شمرت الأممالمتحدة هذا العام عن ساعديها كي تضع إدارة مدنية في سدة الحكم في العراق بيد أنها وجدت نفسها تمشي في حقل ألغام قد يثبت أنه اختبار آخر لمصداقية المنظمة الدولية. كما يؤذن دور الأممالمتحدة في تشكيل حكومة عراقية انتقالية والإعداد للانتخابات وهي أيضا اختيار لعزم الرئيس جورج بوش على نشر الديمقراطية في العالم العربي بنهاية علاقات عاصفة بين الأممالمتحدة وواشنطن عام 2003، لكن قبل ستة أسابيع فقط من قيام العراقيين بانتخاب جمعية تأسيسية وحكومة مؤقتة فإن قلة موظفي الأممالمتحدة أثارت انتقادات حادة من جانب المسئولين العراقيين.وقد بقيت بعثة الاممالمتحدة الصغيرة في المنطقة الخضراء التي تحظى بحماية أمريكية في بغداد كما أن موظفيها الإداريين والانتخابيين وعددهم 59 لايبارحوا العاصمة خوفا من عمليات المقاومة العراقية. ويتعرض أشرف قاصي مبعوث الأممالمتحدة الخاص في العراق للانتقاد لالتزامه العزلة واستخدامه وسائل اتصالات إلكترونية في الاتصال بالمسئولين العراقيين. وكان مقتل 22 من موظفي الأممالمتحدة في هجوم بقنبلة وقع في أغسطس عام 2003 في بغداد قد دفع بكوفي عنان السكرتير العام للامم المتحدة لتوخي الحذر،وقد عادت المنظمة الدولية إلى حقل الالغام الامني العراقي بشكل محدود مقارنة بوجودها في أفغانستان حيث عكف أكثر من 600 من موظفي الاممالمتحدة على مدى شهور على تدريب آلاف من موظفي الانتخابات الأفغان.في المقابل فإن من بين موظفي الأممالمتحدة في بغداد وعددهم 59 موظفا هناك 19 منهم فقط هم من خبراء الانتخابات، وستقوم الأممالمتحدة بعد ضغوط بإرسال 10 آخرين من الموظفين الإداريين وخبراء الانتخابات إلى أربيل والبصرة.وكان عنان قد صرح أثناء زيارته لواشنطن في 16 ديسمبر بأن ثمة استعدادات تقنية تجرى للانتخابات في العراق. وتباهى عنان بأن الأممالمتحدة لعبت دور القابلة لدى مولد حكومة جديدة في أفغانستان مع إجراء الانتخابات الرئاسية في 9 أكتوبر، وقال إن الأممالمتحدة ملتزمة بنفس القدر بمولد عراق جديد. وقدم أكثر من 240 حزبا سياسيا أكثر من 000،5 مرشح لانتخابات جمعية تأسيسية وحكومية وتقول الاممالمتحدة أنه تم تدريب أكثر من 000،6 عراقي على الاعمال الانتخابية ويتم تجنيد نحو 000،130 موظف انتخابي سيضطلعون بمهمة انجاز العملية الانتخابية. وتراود مشاعر التفاؤل المندوب العراقي في الاممالمتحدة سمير الصميدعي بشأن الانتخابات كما أنه لايشعر بالقلق إزاء احتمال مقاطعتها.وأبلغ الصميدعي مجلس الامن الدولي بأنه عندما تتاح الفرصة للعراقيين فإنهم سيتوجهون في أعداد ضخمة للمشاركة في أول انتخابات حرة في حياتهم.بيد أنه ما من أحد يستطيع في الواقع الاجابة عن سؤال عن عدد خبراء الانتخابات الدوليين الذي يكفي لاجراء العملية الانتخابية في العراق.ويقول مسئولون في الاممالمتحدة ان عنان ربما يتعرض للانتقاد لعدم بذل ما يكفي من جهد في العراق،وإذا ما تأجلت انتخابات يناير بسبب الحرب فإن الاممالمتحدة ستعد مسئولة جزئيا بسبب إسهاماتها المتواضعة، وقال مسئول بالاممالمتحدة شارك في انتخابات أفغانستان إن العراق مكان مختلف تماما بالنسبة لاجراء انتخابات فيه.