قرأت قرأت خبراً جاء فيه أن امرأة تزوجت "بمسن" من أجل شرط إثبات الإقامة للمتقدمات على الوظائف التعليمية، أجبرها على ذلك عدم تفويت فرصة التعيين التي لا تتحقق إلا "بطلعة الروح"، فالمرأة السعودية "غالباً" تفضل سلك التعليم عن غيره وتسعى له في المقام الأول أكثر من أي وظيفة نسائية أخرى لعائدها المادي الذي يسد حاجتهن المادية، ويساعدهن مستقبلاً حينما يأتي "فارس الأحلام" الذي أصبح "لا يشد فيه الظهر" بعد أن أصبح المسكين "محاصراً" بين الغلاء والفواتير والإيجارات، فلم يعد ذلك الرجل القادر على تحمل الزواج وأعبائه بل مكسوراً بحاجة إلى من يجبر كسره، فحينما كان يقال (ظل راجل ولا ظل حيطة) أصبحت المرأة السعودية تدرك بأن ظل الرجل متذبذب وهما الاثنان بحاجة إلى "حيطة" تحميهما في ظل الظروف الراهنة، ولكونها معلمة "على سن ورمح" ستضع يدها في يده ويبدأن برحلة الكفاح للبقاء. إلا أن المرأة حينما تتخرج من الكلية أو الجامعة نستطيع القول بأنها الآن بدأت في رحلة المشقة والتي تشبه "الدورة العسكرية" والفرق بين الاثنين بأن "العسكرية" يكون التعب والجهد فيها بدنيا أما "دورة المرأة العسكرية" فالجهد والتعب فيها يكون نفسياً وقد يكون أشق وأعنف من "البدني"، فمن أجل التعيين هي بحاجة إلى سنوات تسمى بمرحلة "تجميع النقاط" ليحق لها أن تعين سواء بعقد أو رسمي، ومرحلة التجميع تأتي كما .. سمعت سمعت بأنها تكون في الدورات التدريبية كحاسب آلي أو لغة إنجليزية وكل دورة تسجل لها "نقطه"، و يشترط أن تكون الدورات بعد سنة التخرج ولا تحتسب إن كانت قبله، كما أن شهادة الخبرة في التدريس بالمدارس الأهلية تعتبر نقطة، ولكم أن تتخيلوا الكم الهائل من النساء في رجاء مع بعض المدارس الأهلية للتدريس ولو "بالمجان"، علماً بأن بعضهن يدرسن "بأخ المجان" فقد تصل الرواتب المتدنية إلى 800 ريال أو أقل، تقريباً نفس راتب "كومار" ولكن وضعه أفضل كونه قادرا على غسيل السيارات خارج وقت الدوام ومضاعفة هذا الرقم، أما هن فسيضعن فوق "المعاش" أضعافاً لتغطية تكلفة الدورات التدريبية، ومرحلة دورة التجميع العسكرية النسائية قد تستمر لسنوات، كما أنني .. رأيت رأيت الكثير من العمالة يستغلون نقل المعلمات فلا أسعار محددة ولا بينة لمن هو مرخص أو غير مرخص، ولكم أن تضيفوا هذه التكلفة على ما سبق، وتعيشوا معاناة ما بعد التخرج للمعلمة، وفي الطرف الآخر لنكون منطقيين كيف سيتم تعيين أكثر من 300 ألف معلمة دفعة واحدة وهذا الرقم الذي لم يوظف منه إلا القليل حالياً ماذا سيكون في السنوات القادمة حينما "يتكدس" العدد ويتضاعف ماذا ستفعل "المتخرجات" وماذا سيفعل "فارس الأحلام" بدون "معلمة"؟ لماذا لا تفكر المعلمات بمخ (كومار الاستغلالي) وتستغل من سبقنها في التعيين، فمن تعينت لديها رضيع بحاجة إلى دار حضانة وأطفال بحاجة إلى تعليم تمهيدي، أو إنشاء مراكز تعليم الفنون، فلو تكاتفت مجموعة منهن ومن خلال أحد مصادر التمويل الحكومية أو الخاصة قد يتمكن من إنشاء مشروعٍ "يتقاسمن الكعكة فيه مع المتعينات"، فهل من جهة ستوفر مصادر تمويل لمتخصصات بإنشاء مشاريع نسائية تعليمية مصغرة وكبح جماح عنوسة "التعيين" وخطرها القادم.