لاأدري ان كان بوش الابن قرأ ماكتبته الزميلة هيفاء المشاري قبل أسبوعين تحت عنوان : (لو كنت مستشارة بوش).. ونكاية بالكاتبة فانه قام بتعيين كوندا ليزا رايس وزيرة للخارجية الأمريكية ربما عنادا لهيفاء وكلامها عنها.. وقد جاءت مقالة الزميلة متزامنة مع قرار التعيين فطرحت ظني.. رغم أن بعض الظن اثم.. ويبدو أن التعيين لم يأت من فراغ.. فرايس شغلت منصبا حساسا لايستهان به في الادارة الأمريكية (مستشارة الأمن القومي الأمريكي).. وهذا يعني أن بوش لم يستطع أن ( يشك خيط في ابرة) ان جاز القول الا بعد الرجوع الى رايس والحصول على استشارتها (النافذة المفعول). وأظن أن رايس سوف تحمل بعد تعيينها في هذه الوظيفة التي كان يشغلها كولن باول ملفات ثقيلة وساخنة للغاية.. لاسيما ذلك الملف الخاص باعادة علاقات بلادها بمجموعة الدول الأوروبية الى سابق عهدها.. وكانت تلك العلاقات قد تصدعت جدرانها بعد اتخاذ بوش قراره الأحادي بغزو العراق.. ثم هناك ملف لايقل سخونة عن الأول يتعلق بقضية كوريا الشمالية وكيفية بناء جسور من الحوار بين الكوريتين.. وهو مالم يتمكن باول من انجازه.. ثم هناك ملف ساخن ثالث يتعلق باقناع ايران بالعدول عن مشروع تخصيبها لليورانيوم.. وملف رابع ساخن يتعلق بالأزمة العراقية وكيف يمكن خروج بلادها من بغداد محتفظة بماء الوجه.. رغم أن رايس كانت واحدة من الداعمين لفكرة غزو العراق. ثمة ملفات أخرى خطيرة تنتظر رايس كملف الشرق الأوسط والأزمة الفلسطينية بعد رحيل (الختيار).. رغم أن أفكار رايس ومواقفها ترنو الى التشدد والتعصب والانصياع الأعمى لاسرائيل.. فكيف يمكن أن تتعامل رايس مع تلك الملفات مجتمعة.. هل يمكنها أن تحقق مافشل أو عجز باول عن تحقيقه؟