انطلاقا من اهتمام وزارة التربية والتعليم بتطبيق كل ما من شأنه تعزيز وتنمية العملية التربوية والنهوض بها بحيث يتواكب مستوى أدائها مع أهدافها فقد قامت الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية بإعداد مشروع التقويم المتبادل بين أفراد العملية التعليمية رئيسا ومرؤوسا. لأن كل فرد في موقعه مقوم ومقوم بداية من أعلى الهرم إلى نهايته من أجل تحقيق مؤسسات تربوية متقدمة تقدما نوعيا. فالتقويم المتبادل هو تلك العملية التي يتم فيها تقدير عمل الرئيس من قبل مرؤوسه بهدف التعرف على جوانب القوة وتعزيزها والتعرف على جوانب الضعف واعادة النظر فيها بتحسينها ليتحقق المخرج التربوي النافع للمجتمع. ولنا في خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فقد خطب أبو بكر رضي الله عنه حين بايعه الناس البيعة العامة وقال: (أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم). ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال مخاطبا المسلمين (إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. من رأى في اعوجاجا فيقومه) فرد عليه أحد المسلمين قائلا: (والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا). فالخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يحرصون على أن يؤدي العمل كما ينبغي ولا يأنفون من تقويم أحدهم بل يطلبونه ويرحبون به. أهداف مشروع التقويم المتبادل @ الارتقاء بمستوى العملية التعليمية على الصعيد العام. @ الارتقاء بمستوى أداء الأفراد في العملية التعليمية على الصعيد الخاص. @ المساعدة في رسم الخطط المستقبلية في كافة المؤسسات التعليمية وفق أسس علمية قائمة، على الإحصاءات الدقيقة، والمعلومات الصادقة. @ تعزيز مبدأ الثقة المتبادلة بين الرئيس والمرؤوس بإيجاد مساحة حرة للمناقشة والحوار. @ بث روح الحماسة للعمل بين أفراد المؤسسة لتحقيق الأهداف المرسومة. @ تذكير المؤسسات التربوية بمسئولياتها تجاه المجتمع وأن العمل التربوي رسالة وليس وظيفة. أساليبه @ تصميم استبانه استطلاع رأي عن كل رئيس تشمل جميع مهام عمله الرسمية التي ينبغي أن يؤديها وقد كان الناتج 16 استمارة تقويم. @ تجمع الاستبانات وتحلل إحصائي من قبل مختص. @ تسلم نتائج التحليل الإحصائي للرئيس بكل سرية ليطلع على النتائج ويعمل بموجبها. @ يشترك الرئيس المباشر مع الموظف في تعديل خطته وأساليبه وطرقه. خطة تطبيق المشروع @ ترشيح موظفة بمهمة التحليل الإحصائي لاستبيانات استطلاع الرأي. على أن تكون ملمة إلماما كافيا باستخدام الحاسب الآلي. @ تمكن المرشحة من حضور برنامج تدريبي في كيفية تحليل الاستبانات وتفسيرها وعرض نتائجها. @ ترسل جميع نماذج استبيانات استطلاع الرأس للمدارس رسميا. @ يكون فريق عمل للإشراف على تنفيذ مشروع التقويم المتبادل في المدرسة برئاسة مديرة المدرسة وعضوية جميع الوكيلات وفق التالي: حصر أعداد الطالبات والمعلمات اللاتي سيشاركن في استطلاع الرأي. تحديد وقت موحد للطالبات والمعلمات لتعبئة الاستبيان على أن لا يقل عن عشرين دقيقة ولا يزيد على ثلاثين دقيقة. يراعى ألا يقل عدد المقومات عن 50% لكل مقومة. تشرف المعلمات على تعبئة الطالبات والوكيلات على تعبئة المعلمات. تسلم المعلمة المشرفة على الطالبات الاستمارات للوكيلة وبدورها تسلمها للمحللة، يتبع في التسليم نموذج يعد من قبل الوكيلة ويحفظ لديها. تدخل المحللة البيانات وتحللها وتظهر النتائج بطريقة سرية ثم تسلمها للمديرة. تسلم نتائج التقويم لكل مقومة (معلمة، مديرة ، وكيلة، مشرفة .....الخ). تشعر كل موظفة ستخضع للتقويم المتبادل قبل تطبيقه بمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو فصل دراسي كما يسلم لها نموذج الاستطلاع لتطلع عليه. يطبق المشروع كل سنتين أو ثلاث سنوات . تخصص غرفة خاصة لمحللة البيانات ويؤخذ عليها تعهد بسرية العمل. تعقد المديرة اجتماعا للموظفات تناقشهن في المشروع (التعريف به، أهدافه، الفئة المستفيدة ، آليته) واجتماعا آخر لعدد من أمهات الطالبات المختارات للمشاركة في تقويم المدرسة. تشترك المرشدة الطلابية ورائدة النشاط في عقد اجتماع لطالبات المدرسة لتهيئتهن في المشاركة في التقويم المتبادل. يشترك الفريق ومعلمات المدرسة في تقويم المشروع ويرفع التقرير وفق النموذج المسلم لإدارة المشروع. يعد فريق المشروع مواضيع إعلانية قصيرة عن التقويم المتبادل تعلن عبر الإذاعة المدرسية واللوحات الاعلانية. تحفظ صور نتائج الاستبانات في ملف سري يكون في عهدة المديرة . تتلف الاستبانات بعد مرور عامين دراسيين. آلية التنفيذ يطبق المشروع تجريباً على بعض المدارس في المنطقة الشرقية تشمل الثانوية الثامنة والثانوية الحادية عشرة بالدمام والثانوية الرابعة بالقطيف وثانوية عنك والثانوية الأولى بالخبر والثانية بالثقبة. أما في المرحلة المتوسطة فسيطبق في: المتوسطة الثالثة والسادسة والتاسعة بالدمام والمتوسطة الخامسة بالقطيف ومتوسطة عنك والمتوسطة الرابعة بالخبر والأولى بالقاعدة. يعقد اجتماع لعينة التجربة، ويتم فيه شرح مفهوم التقويم المتبادل، وأهدافه، وخطة تنفيذه، والبعد الزمني للتنفيذ. يقوم المشروع من قبل العينة، وتعدل مساراته. يطبق المشروع على مستوى جميع مدارس المنطقة الشرقية في بداية عام 1426/ 1427ه بمشيئة الله. ويتكون فريق العمل في المشروع من : د/ ملكة الطيار. نعيمة الغنام. نوال الجميعة. فاطمة العضيب. ناعمة القحطاني. وقد انعقد الاجتماع الأول مع عينة التجربة يوم الثلاثاء الموافق 2/ 11/ 1425ه في قاعة المحاضرات بإدارة الإشراف التربوي. بحضور سعادة مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية "بنات". د. سمير بن سليمان العمران وسعادة مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية "بنات" بالمنطقة الشرقية. الأستاذ أسامة الخنيني. وسعادة مساعد مدير عام التربية والتعليم للشئون الإدارية والمالية "بنات" بالمنطقة الشرقية عبد الله الغامدي. ومديرة إدارة الإشراف التربوي شمسة البلوشي. ومستشارة مديرة إدارة الإشراف التربوي. ومسئولات المراحل، رئيسات الشعب، المشرفات الأوليات بالإدارة. ومديرات مراكز ومكاتب الإشراف التربوي، والمساعدات، ومشرفة تربوية إدارية بالمحافظات التالية: ( الخبر، القطيف، بقيق، رأس تنورة، الجبيل، النعيرية، القرية العليا، الخفجي). ومديرة المدرسة، وكيلة، رائدة نشاط، بالنسبة لمدارس الدمام. حيث تم التعريف بالمشروع من قبل نعيمة الغنام رئيسة الأقسام والشعب الإدارية النسائية. ثم كلمة عن المشروع للأستاذ أسامة الخنيني. فأهداف المشروع ووظائفه لفاطمة العضيب. وخطة تطبيق المشروع لنوال الجميعة. ثم ناعمة القحطاني للحديث عن الحاسب الآلي ودوره. وباستطلاع آراء الحاضرات في المشروع فقد قالت عواطف فهد المشاري: المشروع يساهم في إيجاد بيئة عمل صالحة من خلال النقد البناء المقنن بعيدا عن المجاملات او التجريح وذلك من خلال استبانات استطلاع الآراء المطروحة في هذا المشروع والتي تشمل فئات متعددة من الطالبة ومرورا بعدد من الوظائف التعليمية وانتهاء بمدير عام التعليم. والذي لفت نظري بالمشروع (استبانة استطلاع رأي طالبة لمعلمة او مرشدة) اذ إن هذه الاستبانة تنمي في الطالبة الشعور بتحمل المسؤولية والنتائج المترتبة على تقييمها وتدريبها على النقد الصحيح والدقيق وتدعيم روح المشاركة والمناقشة في القضايا التي تهمها فنحن في الوقت الحاضر نحتاج الى جيل متمكن من نفسه له القدرة على اتخاذ القرار المناسب وتنظيم ردود أفعاله. أشكر جميع القائمين على هذا المشروع واتوقع له نجاحا باهرا وآثارا ايجابية لها مردود فعال لبناء جيل واع. وقالت مديرة الوحدة الصحية بمحافظة الجبيل فتحية بنت عبد الله الجعفر: أسلوب حديث وجريء وراق لتعزيز التوصل بين الرئيس والمرؤوس على المدى البعيد يستطيع الرئيس ايا كان موقعه أو مديرة او غيرهما الاطلاع على جوانب القوة أو الضعف في عمله أو في تعامله كذلك مواجهته بهفواته ومن منا لا يخطئ دون اللجوء او الاصطدام به ربما تخونه العبارات أو التعبيرات اثناء احتجاجه او ابداء رأيه.. وفيه متنفس مشروع (بعيدا عن الغيبة) للتخفيف عن معاناة الشعور بالظلم لدى البعض خصوصا الطالبات اللاتي نريد أن نرتقي فيهن الى اتباع الأسلوب الإسلامي الأمثل في التعبير عن الرأي لأن المؤمن مرآة أخيه فجزاكم الله خيرا على هذه الخطوة التربوية الرائدة وعلى المحاضرة والإسهاب في التوضيح وسعة الصدر أثناء المناقشة. فيما ذكرت رئيسة قسم نشاط الطالبات بمحافظة الجبيل سندس علي الدريهم: أهنئ نفسي وجميع الحاضرات لانتمائنا الى إدارة لها من الطموح والإبداع ما نراه متجسدا في هذا المشروع مشروع تفوح منه المصداقية والعزم على تطوير العملية التربوية وتطويرها وذلك من خلال الجوانب الإيجابية التي لامسها المشروع. قال تعالى: ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعا) سورة الكهف اية 104. فان لم يكن الرئيس متفهما ومتقبلا للنقد البناء فان المرؤوس لا يجد من يوصل صوته الى المسؤولين الا عن طريق كتابة شكوى رسمية أو مواجهة الرئيس والاحتكاك المباشر معه وهذا ما لا نريد وهنا يبرز الجانب الإيجابي للمشروع حيث تعتبر الاستمارات الموضوعة أسلوبا راقيا للتعامل والتعبير عن الرأي وفق بنود وضعت بعناية وتنقي النفوس مما علق بها من سوء فهم وملابسات فهذه الاستمارات وسيلة لتقويم المؤسسات التعليمية وأساليب العمل بها, بتعزز الجوانب وتصوب الجوانب السلبية ومتى ما فعلنا ذلك أصبحنا قادرين بإذن الله على تطوير العملية التربوية. هذا وتعتبر كل منسوبة من منسوبات التربية والتعليم مهيأة لتعبئة الاستمارات بل وحتى الطالبة فهي أهل أن تقيم مرؤوسيها ونحن نريد توفير بيئة تدفع بمنسوباتها للأمام. ولابد من تهيئة جيل يحمل راية التعليم ويتحمل المسؤولية ولن يكون ذلك إلا بزرع الثقة في نفوسهم من خلال إسناد مهام لهن تتناسب مع قدراتهن وإمكانياتهن وهذا ما يوفره لهن مثل المشروع. وأخيرا شكر وتقدير لكل من جاد بفكره بهذا المشروع المبدع ولكل من خطت أنامله وجادت قريحته في صياغة هذا المشروع ووضع خطوطه العريضة.