، وأخذنا نراقب الماء، وقد راقبنا بمناظيرنا كل ساعات الصباح إلى أن انكمش البحر على نفسه، وفجأة بدأ ينتفخ ويسير نحو الساحل.وعلمنا في الحال بالكارثة الوشيكة، ولم يكن في مقدورنا فعل شيء لمنع وقوعها». ويعتقد الباحثون ان المدنية سلبت الإنسان قدراته العقلية الحيوية بالاعتماد كثيرا على التقنية الحديثة، ويقول أحد الباحثين: «يبدو أن حصول الإنسان على ما يسمى بالتقنيات المتطورة افقده الكثير من خبراته التقنية، التي قد تشتمل على علوم روحية وتقنيات غير عادية». ويتفق زعيم القبيلة مع هذا الرأى، ويضيف: «هنالك الكثير من الضجيج والتشويش في عالمكم، لم يعد بينكم من يستمع إلى الأرض انها تخاطبنا جميعا، ولكن معظم الناس لا يستمعون إلى حكمتها، ولو استمعوا إلى تلك الحكمة لأمكن انقاذ آلاف الأرواح باذن الله كانت الأفيال والحمير والطيور قادرة على الانتباه للتحذيرات، فمن باب أولى الإنسان لما يتمتع به من ذكاء قادر على ذلك أيضا».