بنوايا الثورة والكشف عن المستور تكتب زينب حفني..وبهاجس الوصول الى القارئ العادي تكتب روايتها.. فهي لا تعول على النخبة المثقفة في التعايش مع تجربتها الروائية . وتظل تجربتها الروائية محرضة للكل وهي تلامس بجرأة مسلمات وقناعات تحتاج إلى مهارة روائية في الكشف عنها.. وفي هذا الحوار ل(اليوم) نرصد قناعات زينب حفني في الكتابة وبالتحديد في إصدارها الروائي الاخير (لم أعد أبكي) المسافة بين المتلقي والناقد @ مابين نساء تحت خط الاستواء ورواية (لم أعد أبكي) مسافة زمنية فهل هناك مسافة على المستوى الفني.. كيف تجدين التجربتين من خلال ردة الفعل لدى المتلقي والناقد؟ * لقد حرّكت في فكري ذكريات الماضي بسؤالك هذا. هناك بالفعل مسافة زمنية تصل إلى عدة سنوات تفصل بين مجموعتي القصصية (نساء عند خط الاستواء) وبين روايتي الأخيرة (لم أعد أبكي). لم تمر هذه السنوات هباء، فقد عشتُ خلالها حالة شد وجذب، وتعرضت لحملة شرسة، وتلقيتُ طعنات قاتلة في ظهري، وأحسست في لحظة من اللحظات بالضعف الآدمي الذي يمر به أي إنسان منا، إلى الحد الذي جعلني أفكر في أن ألقي بأوراقي وأقلامي وأبتعد عن عالم الحرف، لكن بقوة إرادتي، وتشبثي بحلمي، تجاوزت محنتي، ومسحت دمعي، وداويت جراحي، إلى أن وصلت إلى ما أطمح إليه، في تعزيز مكانتي كأديبة شمولية تكتب المقال الصحفي والقصة القصيرة والرواية والقصيدة النثرية كذلك. لم أحقق هذه المكانة على المستوى المحلي فقط وإنما تجاوزتها إلى المستوى العربي أيضا. وأتطلع لليوم الذي أصل فيه إلى العالمية، وقد تمت بالفعل ترجمة مقاطع من روايتي الأخيرة (لم أعد أبكي) إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. لذا أقولها اليوم وبكل ثقة، أنني نجحت في أن أكون في مقدمة الصفوف، وأن أضع بصمة مميزة لي في تاريخ الأدب النسائي السعودي. لدي قناعة راسخة بأن قارئ الأمس ليس بقارئ اليوم الذي أعتبره أكثر تفهما ونضجا، وهذا ما لمسته من ردود الأفعال على روايتي، من خلال الرسائل التي تصلني عبر بريدي الإلكتروني، حيث ان الكثيرين يرون ان مواجهة العيوب، وتعرية الحقائق، هي التي ستجعلنا قادرين مستقبلا على أن نسمو بمجتمعنا ونقضي على آفاته الضارة. سألتني عن النقاد!! للأسف إلى اليوم لم يتجرأ ناقد أدبي سعودي على تناول نتاجي الأدبي بجدية وعمق، لا أجد سوى نقد سطحي تنشره الصحف هنا وهناك. قلة من خارج النطاق المحلي نقدوني بموضوعية، ومن هؤلاء الناقد المغربي "محمد معتصم" وقد أعجبني تناوله للرواية وبيّن نقاط ضعفها وقوتها، ومن مقالته النقدية أقتطع هذه العبارة التي يقول فيها (..كتابة زينب حفني ليس فيها غلو، لذا لا تُعد من الكتابات النسوية، بل هي كتابة موضوعية تجاهد من أجل إيجاد مجتمع وإنسان سويين على مشارف الألفية الثالثة... تبقى الكتابة عندها دليلا على أن الحداثة في الكتابة، أو ما يُعرف بالتجريب، ليست رغبة بل هي ضرورة مشروطة بسياقات ثقافية وفكرية وسياسية واجتماعية، والحداثة ليست شكلا فحسب فقد تكون في المضمون، فالمواضيع التي تعد متجاوزة في بعض البلدان العربية والغربية، تبدو أساسية في بلدان أخرى، وبالتالي فالحداثة زمنية وتاريخية. طعنات في الظهر @ هل تسمين النقد الذي حدث لمجموعتك القصصية (عند خط الاستواء) طعنات في الظهر... وهل هذه هي رؤيتك للنقد... ثم عمل بتلك الجرأة ألم تكن لديك قدرة على التنبؤ بردة الفعل التي كانت؟ * من قال إنني من اللاتي يدرن وجوههن عن النقد البناء!! النقد الهادف يأخذ بيد الأديب، يريه المنزلقات الخطرة، ينبهه للمسالك المهلكة. لكن الذي جرى ليست له علاقة بالنقد من بعيد ولا من قريب!! ولو رجعت إلى الأرشيف الصحفي وقرأت ما كتب في تلك الآونة، لوجدت أنها كانت مجرد ردود أفعال غاضبة، سطحية المحتوى، وعبارات لإثارة الرأي العام ضدي، وألفاظ منمقة تتغنّى بقيم ومثل المجتمع، ووجوب احترام خصوصية مجتمعنا السعودي، كأننا مجتمع منزه عن الخطايا!! مع هذا كانت هناك فئة محدودة هبت للدفاع عني لإيمانها بأن إصلاح الإعطاب يبدأ بالمكاشفة ومواجهة الحقائق المتوارية. تسألني: ألم تتوقع ردة فعل قوية من المجتمع؟! أقول لك صراحة بأنك أحيانا تقدم على فعل جريء لغرض نبيل في نفسك، وتكون ثقتك كبيرة فيمن حولك، لكنك تُفاجأ بأن ما توقعته كان وهما، وما حلمت به كان سرابا، وأن تيار الأعراف والتقاليد يُصبح أشرس وأقسى من تواجهه بمفردك وهذا ما جرى معي. ومع هذا أؤكد لك اني غفرت لكل الذين أساءوا إلي، واستطعت التحرر من أضغاني تجاههم، وهذا ليس ضعفا في شخصيتي بل دليل قوة. وهنا أتذكر الرواية الإنسانية الجميلة (تلك العتمة الباهرة) للأديب الطاهر بن جلون الذي يقول على لسان بطلها: كم كان مرهقا أن أقضي وقتي منصرفا إلى تقطيع كل من تسببوا لي بشيء من الألم، بتحويلهم إلى أشلاء.. كان غرضي تجاوز فكرة الثأر حتّى لم أعد أجد أحدا ابغضه.. أصبحتُ رجلا حرا. العالمية @ هل ترجمة مقاطع من رواية (لم أعد أبكي) دليل على الوصول للعالمية؟ أنا لم أقل إنني وصلت للعالمية، بل قلت إنني أطمح إلى العالمية. وأعتقد ان أحلامنا حق مشروع لنا طالما أنها تعيش في وجداننا، نهدهدها في المهد حتّى تشبَّ عن الطوق وتمرح بحرية في رحاب أيامنا. طريق العالمية شائك وطويل، لكن ترجمة مقاطع من روايتي أعطتني بارقة أمل بأنني وضعت قدمي على بداية الطريق. احلم يا أخي الكريم، فكم هو جميل أن نبسط أحلامنا أمام الملأ لكي يشعر الآخرون بأننا نعيش في قلب الحياة وليس على هامشها. بين العناية والكشف @ هل كان رهانك في نجاح رواية (لم أعد أبكي) على كشف المستور في المجتمع بعيداً عن العناية الفنية بلغة السرد؟ * أولا أريد أن أؤكد ان روايتي لا تفتقد العناصر الفنية بل هي حاضرة فيها، والرواية الناجحة لا ينحصر نجاحها في الارتكاز على النواحي الجمالية الخارجية، وإهمال روح الرواية المتمثّل في شخوصها ودقة تصوير أحداثها. هناك العديد من الأدباء وظفوا قدراتهم اللغوية في مضامين رواياتهم وتحاشوا الاقتراب من المناطق الوعرة، والنتيجة خروج رواياتهم في قالب بارد وبقاؤها حبيسة الرفوف، لأن القارئ لم يعرها أدنى اهتمام!! هل تعرف ماذا كان رهاني على نجاح الرواية؟! أنني أخاطب القارئ العادي وليس النخبة المثقفة. نجاح روايتي يمكنني من إيجاد شخوص حيّة تتحرك على الورق، يسمع أنّاتها كل من يلاحق سطورها، ويتفاعل مع أحداثها. نجاح روايتي نابع من تمكني من إبراز جانب مظلم من واقعنا الاجتماعي يتم التستر عليه. الرواية الناجحة من وجهة نظري هي التي تحرر نفسها من عقدتي الذنب والخوف وتحلّق بحرية في فضاءات الإبداع، وتغوص بيدها دون تردد في تربة العلاقات الإنسانية. ودعني أكرر لك عبارة الأديب د.ه لورنس : (الرواية وحدها هي القادرة على تقديم الحياة بأكملها) علاقة مغلوطة @ هل من المعقول أن تنشأ على علاقة عاطفة قوية لدى غادة مع زيد وهو الذي مارس تحرشاته وهي طفلة؟ * هناك خيط رفيع بالكاد تبصره العين يفصل بين حالة الاعتياد وحالة الحب. قد تجرب شرب سيجارة بدافع الفضول لمعرفة طعمها، فتستسيغها وتكرر فعلتك مرارا، ثم تجد نفسك مع الوقت لا تستطيع التخلّص منها وتصبح جزءا أساسيا في حياتك. غادة كانت ضحية أم أهملتها بالغرق في أحزانها، وأب غاب عنها في دوامة الحياة، وكان زيد الوسيلة الحاضرة ليملأ هذا الفراغ. كبرت غادة على هذا العالم وعندما أدركت معانيه كان الوقت قد فات وأصبح زيد بالنسبة لها نوعا من الإدمان الغريزي. مشكلة الكثير من الناس أنهم يطلقون أحكامهم على ما يجري أمامهم من أخطاء بشرية بنظرة صارمة، مع النفس البشرية أعمق وأشمل من أن نحصرها في هذه الدائرة الضيقة، وفي الحياة نماذج عديدة لنفوس ضعيفة انساقت خلف رغباتها، وسقطت في بؤرة المحظورات حين وجدت نفسها تتسكع وحيدة في العراء. نموذج ملتبس @ غادة نموذج ملتبس فهناك قدر من الضبايبة في شخصيتها.. فهي برغم ثقافتها وطموحها الشخصي إلا أننا نجدها على المستوى النفسي مرتبكة وقلقة هل تعمدت وضعها في هذا النموذج الملتبس؟ * غريب أمرك أخي الكريم. أنت تنتمي لعالم الحرف وتعلم أن هناك الكثير من المواقف المزدوجة المعايير يقع المثقف في فخها، خاصة فيما يخص الجانب الشخصي من حياته!! فهو من خلال كتاباته يتطلع إلى إيجاد مدن فاضلة، لكنه على الجانب الآخر قد تنزلق قدماه في مسالك وعرة دون أن يدري. غادة في نهاية الأمر كائن بشري يجري عليه ما يجرى على كافة البشر، وأعتقد ان في أعماق كل منا عقدة ما، قد ترقد في مكانها إلى نهاية العمر، وقد تظهر على الملأ إذا تكالبت الظروف ودفعتها إلى السطح لتلهو بحرية دون أن تملك النفس قدرة السيطرة عليها أو وضع حد لجموحها. @ ألا تعتقدين أن العمل الروائي العميق لا ينهض بالاتكاء على السرد التقريري وأسلوب الوعظ الذي كان حاضرا في رواية (لم أعد أبكي)؟ * لا أعرف كيف حكمت على روايتي بأنها اتكأت على أسلوب الوعظ؟! إذا كنتَ تقصد رسالة الدكتور طلال السعدي، فهي رسالة اعتراف من رجل مهزوم عاش الازدواجية في أعماقه وأضطر للهرب بعيدا حين وجد نفسه في محك صعب. أتدري ماذا يقول "هنري جيمس" أول ناقد روائي في الأدب الإنجليزي؟! يقول (الرواية الجيدة هي التي تتسم بالحياة، والرواية الرديئة هي التي لا تتسم بالحياة) . أنا أؤمن بأن الفن للحياة، وأن الرواية في الأصل ما هي إلا عملية لا أخلاقية، أتدري لماذا؟! لأنك تقوم بثورة على الواقع وتفضح بقلمك كل الحقائق المتوارية خلف الأستار، من خلال الغوص في أعماق النفس البشرية بكل ما فيها من متناقضات. إدانة للمثقف @ نموذج طلال هل تعتقدين أنه إدانة للمثقف السعودي الذي يتعامل مع واقع المرأة كشعارات براقة ولكن عند التطبيق يتحول لذلك الرجل الشرقي ويتساوى مع غيره من الرجال؟ * بل هي إدانة للمثقف العربي في كل مكان، فهناك صراعات تدور في داخله، بين ما ينادي به في كتاباته التحررية، وبين نظرته الدفينة للمرأة، وعند أول منازلة حقيقية تخفت هذه النبرة الحضارية وتطفو على السطح عقدته الذكورية، وهذا يعود إلى جذوره التربوية التي نشأ عليها في مجتمع ضخّم الأنا في داخله، فهو ظاهريا ينبهر بالمرأة المثقفة، الواعية، التي تشاركه تطلعاته، وتناقشه في طروحاته، وتُوقد فكره، لكنه في داخله يتهيّب منها كونها امرأة اعتادت مثله التنقيب عن الحقيقة تحت وهج الشمس!! لذا حين يقرر الزواج يبحث عن أخرى مغايرة عنها، امرأة يكون الرقم الأوحد في حياتها وتستعذب التبعية له. الموت في الرواية @ كثرة حالات الموت في الرواية هل هي برغبة التخلص منهم لأنهم أصبحوا عبئاً على الرواية؟ * لا تظن ان الروائي يملك القدرة الكاملة على التخلّص من أبطال روايته، أتدري لماذا؟! لأنهم سكنوا في مساحة فكره ليالي طويلة. إن مهمة الروائي الأساسية تنحصر في ايجاد أبطال روايته ثم تركهم لمصائرهم، هم وحدهم الذين يقررون البقاء أو الموت حسب الظروف التي يمرون بها في حياتهم. ألا نحس جميعنا في كثير من الأحيان بأن هناك يدا خفية تقودنا دون أن ندري إلى اتخاذ مواقف لم تخطر على بالنا، ولم نخطط لها يوما!! إذن ما وجه الغرابة إذا أختار أبطال روايتي نوعية نهاياتهم حتّى ولو كانت مأساوية! الناقد السعودي @ ما تفسيرك لإحجام الناقد السعودي عن تناول الرواية نقديا.. بينما يأتي النقد من الناقد العربي؟ * للأسف معظم النقاد السعوديين ولا أقول جميعهم، ترحل أقلامهم بعيدا خارج أسوار الوطن، ويغمسون مداد أقلامهم للتحدّث عن الإبداعات العربية، ويدلون برأيهم في الجديد بالآداب الغربية، كأن الانشغال بهذا العالم سيرفع من قامتهم الأدبية ويُرسّخ أقدامهم في المحافل العربية والدولية!! دور الناقد الحقيقي يبدأ بالاهتمام بنتاج الأدباء الواعدين في مجتمعه من الشباب من الجنسين، ونقد نتاجهم بموضوعية، وتحديد موقعهم على خريطة الأدب حتّى يصبح لدينا في المستقبل أدب راسخ نتباهى به أمام الأمم. بخصوص نتاجي الأدبي!! أعتقد أن انصراف النقاد عن نتاجي الأدبي، يعود إلى خشيتهم من التطرق لهذا النوع من الأدب حتّى لا يقعوا في صدام مع شرائح المجتمع. لقد قرأت ان أشهر كاتبة في الصين مُنعت رواياتها من التداول داخل الصين بحجة أن جميعها تتحدث عن قاع المجتمع الصيني، فكيف الحال إذن بمجتمعاتنا العربية التي ما زال هذا النوع من الأدب موضع جدل في الأوساط الثقافية!! وهو ما يجعلني أبرر للنقاد السعوديين موقفهم الصامت تجاه نتاجي الأدبي. المبدعة السعودية @ إلى متى والمبدعة السعودية تمارس تكريس نموذج الرجل الشرقي الغرائزي وفي المقابل تقديم المرأة في صورة الضحية؟ * معروف عني أنني كاتبة معتدلة في نظرتها للرجل، وهذا الجانب يبرز في الكثير من قصصي سواء في مجموعتي القصصية (نساء عند خط الاستواء)، أو مجموعتي (هناك أشياء تغيب) أو حتّى في روايتي (لم أعد أبكي( . أما إذا كنتَ تعني بسؤالك أدب المرأة السعودية بصفة عامة، فأعتقد أن مشكلة الأديبة السعودية تنحصر في تحاشيها السقوط في قبضة المجتمع حتّى لا تتهم بأنها امرأة تدعو إلى التحرر والانفلات الأخلاقي، مما يجعل قلمها يرجف وهي تُسطّر إبداعها، فهي تكتب على الورق بعين واحدة، والعين الأخرى تُراقب بها ردود أفعال مجتمعها، وهو ما يجعل كتاباتها تئن بالنظرة المنكسرة السلبية وتصوير المرأة كفريسة مستباحة من الرجل دوما. لكن هذا لا ينفي وجود أديبات سعوديات وإن كنَّ قلة، استطعن كسر هذا الحاجز الوهمي وتناولن القضية الشائكة في علاقة الرجل بالمرأة بنظرة موضوعية لا مبالغة فيها، وجرأة لا هوادة فيها. المصادفة @ بينما كان زيد يمثل صورة الرجل الآخر الذي يستغل طفولة غادة... نجد طلال السعدي يمارس نفس الاستغلال مع الخادمة الأفريقية.. هذا الترميز هل جاء من باب المصادفة؟ * لم أتعمّد وضع مقارنة بين هاتين الواقعتين، بل أردت التركيز على التجربتين اللتين مر بهما طلال، علاقته الأولى بالخادمة الأفريقية، وعلاقته الأخرى بغادة، أردت إظهار مدى استغلال طلال لعواطف كل من زبيبة وغادة على الرغم من التفاوت الطبقي بين المرأتين!! هناك رسالة متعمدة، أن المرأة تظل امرأة مهما كان موقعها على خريطة المجتمع!! التحولات السريعة التحولات السريعة لشخصية سلوى غير منطقية سواء على مستوى الزمن أو الحدث.. هذا يمنحنا شعورا بأن الشخصية لم تُكتب بعناية؟ لقد تحاشيت في روايتي التطرق إلى تفاصيل روتينية حتّى لا يمل القارئ من متابعة الأحداث. من وجهة نظري، أعتقد أنني وفيت (غادة) حقها من خلال التوغّل في كل ظروف حياتها بدءا من نشأتها إلى اللحظات المتفائلة الأخيرة التي رن فيها جرس الهاتف.