شن زعيم هايتي الجديد هجوما دبلوماسيا على جاميكا لسماحها للرئيس المخلوع جان برتران أرستيد بزيارتها في حين تعرضت القوات الامريكية والفرنسية لهجوم جديد من جانب مسلحين. وقال رئيس وزراء هايتي جيرار لاتورتي الذي أدى اليمين أمس الاول ان عودة أرستيد المزمعة للكاريبي أججت بالفعل التوترات وأن قرار جاميكا بالسماح لارستيد بزيارتها هذا الاسبوع "عمل غير ودي"، معلنا أنه قد يتوجه الى جاميكا في مطلع الاسبوع سعيا للتوصل لاتفاق مع رئيس وزرائها برسيفال باترسون للحد من بقاء أرستيد. وأبلغ لاتورتي الصحفيين "منذ أن علم أن ارستيد سيزور جاميكا لاحظنا زيادة في التوترات في بور أو برنس" ،معربا عن اعتراضاته في الوقت الذي أعلنت فيه قوات مشاة البحرية الامريكية عن تجدد المعارك في مدينة يشعر فيها كثيرون بغضب لرحيل أرستيد كما تعرضت القوات الفرنسية لهجوم أيضا. وخاضت قوات مشاة البحرية الامريكية التي تقود قوة سلام دولية مؤلفة من 2550 جنديا نحو ست معارك وقتلت أربعة أشخاص منذ وصولها بعد ساعات من فرار أرستيد الى المنفى في 29 فبراير. ومن المتوقع أن يصل أرستيد الى جاميكا يوم بعد غد الثلاثاء في زيارة قالت جاميكا أصلا انها قد تستمر عشرة أسابيع ، ومن غير المتوقع أن يطلب حق اللجوء السياسي. ميدانيا ذكر مسؤول في شرطة الحدود بجمهورية الدومينيكان امس أن متمردين من هايتي قاموا باحتجاز 30 رهينة من جمهورية الدومينيكان وطالبوا مقابل اطلاق سراحهم بالافراج عن عدد من الهايتيين الذين اعتقلهم جيش جمهورية الدومينيكان أمس الاول . وقال الكولونيل رامون جارسيا قائد قوات حرس الحدود في منطقة داجابون بالدومينيكان أن 30 شخصا احتجزوا كرهائن في مدينة اوانامينث الحدودية. ويسيطر المتمردون الهايتيون منذ شهر فبراير الماضي على اوانامينث الواقعة في القطاع الشمالي من الحدود بين هايتي وجمهورية الدومينيكان. الى ذلك اعلن مصدر رسمي في بانغي ان وفدا برئاسة رئيس الوزراء الجامايكي برسيفال باترسون سيصل اليوم الى بانغي لمرافقة الرئيس الهايتي المخلوع جان برتران اريستيد الى جامايكا في الايام المقبلة. وقال الوزير المنتدب للشؤون الخارجية في افريقيا الوسطى غي موسكيت ان "وفدا برئاسة رئيس الوزراء الجامايكي وعضوية شخصيات ديموقراطية امريكية واعضاء من بلاك كوكاس (مجموعة النواب السود الامريكيين) سيصل اليوم الى جامايكا". واضاف: سيأتون، كما اعلن رسميا، لمرافقة اريستيد حتى يجتمع بأبنتيه في جامايكا، معتبرا ان "من الارجح" ان يغادر الرئيس الهايتي المخلوع معهما في الايام المقبلة، لكنه رفض ان يتكهن بالقرار الذي سيتخذه اريستيد. واوضح الوزير ان اريستيد سيدعى بعد ذلك الى مغادرة المنطقة بعد بضعة اسابيع. وقال مصدر دبلوماسي غربي في بور او برنس ان اريستيد وزوجته تلقيا دعوة من باترسون للمجيء الى جامايكا. وهذه الزيارة التي ستمكنهما من الاجتماع بابنتيهما اللتين تعيشان في الولاياتالمتحدة لن تستمر اكثر من عشرة اسابيع. وقد دعت الولاياتالمتحدةجامايكا الى ان تحيط هذه الزيارة بطابع خاص والى الا تتيح لاريستيد بأن يستخدمها لاستئناف نشاطه السياسي. بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر "ابلغتنا الحكومة الجامايكية ان الدعوة التي وجهت الى الرئيس السابق اريستيد ستكون زيارة مؤقتة لاسباب عائلية". وكان باترسون الرئيس الحالي لمجموعة دول الكاراييب طالب مطلع مارس باجراء تحقيق مستقل حول ظروف تنحي اريستيد الذي يؤكد انه كان ضحية "انقلاب" و"عملية خطف" نظمتها واشنطن.