جاؤوكِ من أقصاكِ يا أضواءُ فلتصرخي في الليل أنْ قد جاؤوا ولتحقني في الأرض بعضَ دمائهم ثم اجرحيها.. كي تسيلَ سماءُ جاؤوكِ تعزفهم بدايتهم هنا .. وهناك خلف المنتهى الأصداءُ جاؤوكِ لا أقدامَ تكتب خطوَهم لكنَّ كرَّاسَ الدروبِ فضاءُ جاؤوكِ أضداداً لكل صغيرةٍ فكأنَّهم في المعجمِ (العُظَمَاءُ)! لا يصعب الإبحارُ إلا أبحروا أو تبعد الأشياءُ إلا شاؤوا لم يطرقوا في الغيمِ باباً موصداً إلا وعادوا في يديهم ماءُ هم هكذا.. نخلٌ جنوبيٌ.. متى هُزَّ الجنوبُ ولم يهلَّ عطاءُ؟! هم كلُّ ما صنع الصباحُ بزهرةٍ أنا بعضُ ما صنعوه حين أضاؤوا الآن أشرعُ بابَ ذاكرتي لهم كي يلتقي ألفَ الحكاية ياءُ ما زلتُ منذ المهد أذكر عزمَهم إذ قال: بسم الله يا علياءُ كانوا اخضراراً يهطلون على البياض إذا اشتكى ورقٌ، وجفَّ نداءُ كانوا إذا رفع الكتابُ أكفَّهُ حملوه حتى يُستجابَ دعاءُ لا ليلَ إلا مزقوه.. ولا يدٌ إلا الرفاق، وكلهم غرباءُ لا زاد إلا صبرُهم، وهناك أمٌّ.. زادُها سجادةٌ وبكاءُ للأمهات قفوا قليلاً.. أو كثيراً.. ليس بعد عطائهنَّ وفاءُ كان الظلامُ رداءكم.. حتى إذا سطع الهدى.. فإذا همُ الآباءُ الآن لا تقفوا قليلاً، خلِّدوا هاماتهِم ما دامتِ الأسماءُ •• ها هم بنو زمني، وها هو يومهم وأنا هنا، في راحتيَّ غناءُ سَكَبُوا على شفتيَّ شهدَ قلوبهم حتى إذا ما قلتُ، قيل: شفاءُ! وسكبتُ في عينيَّ ماءَ عيونهم لأقول ما قالت ليَ الزرقاءُ: يوماً.. خريفُ الوقتِ يطوي ظلَّهُ أما الربيعُ فكلُّها الأرجاءُ يوماً.. سيبتكرون أفقاً أرحباً.. حيث النجومُ جميعها جوزاءُ يوماً.. سيرتجلون دربًا أخضراً تُشتقُّ منه الفكرةُ الخضراءُ يوماً.. سيتقن فجرَهم وطنٌ وتحملُ شمسَهم راياتهُ الشمَّاءُ وكما استباح الليلُ شعلةَ نومهم يوماً ستشعل ليلَهم حواءُ! •• ها إنها جازان.. تحيا عرسَها.. ها أنت.. و لتحيا بك الصحراءُ.. ها هم.. وقد فردوا جناحاً أبيضاً.. ها في يديكَ سحابةٌ بيضاءُ عذراً سليلَ المجدِ هذا يومهم أنت الأمير.. وكلهم أمراءُ!