أكد خبراء ألمان أن الطاقة المتولدة عن الرياح والشمس تعتبر من أهم مصادر الطاقة المتجددة حيث يتم بواسطة مراوح كبيرة تحويل طاقة الرياح إلى كهرباء تفي بحاجة الإنارة والاستخدامات المنزلية خاصة فى المناطق النائية. وقال هيربرت غرونفولد الرئيس التنفيذي لمؤسسة صصدورنيير كونسلت''، ان حجم إنتاج قطاع طاقة الرياح بلغ نحو ثلاثة مليارات ونصف المليار يورو ويعمل به حوالي 35 ألف شخص. وأشار إلى أنه من المقرر أن يتم في المستقبل التوسع في هذا المجال بنصب المراوح الهوائية في البحر، موضحا أنه تم حتى الآن منح ترخيص لتنفيذ المراحل التجريبية لمشروعين. وقال إن هناك خططا لبناء نحو 30 منشأة تضم عدة آلاف من الأبراج الهوائية المنصوبة أمام السواحل الألمانية في بحري الشمال والبلطيق مشيرا إلى أنها من المشروعات المختلف عليها بسبب تشويهها للمنظر الطبيعي شأنها في ذلك شأن الأبراج المنصوبة على اليابسة. وحسب معلومات "الاتحاد العام الألماني لطاقة الرياح" يوجد اليوم في ألمانيا حوالي 14 ألفا و300 مروحة هوائية لتوليد الطاقة بواسطة الرياح. وبذلك تحتل المرتبة الأولى في العالم تليها أسبانيا فالولايات المتحدة. وقال بيتر منشه، مدير مؤسسة "جي تي زد" الألمانية في أبوظبي إن لدى مؤسسته بالتعاون مع "دورنيير كونسلت" تصورا لإقامة المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بقوة الرياح في إمارة أبوظبي لتبدو مثل أية مدينة في ألمانيا أو هولندا في مجال توفير الطاقة من مصادرها المتجددة دون تلوث للبيئة الطبيعية. وعرض منشه مخططا تصويريا للشكل الذي قد تكون عليه محطات الطاقة الهوائية في إمارة أبوظبي في المستقبل القريب. من ناحيته قال هرمان شير، رئيس الجمعية الأوروبية للطاقات المتجددة عضو البرلمان الاتحادي الألماني: لا يوجد نظام للطاقة إلا وله تأثير على الطبيعة، والسؤال المطروح هو أي نوع من التأثير نريد. فتوليد الكهرباء بواسطة مصادر الطاقة الاحفورية أو الذرية يشوه البيئة بالمحطات الكبيرة وأبراج التبريد العالية والأسلاك الكهربائية والمطر الحامض والغازات الدفيئة فضلا عن مخاطر التلوث الاشعاعي. وأضاف أنه لذلك فإن المقارنة المعزولة بين الطبيعة بحالتها الطبيعية السليمة وبين الطبيعة المزروعة بالمراوح الهوائية غير مقبولة ويرى أن الطاقات المتجددة لها في كل الأحوال ميزة كبيرة ففى عام 2003 وحده تجنبت ألمانيا بواسطتها انبعاث حوالي 53 مليون طن من ثاني أوكسيد الفحم. وكشفت دراسة حديثة أجراها معهد فراونهوفر أن ألمانيا على عكس الاتجاه السائد في عموم أوروبا يمكن أن تحقق حتى عام 2010 الهدف الرامي إلى تغطية ثمن استهلاكها الكهربائي من الطاقات المتجددة. ويساهم في ذلك إلى جانب برامج التشجيع الحكومي الجذابة قانون الطاقات المتجددة، الذي جرى تعديله قبل وقت قصير. وفي الوقت الذي تدعم فيه الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية والاتحاد الاوروبي العديد من مشاريع البحث العلمي في هذا المجال. وقدمت وزارة البيئة الاتحادية الألمانية وحدها لهذا الغرض عام 2003 نحو 60 مليون يورو. ويحظى في هذا الصدد تحسين النوعية وزيادة الإنتاج بأهمية خاصة وأوضح "يواخيم لوتر" من معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية، الذي يجرب تقنيات جديدة للإنتاج بمختبر علمي بشركة شيل سولار أن الحكومة الألمانية تعهدت بزيادة حصة الطاقات المتجددة من الاستهلاك الكهربائي حتى عام 2020 إلى أكثر من20 بالمائة مع تخفيض الكميات المنبعثة من ثاني أوكسيد الفحم بمقدار40 بالمائة. وقال انه حتى عام 2050 ستغطي الطاقات المتجددة أكثر من نصف استهلاك الطاقة الأولية وهو الهدف الذي يعد طموحا للغاية لكنه واقعي في الوقت نفسه إذا ما استفدنا جميعا من الأمثلة الجيدة الكثيرة في هذا المجال. طاقة الرياح ويشير العلماء الألمان إلى أن الطاقة الهوائية تستثمر منذ أمد بعيد فالمصريون القدماء بنوا مضخات تعمل بطاقة الرياح والسفن الشراعية كانت تجوب البحار عبر مئات السنين بفضل طاقة الرياح التي لا تسبب أي ضجيج. وأضاف غرونفولد أن اعتمادنا يزداد يوما بعد يوم على طاقة الرياح في توليد الكهرباء مشيرا إلى أن الطاقة الكامنة في قوة الرياح ليست سوى أشعة الشمس التي تولد تيارات الهواء من خلال تغيرات الحرارة. وقال إن الرياح التي تعتبر أكثر مصادر الطاقة البديلة استمرارية تكون في ذروة إنتاجيتها للطاقة فوق سطح البحر حيث تهب باستمرار ليل نهار. وأوضح أن وقوع إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بوجه عام على ضفاف الخليج العربي يجعلها مكانا مثاليا لتوليد الطاقة بالرياح أو من الشمس نظرا لموقعها الجغرافي الفريد، الأمر الذي يسهل مهمة الباحثين عن توفير الطاقة المتجددة للحصول على طاقة نظيفة صديقة للبيئة. ويرى الخبراء أن البنية الكيميائية البسيطة من الهيدروجين والأوكسجين هي الأكثر توافرا على سطح الأرض فالماء يغطى 71 في المائة من قشرة الكرة الأرضية. ونظريا فإن هناك طاقة مختزنة في كل قطرة ماءفف واليوم يتم توليد خمس الطاقة الكهربائية في العالم بالاستفادة من الطاقة المائية، ويتم في 66 بلدا توليد نصف الطاقة الكهربائية من خلال طاقة المياه. وحسب تقرير الأممالمتحدة حول تطور الماء في العالم فإنه يتم حاليا استخدام ثلث الإمكانيات المتاحة اقتصاديا من مصادر الطاقة المائية كما أن هناك مخزونات رهيبة تمتلكها بشكل خاص الدول النامية. ويرى الباحث الألماني في شؤون الطاقة المتجددة يواخيم فيلله أن ألمانيا برغم مصاعبها الاقتصادية مازالت تعمل من أجل المحافظة على مركز السبق المتقدم في السياسة البيئية في العالم. وأشار إلى أن مرحلة جديدة بدأت بانعقاد المؤتمر الدولي للطاقة البديلة والمتجددة في ألمانيا خلال الفترة من الأول إلى الرابع من يونيو الماضي تحت شعار عام 2004 المتجدد ليعطى العالم إشارة جديدة مثلما أوضح الباحث الألماني البيئي أرنست أورليش فون فايتساكر الرئيس المؤسس لمعهد فوبرتال للمناخ والطاقة والبيئة الرئيس الحالي للجنة البيئة في البرلمان الألماني الذي قال إن الفرصة مواتية لنقل الخبرات الألمانية الايجابية في مجال الطاقة الصديقة للبيئة للدول الأخرى وهو مجال حققت فيه ألمانيا مركز الصدارة. وقال بيتر منشه صص نحن مستعدون بالفعل لنقل هذه التقنيات إلى دولة الإمارات امتدادا لمشروعات تحالف "دورنيير - غى تى زد" بمجال الكشف عن مصادر جديدة للمياه وتوليد الطاقة من الرياح. وأضاف : لقد استطاعت ألمانيا على سبيل المثال خلال عشر سنوات استخدام طاقة الرياح بشكل كبير في إنتاج الكهرباء بل وتجاوز في معدلاته الانتاج بالطريقة الخضراء التقليدية باستخدام المياه فيما انتعشت طرق استخدام الطاقة الشمسية وتزايد عدد مستخدمي الطاقة الجديدة بشكل كبير مما وفر 135 ألف فرصة عمل جديدة في هذا المجال إضافة إلى دخل بلغت قيمته عشرة مليارات يورو سنويا تقريبا خاصة في المناطق الريفية التي اكتشفت مصادر دخل غير مركزية جديدة. وأكد يواخيم فيلله أن عملية حماية البيئة تستفيد إلى حد كبير من استخدامات الطاقة البديلة القائمة وذلك من خلال تخفيض حجم ثاني أكسيد الكربون المنتج بمقدار 53 مليون طن سنويا وهو ما يعني أن الهواء سيصبح أنقى بوصف الطاقة البديلة لا تنتج عوادم ضارة بالبيئة. وأشار إلى أن ألمانيا تسير في الطريق الصحيح لتطبيق اتفاقيات كيوتو لحماية البيئة وتنفيذ الهدف الانساني الخاص بتخفيض العوادم الضارة بالبيئة. ووفقا للبروتوكول الموقع فان العالم يجب أن يصل لمعدل 21 في المائة بحلول عام 2010 وذلك لستة أنواع من الغازات منها ثاني أكسيد الكربون والغازات الصناعية من المياه والكلور والنباتات علاوة على غاز الميثان في وقت حقق فيه 19 في المائة فقط عام 2003 ويرى الخبراء انه من المهم استمرار تصاعد الاعتماد على الطاقة البديلة وذلك لان خطط التحالف الحكومي الألماني من الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر الخاصة بإيقاف الاعتماد على المفاعلات الصناعية والنووية لإنتاج الطاقة لا يجب أن تؤدي للاعتماد على طرق تزيد من إنتاج العوادم الكربونية. وطالب هؤلاء الخبراء بسد الفجوة في إنتاج الطاقة الناجمة عن إغلاق تسعة عشر مفاعلا نوويا بحلول عام 2020 تقريبا عبر التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة مشيرين أنه بوصف الانعكاسات السلبية لانتشار الكربون وتأثيرها على الطبيعة بكاملها لابد من استثمار الجهود المبذولة للتوسع في إنتاج الطاقة البديلة. وكان المستشار الالماني غيرهارد شرودر قد أعلن أمام مؤتمر الطاقة المتجددة في بون أن بلاده ستساهم بشكل إضافي بمليار يورو لتنفيذ مشروعات في الدول النامية موضحا أنها ستستثمر نصف المبلغ في الاستخدام الأمثل للطاقة بينما يستخدم الشطر الثاني في مجال مصادر الطاقة الحديثة والجديدة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية فيما تطالب دول الاتحاد الأوروبي برفع نسبة الطاقة المتجددة حتى عام 2010 في العالم كله بمقدار واحد ونصف نقطة لتبلغ 15 في المائة في وقت تطمح فيه البرازيل لرفع النسبة بمقدار عشرة في المائة نقطة. غير أن البيان الختامي للمؤتمر كان قد دعا إلى ضرورة تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة دون الارتباط بخطة زمنية واضحة. وفي حال نجاحها في التوسع بمحطات الطاقة التي تعمل بقوة الرياح فان دولة الإمارات ستصبح مرشحة للانضمام إلى "تحالف جوهانسبرج" من أجل الطاقة المتجددة بمرور الوقت الذي يضم حاليا أكثر من 80 دولة بما فيها كل دول الاتحاد الاوروبي إضافة إلى دول أخرى مثل البرازيل وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا والمغرب. وأعربت وزيرة التعاون الدولي هايدي مارى فيتسرويك تسويل ووزير البيئة الألمانيان يورجن تريتين عن أملهما في أن تحقق الطاقة النظيفة انطلاقة واسعة تبدأ بصياغة خطة عمل لطاقة المستقبل. وتستطيع الحكومة الألمانية الاعتماد على خبراتها العالمية الجيدة المكتسبة مما حدث في المؤتمر الدولي للمياه في عام 2001 حيث صاغت حينذاك خطة عالمية لحل مشكلة المياه وهو الموضوع الثاني الكبير، الذي يجمع العالم فيما يخص قضايا البيئة والتنمية.