شدني خبر الفاجعة التي ألمت بأسر أربع فتيات في عمر الزهور في احدى مدن الألعاب بالمنطقة الشرقية , وهي ليست الأولى من نوعها بما يدفعني لتسمية تلك المدن بمدن الموت لا الألعاب , ويبدو أن الوقت قد حان الآن قبل أن تحصد تلك الآلات المهترئة التي أكل الدهر عليها وشرب مزيدا من أطفالنا لوضع حد رادع لهذا التهاون والاستهتار بأرواح البشر من قبل أصحاب تلك المدن الذين يبدو أن حرصهم الأول والأخير ينحصر فقط في تحقيق مزيد من الأرباح حتى وان كان ذلك على حساب أرواح الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن حظهم العاثر قادهم الى تلك المدن ( القاتلة ) ان جاز الوصف. لا يكفي التشهير بتلك المدينة, ولا يكفي غلقها لفترة من الزمن , ولا يكفي احالة صاحبها للتحقيق , بل لابد من تحديد جهة حكومية تكون مسؤولة مباشرة عن سلامة وجاهزية وصلاحية آليات تلك المدن للعمل , وضرورة تجديدها بشكل دوري , وصيانتها يوميا , ولابد من توافر عقوبات رادعة لكل مدينة مخالفة , فحياة الانسان أثمن بكثير من أخطاء أولئك المستهينين بها. تلك المدن أنشئت للترفيه عن أطفالنا وتسليتهم وادخال البهجة والفرح والسرور الى نفوسهم , ولم تنشأ لقتلهم , صحيح أننا نؤمن بقضاء الله وقدره ولكننا نؤمن في الوقت نفسه بالمقولة الصائبة : (اعقلها وتوكل) فصيانة ألعاب تلك المدن مفقودة تماما , والاهمال من العمالة الوافدة فيها واضح, وأوضاعها بحاجة الى اعادة نظر وغربلة.. وفي الختام أنادي بمحاسبة المتسببين عن تلك الكارثة وعقابهم بما يتناسب مع حجم ما ارتكبوه من جرم.. وليكن هذا العقاب رادعا لمن تسول له نفسه التلاعب بأرواح فلذات أكبادنا واسترخاصها.