جرى تبادل كثيف لاطلاق النار امام القصر الرئاسي في العاصمة الهايتية حيث كان وزير الخارجية الاميركي كولن باول يجري محادثات صباح الاربعاء (بالتوقيت المحلي) مع رئيس الوزراء جيرار لا تورتو، حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وقالت مصادر طبية ان ثمانية اشخاص بينهم طالبان وطبيب، جرحوا بالرصاص في تبادل اطلاق النار. ومع ان تبادل اطلاق النار جرى بعيد هبوط مروحية باول في مقر الرئاسة، لم يكن الوزير الاميركي او الوفد المرافق له معرضا للخطر في اي وقت. وقال صحافي فرانس برس ان مجموعة تضم حوالى 15 من انصار الرئيس المخلوع جان برتران اريستيد في آلية للنقل العام اطلقوا النار بينما كانوا على بعد حوالى مئة متر عن ابواب مقر الرئاسة. ورد جنود اردنيون عاملون في بعثة احلال الاستقرار في هايتي التابعة للامم المتحدة، على اطلاق النار بالمثل. واكد باول انه يعود الى جنود حفظ السلام الرد بقوة على الرجال المسلحين مثل الذين اطلقوا النار صباح اليوم، داعيا الى استكمال انشاء القوة التي تضم حاليا نصف العدد الذي تقرر عند تأسيسها، وهو 6700 رجل. وشدد باول على ضرورة نزع الاسلحة وازالة الاسلحة المكدسة في الشوارع. ونفى ردا على سؤال احتمال ارسال وحدات من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الى هايتي. ورأى وزير العدل الهايتي بيرنار غوس وقائد الشرطة ليون شارل ان هذه العملية من جانب مؤيدي اريستيد تهدف الى الاستفادة الى ابعد حد من وجود وسائل الاعلام الدولية بمناسبة زيارة باول. وعرضت محطات التلفزيون الاميركية لقطات لعسكريين منبطحين وراء آليات او يطلقون النار باتجاه ساحة قرب القصر الوطني مقر الرئاسة المحاط بأسوار. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم ايريلي ان باول تمكن من مواصلة برنامج زيارته بدون انقطاع. واضاف ان باول ومحادثيه سمعوا اطلاق النار لكن هذا لم يؤثر على عملهم. لكنه اوضح انهم انتقلوا الى غرفة اخرى في القصر نفسه لاسباب امنية لمواصلة المحادثات. وبعد تبادل اطلاق النار الكثيف، سمع الصحافيون الموجودون في القصر اطلاق نار متقطع لمدة نصف الساعة تقريبا قبل ان يتوقف تماما. وقال المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة داميان كاردونا ان جنود حفظ السلام طوقوا الحي. وقد اجرى باول محادثات مع الرئيس الهايتي المؤقت بونيفاس الكسندر ومسؤولين في القطاع الخاص والمجتمع المدني، اكد لهم دعم الولاياتالمتحدة لاحياء الاقتصاد في هايتي. وقال الوزير الاميركي ندرك ان نجاح الديموقراطية مرهون بتأمين فرص اقتصادية للهايتيين، موضحا انه اكد للمسؤولين في هايتي التزام الولاياتالمتحدة باعادة الاعمار في هذا البلد. كما زار باول مركزا للعناية بمرضى الايدز تموله الولاياتالمتحدة في العاصمة الهايتية بمناسبة اليوم العالمي للايدز. وتأتي هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها باول الى هايتي منذ رحيل اريستيد في 29 شباط/فبراير بينما تشهد البلاد اعمال عنف متفرقة اسفرت عن سقوط 150 قتيلا في الشهرين الاخيرين حسبما ذكرت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وتواجه قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي يقودها جنرال برازيلي انتقادات متزايدة من الاوساط السياسية الهايتية والسكان الذين يشعرون بالاستياء من تصاعد اعمال العنف.