الذي يعيش في الصحراء، تحت رحمة شمسها المحرقة ولفحها اللاهب، يعرف بالضرورة قيمة (الظل) ولذلك استخدمت مفردة الظل في معان كثيرة. منها: الظل: العز والمنعة. يقال هو في ظله اي كنفه. الظل: الرفاهية. الظل: الفيء. ظلله: القى عليه ظله اي حصانته. ظلال البحر: امواجه ترتفع فتظل السفينة ومن فيها. الظليل: ذو الظل الدائم. في وقتنا الحاضر، وفي الدول التي تتداول فيها السلطة نسمع تعبير حكومة الظل، اما في الحقل الادبي فنسمع شعراء الظل ومفكري الظل.. وفي الشعر تسمع: وعدونا فسبقنا ظلنا هل يعجبك هذا الكلام وعدونا فسبقنا ظلنا قد تقول: انه لا يعجبني، لانه مستحيل اذ كيف للانسان ان يسبق ظله وهما لا يكونان الا مجتمعين؟ ثم تستمر في سرد الادلة المنطقية على استحالة ذلك وسأقول لك ببساطة: انته ما بينك وبين الحب دنيا دنيا ما تطولها ولا حتى بخيالك لأقف الآن على هذا القول: ظل راجل ولا ظل حيطة الحلقة السابقة كانت حول (الانزياح اللغوي) وذكرت بؤس تكرار (منك المال ومنها البنون) في التهنئة في الاعراس، ذلك لان هذه التهنئة صيغت في زمن كانت المرأة فيه مستهلكة فقط، اما الان فقد اصبحت منتجة، ويحدث كثيرا ان دخلها يساوي او قد يزيد على دخل الرجل، لذا يصبح هذا القول ورقة يابسة سقطت من شجرة اللغة من زمن سحيق. ماذا يعني (قول ظل راجل ولا ظل حيطة)؟ يعني ان المرأة بدون رجل ليس امامها سوى ان تجلس في ظل جدار وتقول (لله يا محسنين) ذلك لان قرون الظلام والاضطهاد جردتها من اي قدرة على ارتياد ما يكفل لها العيش. اما اذا كانت في ظل رجل فهي محتفظة بكرامتها حتى لو كان ذلك (الراجل) متسولا. هناك استعمالات كثيرة لمفردة (الظل) مثل خفيف الظل وثقيل الظل، واخرى اتوقف عن ذكرها وان ذكرتها كتب التراث.