الآمال التي يعول عليها مواطنو منطقة الخليج العربية في مجلسهم التعاوني لتحقيق خطوات تكاملهم المنشود كثيرة ويصار في كل دورة من دورات المنظومة البحث في تفاصيلها وجزئياتها لانجاز ما يمكن انجازه منها، اضافة الى ان دورة البحرين الخامسة والعشرين تنعقد في ظل تحديات كبرى تواجهها دول المجلس والدول العربية في المنطقة من بينها ظاهرة الارهاب التي مازالت بظهور وجهها الكالح على السطح الخليجي بين حين وحين تهدد امن واستقرار المنطقة، فأضحى من الضرورة بمكان العمل على مضاعفة الجهد لاحتواء تلك الظاهرة ومكافحتها، وقد سبق لوزراء الداخلية بدول المجلس بحث ملف الارهاب في اجتماعهم التشاوري الخامس الذي عقد في الكويت في العام الجاري ووقعوا على اتفاقية جماعية لمكافحة الارهاب، وسوف تصادق دورة البحرين على هذه الاتفاقية الهامة، وليس بخاف ان المصادقة تمثل خطوة هامة لتعزيز مسيرة التعاون الامني بين الدول الاعضاء الست في المنظومة التعاونية الخليجية للحفاظ على استقرار دول المنطقة لاسيما ان دول مجلس التعاون كانت سباقة للاستجابة الفورية لقرار مجلس الامن رقم 1373 القاضي بمكافحة الارهاب، ومن الملفات الساخنة التي بحثت على جدول اعمال الدورة الحالية ملفان يتعلق الاول بالازمة الفلسطينية المعلقة فليس هناك ما يبعث على الامل بأن اسرائيل سوف تستجيب لمبادرات السلام الخاصة بأزمتها مع الفلسطينيين بما فيها مبادرة خطة خارطة الطريق التي لا تزال معلقة بفعل تعنت اسرائيل وغطرستها وتصميمها على القفز على القرارات الاممية وارادة المجتمع الدولي، وقد اكدت دول المجلس مرارا وتكرارا على اهمية ممارسة الدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الامن وعلى رأسها الولاياتالمتحدة ضغوطا مناسبة تدفع اسرائيل للرضوخ لمعطيات ومستلزمات السلام سواء ما يتعلق بالازمة على مسارها الفلسطيني، او على مساريها اللبناني والسوري، ومازالت تؤكد على اهمية الدور الامريكي والدور الاوروبي ودور الاممالمتحدة لحلحلة تلك الازمة على مختلف مساراتها، كما ان الوضع في العراق كان من الملفات الساخنة التي بحثت في دورة البحرين، ولا يختلف زعماء دول المجلس حول أن الاوضاع الشائكة في بغداد بعد سقوط النظام الصدامي تستدعي التفاف كل الطوائف والفصائل والاحزاب العراقية حول الحكومة العراقية المؤقتة الحالية والعمل على تسهيل مهمة الانتخابات وبذل كل الجهود الممكنة لتسهيل كل الخطوات المعلنة من اجل نشر الامن والاستقرار المفقودين على كل اجزاء العراق، فمن المصالح العليا التي تدعم الوحدة الوطنية في هذا البلد المنكوب وتعزز اسباب سيادته ان يتنادى ابناؤه جميعا للعمل على تحقيق امنه واستقراره والشروع في بنائه من جديد.