استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس وفدا فلسطينيا رفيع المستوى بهدف إجراء مباحثات تتناول العلاقات السورية-الفلسطينية وآخر مستجدات الاوضاع على الساحة العربية والساحة الفلسطينية بشكل خاص. وتأتي زيارة الوفد الذي يضم رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة أحمد قريع (أبو علاء) ونبيل شعث وزير خارجية السلطة الفلسطينية لاجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين تتناول سبل تحسين العلاقات السورية-الفلسطينية في ضوء المتغيرات الاقليمية الحالية الهادفة لتعزيز الموقف العربي في ظل المساعي الدولية الحالية الهادفة لاعادة إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وتسعى القيادة الفلسطينية الجديدة عبر هذه الزيارة إلى وضع حد لعقدين من التوتر في العلاقات بين الطرفين وفتح صفحة جديدة مع سوريا. ومن المقرر أن يلتقي عباس خلال الزيارة مع عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق. وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة سامي أبو زهري: إن عباس سيجتمع مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، حيث ستتناول المباحثات الحوار بين الفصائل والقيادة المشتركة وصيغة مشتركة لمنظمة التحرير الفلسطينية تضم كل الفصائل. ومن دمشق سيتوجه الوفد الفلسطيني - الذي يضم أيضا رئيس الوزراء أحمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث- إلى بيروت في زيارة هي الأولى أيضا على هذا المستوى منذ سنوات يلتقي خلالها القيادة اللبنانية لبحث مجمل العلاقات الفلسطينية -اللبنانية والتركيز خصوصا على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) قبيل وصول الوفد: إن المباحثات التي سيجريها في دمشق ستتناول تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعم الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات. ومن المقرر أيضا أن يجتمع الوفد الفلسطيني وهو أعلى وفد رسمي يزور دمشق منذ أكثر من عقدين مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ورئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي العطري خلال زيارته التي تستغرق يومين. وتهدف الزيارة، التي تأتي في إطار جولة عربية شملت القاهرة والاردن وستشمل لبنان بشكل رئيسي لشرح الاوضاع وتبادل وجهات النظر في القضايا السياسية وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الاوسط وليس البحث في قضايا ذات طبيعة ثنائية تقتضيها الظروف الحالية. وكانت العلاقات السورية الفلسطينية قد تدهورت عقب التوقيع على اتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 حيث اتهمت سوريا منظمة التحرير باتخاذ موقف انفرادي عوضا عن التوصل إلى اتفاق سلام يشمل كل دول الجوار الامر الذي أضعف الصف العربي الموحد. وكان عباس زار سوريا عام 2001 بوصفه وزيرا للمالية.