لم يكن استهداف قوى الظلام وفرق الإرهاب للشهيد حسن بن مسفر القحطاني أحد منسوبي القنصلية السعودية في كراتشي الإثنين الماضي مؤشراً على قوتهم بقدر ما كان دليلاً على ضعفهم، لم تظهر جريمة اغتياله «شجاعة مجاهدين» بل أظهرت «جُبن إرهابيين»، يتسللون في الخفاء، ويضربون من الخلف، يقولون ما لا يفقهون، ويطيعون دون أن يفهموا، لا أعرف لهم جنسية سوى «الإرهاب» ولا أظن أنهم يعرفون لغة سوى «القتل» ولا يفقهون أسلوباً سوى العنف، ولكن آمل أن يستردوا «إنسانيتهم» التي جرّدوا أنفسهم منها جهلاً أو قسراً – ولو لفترة وجيزة -، وأن يطالعوا هذه السطور أو يصلهم مضمونها بأي لغة يفهمون.. وأن يجيبوني عن تساؤلاتي: ما الذي استفادوه بقتل حسن القحطاني؟ وما الذي ربحه الإسلام - الذين يدعون رفع لوائه - باغتياله؟ في أي شيء أذاهم حتى يستهدفوه؟ لقد قتلتم رجلاً كان من الحريصين على خدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على حمايتهم لأداء مناسكهم في أمن وأمان.. لقد قتلتم رجلاً طالما عمل على حماية الآخرين.. لقد قتلتم نفساً حرّم الله قتلها. ما ذنب طفلته التي لم تكمل عامها الأول حتى ييتّموها؟ ما ذنب زوجته حتى ترمّلوها؟ ما ذنب أهله وذويه حتى تحرموهم منه؟، هل تعلمون من قتلتم؟ لقد قتلتم رجلاً كان من الحريصين على خدمة حجاج بيت الله الحرام، والسهر على حمايتهم لأداء مناسكهم في أمن وأمان.. لقد قتلتم رجلاً طالما عمل على حماية الآخرين.. لقد قتلتم نفساً حرّم الله قتلها. حقيقة لا أعرف كيف تفكّرون، ولا على أساس لجرائمكم تخططون، ولا أفهم منطقكم الذي على أساسه تنظرون، ولكن أي عاقل – لديه حد أدنى من الفهم - وأي مسلم - يفهم دينه جيداً - يعلم أن الدين منكم براء، وأن أفعالكم ليست تصرّفات أسوياء، تهدرون الدماء، وتقتلون الأبرياء، وتعيثون في الأرض فساداً، وتشوّهون صورة الدين في نظر من لا يعرفه، وتظنون – خطأ - أنكم تحسنون صنعاً. إن جريمة اغتيال القحطاني لا تثبت فقط أن جهود المملكة في محاربة الفكر الضال تزعج أيّما إزعاج قوى الظلام والإرهاب، بل تدلل أيضاً على أن نجاح وزارة الداخلية في حماية بلادنا من شرهم وإحباط كل مخططاتهم في الداخل، جعلا تلك القوى تسعى لاستهداف سفاراتنا في الخارج، لا سيما في الدول التي تعشش فيها تلك القوى، خصوصاً بعد أن جُنّ جنونهم لاغتيال قوة أمريكية خاصة زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فاختلط الحابل بالنابل لديهم، وهو ما يفرض مسئولية على تلك الدول في توفير مزيد من الحماية الأمنية لتأمين بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج – بالتنسيق مع سفاراتنا -، ويفرض على المجتمع الدولي مسئولية تكثيف الجهود لمحاربة الفكر الضال بشتى السبل، وليس بالمعالجة الأمنية فقط. وختاماً، نقدّم خالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية وسمو وزير الخارجية ولذوي الشهيد، وليس بأيدينا سوى أن نرفع أكف الضراعة، سائلين الله أن يلهم أهل حسن الصبر والسلوان وأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يدخله فسيح جناته، وعزاؤنا جميعاً أنه استشهد وهو يؤدي واجبه في خدمة الوطن، حمى الله وطننا ومواطنينا ووقانا شر الإرهاب والإرهابيين. [email protected]