في محاولة لانقاذ حكومته الآيلة للسقوط قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون عرضا غير نهائي لحزب العمل المعارض الرئيسي للانضمام إلى ائتلافه الحاكم ذكرت ذلك صحيفة (هاآرتس) امس نقلا عن مسؤولين في حزب العمل ويحاول شارون إنقاذ ائتلاف حكومته الذي أوشك على التفكك حيث هدد حزب شينوي العلماني الشريك الرئيسي في الائتلاف الحكومي بالتصويت ضد الموازنة اليوم الاربعاء احتجاجا على تحويل مخصصات مالية إلى المؤسسات الدينية المتشددة مقابل الحصول على دعم الاحزاب الدينية فيما هدد رئيس الوزراء باقالتهم إذا ما أقدموا على هذه الخطوة.. وكان شارون قد افلت بالكاد ليل الاثنين الثلاثاء من ثلاثة اقتراعات برلمانية على حجب الثقة تقدمت بها احزاب يسارية ودينية معارضة بسبب زيادة الفقر في اسرائيل. ولم تنجح الاقتراعات على الثقة بالائتلاف الهش لان احزابا صغيرة ممن يوصفون بالحمائم تعهدت بالا تشارك في اسقاط شارون قائلة ان خطته للانسحاب من غزة لها الاولوية على كل شيء. وتخطى شارون الاقتراع الاول بحجب الثقة بأغلبية 46 صوتا ضد 45 في حين خسر الاقتراع الثاني بأغلبية 51 ضد 49 صوتا وفي الاقتراع الثالث بأغلبية 50 ضد 47 صوتا لكن لم تصل عدد الاصوات المؤيدة لحجب الثقة الى الحد الادنى المطلوب للاطاحة به وهو 61 صوتا. وقالت الاحزاب التي دعمت اقتراعات الثقة ان الفقر انتشر في اسرائيل بسبب اصلاحات السوق الحرة وخفض مخصصات القطاع العام التي يتبناها وزير المالية بنيامين نتنياهو. لكن أزمة الائتلاف ازدادت حدة بعدما هدد الشريك الرئيسي لشارون وهو حزب شينوي اليميني العلماني بالانسحاب من الائتلاف بسبب وعده بتقديم اموال لفصيل متدين في مقابل اصواته اللازمة لتمرير ميزانية عام 2005. وتحددت اول قراءة للميزانية اليوم الاربعاء. واذا لم يتم تمريرها بحلول 31 مارس القادم فان شارون سوف يسقط وتجرى انتخابات مما يؤخر خطة الانسحاب من غزة الى أجل غير معلوم. وطبقا لما ذكره راديو إسرائيل فإن شارون بدأ مفاوضات أولية مع حزب العمل مساء الاثنين ولكن اختبار شارون الحقيقي سيكون اليوم الاربعاء عند القراءة الاولى لمشروع اقرار الموازنة في البرلمان. وهدد شارون بإقالة أي وزير لا يدلي بصوته في صالح إقرار الميزانية عند عرضها على الكنيست. ورغم أن راديو إسرائيل نقل عن مسؤولين في مكتب شارون قولهم إ نهم يأملون في أن يؤيد نواب شينوي الموازنة قال وزير الداخلية افرام بوراز أحد زعماء الحزب إنه لن يستمر في عمله كوزير خلال الثمانية وأربعين ساعة المقبلة. وقال بوراز في وقت لاحق لراديو إسرائيل إن الحزب سيصوت ضد الموازنة في حالة إصرار شارون على تحويل المخصصات المالية إلى الاحزاب الدينية.