قبل أن تُفتح لنا مجالات فضاء النشر الواسع عبر الصحف وقبل أن يصبح لنا صوت مسموع وأسماء تذكر ,كنا أغلبنا في الحقيقة ,قد قرأنا واستمتعنا ربما أغلبنا أيضا بالردود وتجاذب أطراف الفكر بين أديب وأديب حيال فكرة بعينها طرحها الأول فصارت مادة دسمة لمقالة من مقالات زميل آخر, وقد تتدخل وتتداخل في الموضوع أطراف آخرى من الكتاب ممن تثير لديهم الفكرة شهوة الكتابة فيتحمسون للمداخلة,ومشاطرة الفكرة الواحدة بين عدد من العقول وتجاذب صياغة الفكر بين عدد من الأجيال أيضا وكنا نحن القراء الصغار المندهشين,نستمتع جدا بالسجال بين أصحاب المقالات وأطراف الكلمة الراقية وكنا ننتظر مقالة الرد بشغف,حيث كنا نتوق لما سيقوله فلان وعما سيعترض عليه الكاتب الآخر وهكذا. المهم أن بعضهم يرى أن في نقاشه مع كاتب آخر حول فكرة ما لهو عيب شنيع عليه ودليل جهل منه,وأن القراء سيحسبونها ضده,وبأنه لايجيد الإتيان بالجديد ,ولكنه يرد فقط على أفكار غيره. ولكننا في الوقت الحالي نلاحظ بعض الإخوان من الكتاب والأخوات أيضا والذين ليس لهم باع طويل في الأدب ولكنهم واتتهم فرص الكتابة فكتبوا,ولو أنك في هذا الزمن جئت طفلا في المرحلة الابتدائية ودعوته ليكتب لما تردد في الموافقة والدليل كثرة الصحف والمطبوعات والتي تموج موج البحار بالمقالات الثابتة والمتحركة وقنوات الإعلام التي تشيد بهذا الطرح وذاك الكاتب وإن لم يكن شيئا مذكورا. المهم أن بعضهم يرى أن في نقاشه مع كاتب آخر حول فكرة ما لهو عيب شنيع عليه ودليل جهل منه,وأن القراء سيحسبونها ضده,وبأنه لايجيد الإتيان بالجديد ,ولكنه يرد فقط على أفكار غيره,ويحاور ويناقش فكرة طرحت من قبل مفكر آخر.. هنا يأتي النقص وعدم الثقة بالنفس كمثل بعض من لا يأتون للمناسبات إلا متأخرين وخاصة النساء فتسألها لم لاتأتين دائما إلا متأخرة؟ فتواجه بالرد غير المتوقع,حتى يقوم الجميع للسلام عليّ ولا أقوم أنا لأحد!!ياإلهي أيوجد من البشر من هذا بالفعل تفكيره ومنطقه؟!! وقد لاحظت أن أغلب الكتّاب بل جلهم بالفعل لاتجاوب ولا تجاذب بينهم في الأفكار التي يطرحونها على صدور الصفحات ولا تحاور حتى وإن لاقت استحسانهم وعلقوا عليها عبر الايميل أو مشافهة أو برسالة جوال ,فإنهم نادرا مايعلقون على كتابات بعضهم البعض في مقالاتهم وعبر زواياهم الثابتة في الصحف,ويرون في ذلك شيئا من النقص وعدم الكمال وهذا لايحدث إلا لأن في نفوسهم شيئا من الكبر والعياذ بالله. ربما كانت القلوب أكثر طهرا والنوايا أكثر صفاء مما هي عليه الآن أقول ربما. [email protected]