منذ دورة الخليج الرابعة عشرة المنامة 1998 وجماهير المنطقة تنتظر حتى آخر لحظة لتعرف مصير البث التليفزيوني لمباريات الدورة، بعد أن دخل العرس الخليجي عالم شراء الحقوق التليفزيونية، في محاولة من الشركات المعنية لاستغلال ثراء دول المنطقة وقدرتها على دفع المبالغ التي تدفعها للشركات صاحبة الحقوق إرضاء لمشاهديها الذين تمثل دورة الخليج بالنسبة لهم قيمة استثنائية. وبرغم أنه لم يعد يفصلنا عن الدورة سوى أيام معدودة إلا أن الموقف لا يزال غامضاً ولا يبدو منه سوى شراء قناة الجزيرة الرياضية لحقوق البث وأن قناة دبي الرياضية بادرت إلى التنسيق مع الجزيرة الرياضية لنقل فعاليات البطولات الأربع كرة قدم وسلة وطائرة ويد في خليجي 17 . وسبب ضبابية الموقف أن قناة الجزيرة الرياضية لم تضع معايير محددة للتعامل مع كل القنوات التليفزيونية بالمنطقة، فهناك سعر خاص للقنوات الحكومية وسعر خاص للقنوات الخاصة وسعر رمزي للتليفزيون اليمنيفف وبث مجان للتليفزيون العراقي. مما دفع القنوات التليفزيونية الخليجية للتنسيق فيما بينها لمواجهة هذا الموقف لاسيما أن السعر الذي عرضته الجزيرة الرياضية يوازي ضعف ما دفعته هذه القنوات لنقل مباريات خليجي 16 بالكويت والذي اشتمل على 26 مباراة مقابل 16 مباراة فقط في خليجي 17 ناهيك عن أن نصف عدد الدول المشاركة سيغادر الدورة بعد خمسة أيام فقط لإفساح المجال أمام المنتخبات الأربعة الأخرى لاستكمال مشوارها في المربع الذهبي! وتحاول القنوات التليفزيونية بالمنطقة استثمار انضمام الجزيرة الرياضية لاتحاد الإذاعات العربية، بتفويض اتحاد الإذاعات بالتوصل إلى اتفاق مع الجزيرة الرياضية يرضي كل الأطراف ويؤمن نقل المباريات لكل جماهير المنطقة. وكم كنا نتمنى أن يتوصل اجتماع امناء سر الاتحادات الخليجية الذي عقد بالدوحة أوائل العام الحالي إلى قرار يحدد سقفاً مالياً مقبولاً نظير نقل مباريات دورة الخليج وليكن 400 ألف دولار للنقل الفضائي بدلاً من الاكتفاء بتوصيته بتحديد سعر رمزي لنقل المباريات أرضياً، حيث لم يعد للنقل الأرضي قيمة ملموسة من دول المنطقة، كما أن البث الأرضي لا يعد وسيلة جذب للشركات الإعلانية، فالمهم هو النقل الفضائي الشغل الشاغل لكل دورة خليج في السنوات الأخيرة. توحيد المواقف هو الوسيلة المثلى لتحديد سعر مقبول لنقل مباريات دورة الخليج. الحرص على استمرار التواصل بين دورة الخليج والجماهير يجب أن يكون له الأولوية عند مناقشة مسألة النقل التليفزيوني للدورة. نقل مباريات الدورة عن طريق فريق التصوير الذي نقل نهائيات بطولة أمم أوروبا بالبرتغال لا يعد مبرراً كافياً لمضاعفة أسعار خليجي 17 مقارنة بأسعار خليجي 16 بالكويت. *الاتحاد الاماراتية