اختلفت آرائهم كل حسب ميوله وعمق وجهات نظره وفلسفته في الحياة. قال أحدهم: الحياة كدح وتعب. وقال آخر: الحياة جسر للآخرة ... ولكن هناك رأي بقي في رأسي منذ عشر سنوات وقد كان جواباً مميزاً وهو "أن الحياة هي لحظة الشعور" . يقول الممثل العالمي عمر الشريف في مجلة " هالو": الندم؟ لماذا ينبغي أن يندم المرء على شيء؟ لقد مسحت الماضي والمستقبل من رأسي، وأعيش فقط للحاضر. لو سئلت: ما أسعد لحظات حياتك؟ ينبغي أن تكون إجابتك الوقت الحالي لأن الماضي ذكرى والمستقبل غيب لم يأت. قام باحثون بدراسة طويلة المدى على سكان شمال كاليفورنيا، وأجروا مقابلات متعددة مع الأفراد عن موضوع الدراسة على مدى ثلاثة عقود، وعندما سئلوا عن الفترة التي يعدونها الأكثر سعادة في حياتهم، اجاب ثمانية من بين عشرة: "الوقت الحالي" . لتعش لحظات حياتك بسعادة فكر وتصرف بمرح، وكلما تدربت أن تكون مرحاً زادت نسبة سعادتك كل يوم. كتب أحد أشهر علماء النفس الذين أنجبتهم أمريكا، البروفسور " وليم جايمس" ما يلي: يبدو أن الفعل يلي الشعور، وفي الواقع الفعل والشعور يسيران معا، ومن خلال تعديل الفعل الذي هو ضمن سيطرة الإرادة أكثر، نستطيع أن نعدل الشعور بشكل غير مباشر. يقول المؤلف الكبير دايل كازنيجي: إن الممر الطوعي إلى الفرح، إذا فقدنا فرحنا التلقائي هو أن نتحدث وكأننا فرحين مسبقا. فإن لم يستطع هذا التصرف أن يجعلنا نشعر بالفرح، لن يستطيع أي شيء أن يجعلنا كذلك حينئذ. لكي تشعر بالسعادة تصرف كأنك سعيد، استخدام إرادتك كلها في سبيل ذلك. التصرف بمرح وسرور لا ينعكس على شعورك فقط بل حتى على من حولك. فإذا وجدت أن جو الجلسة يسوده الكآبة والفتور أكسر الجمود بافتعال المرح وسيسود المرح تلقائيا. يقول أحدهم كنت مرة في اجتماع مجلس إدارة يرأسه أحد أقوى المديرين وكان طاغياً مستبداً يبعث الخوف في الجميع فراح يصب جام غضبه حتى لهفوات بسيطة. وبدا أنه مستمتعاً بقدرته على تخويف الآخرين وإخضاعهم وحين جاء دوري صائحا: وأنت ماذا تعمل؟ قلت: هل تعني الآن، أم هذا المساء، أم في بقية حياتي؟ وتلت لحظة سكوت اتسعت فيها عيون الحاضرين وهم يراقبون مشدوهين وإذ بالمدير يلقي برأسه إلى الوراء وينفجر ضاحكاً. وسرت عدوى الضحك في الآخرين أيضا: وهكذا كسر الظرف حدة التوتر الذي ساد جواً ضاغطاً. لتنعم بحياة سعيدة، وإليك بهذه القاعدة: "عش لحظات حياتك بسعادة، وانظر إلى الجانب المرح في الحياة" . @@ فؤاد أحمد البراهيم معيد بكلية التربية جامعة الملك فيصل