تضحك المسلسلات العربية على المرأة العربية بظل راجل ولا ظل حيطة!! حتى لو كان هذا " الراجل" شريراً، بخيلاً، مسيئاً لها... وكانت هذه الأمثال تصلح في أزمنة الغيط والغوص حينما كانت المرأة العربية تعتمد في قوت يومها على الرجل فقط... أما الآن وقد تحسن الحال بحمد الله فأصبحت المرأة تعمل وتستطيع أن تنفق على نفسها ومن تعوله... فآن الأوان للتفكير والاختيار وصار الحيط أفضل من ظل الراجل بمراحل كثيرة في أحيان ليست بالقليلة... ولكن العائلة العربية تكتم أنفاسها حتى تتزوج ابنتها... وحينما لا تتزوج فتلك كارثة... وحينما تطلق فتلك أم الكوارث! الزواج في العالم العربي أصبح غاية ولم يعد وسيلة... المهم تتزوج ابنتهم... سعيدة أم شقية... لا يهم المهم... الناس.. و سارتر يقول " الجحيم هو الآخرون".. صحيح أن الزواج من ضروريات الحياة، لكن النظر إليه كحياة أو موت يرهق كثيراً، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة من أهمها تقطيع الأزواج ووضعهم في أكياس النفايات!! وفي أغلب أحوال الزواج لاذنب لإحداهن فيما يحصل... فهذه أرزاق يوزعها رب العالمين... وتبقى القناعة بالمقسوم ركيزة أساسية للتعامل مع أوجاع هذه الدنيا... في المقابل تسيء المسلسلات العربية للرجل العربي حينما تقول " يا مأمنه للرجال يامآمنه للمية في الغربال".. هذا السلوك العدائي الذي تنشره المسلسلات العربية وما يقابله من أمثال عن المرأة... لا أعتقد أنه يخدم الأجيال العربية بشيء... فدائماً أنا أؤمن بأن هناك رجلا جيدا ورجلا سيئا كما أن هناك امرأة جيدة وامرأة سيئة.. وفي أحيان كثيرة ليس لنوع الجنس دخل في ذلك، ولكن الجود والسوء يعود للتربية والظروف المعيشية والتكوين وطبيعة الإنسان أو الإنسانة... مما لا شك فيه أن تدليل الذكور في الشرق يفسدهم كثيراً... فيتسلطون على النساء أحياناً...و المرأة تزداد شراسة حينما تصادف رجلاً شرساً في حياتها... فتحقد على كل الرجال.. وحينما تكبر يزداد سعير الخوف عندها من الغد...فيكبر بحثها عن الأمان... مما يزيد قلقها وتقلق من حولها... هذا القلق الذي يتحول إلى اكتئاب بسبب تقلبات هرمونية عديدة تصيب النساء... فالمرأة يقتلها قلقها... والرجل يقتله غروره... والأمان التام لا يوجد أصلاً في الحياة... ولكن الإيمان بقضاء الله وقدره هو البلسم الذي يريح القلوب... بلا حيطه، وبلا غربال. aboh 3000 @ yahoo.com