من الصدق اشتقت الصداقة، من الحقيقة اشتقت الحق، ومن هذا العالم وهذا الزمن امسكت بخيط غير زائف (تكاد تنعدم) كفقاعة صابون هي، خائفون ان تتلاشى بفعل نسمة باردة عابرة، خائفون ان نفقدها، ولكن هل نراعي نحن الا نعرضها لتلك النسمة؟! بعد أن سألت نفسي: ما هي الصداقة الحقة؟.. وقبل ان اجيب ذلك الجواب التقليدي المعتاد.. تشكلت امامي اشارة استفهام بحجم هذا العالم.. وأظنه كبيرا!! الصداقة رداء يحتاج اليه الانسان، لينعم عند ارتدائه بدفء خاص.. خيوطه تلك المشاعر الانسانية الصادقة، ود وحب وتعاضد وتعاون وبقاء، وغيرها مئات الاشياء، خيط على خيط، رداء في وجه الوحدة.. في وجه الأزمات.. وعند الضيق. رداء لا نختار نحن ان نلبسه، ولكننا بالتأكيد نختار ان نلبسه.. فهل نفكر ان نعطي في هذا الزمن - الذي يقف على عكازي (أنا وهات) - شيئا ذا قيمة.. سيقع - ان بقي - على هذه الأنا.. وعلى تلك المصلحة التي ستتكسر وستذوب حروفها كما يذوب الثلج تحت اشعة الشمس. ماذا لو صنعنا غيمة من القطن.. حجبنا بها قسوة الشمس فتخطينا بها ازمات الحياة.. لتظل قطعة الثلج على قيد الوجود.. نعم.. نحن من يصنع رداء الصداقة، ونحن من يربط خيوطه.. ونحن من يمزقه.. فهل نحاول ان نبدل ما نمتلك من رداء مرقع؟! @ فاصلة الا ما يبيك لا تصيح تبيه.. @@ زهراء الزاكي - الرياض