يتجه التعاون التقني والتكنولوجي بين دولة الامارت العربية المتحدة وجمهورية المانيا الاتحادية نحو افاق واسعة، وبرزت ثمار هذا التعاون في قطاع الطاقة وتحلية المياه والبحث عن مصادر جديدة للمياه الجوفية. ويستمر الجانبان في إحراز تقدم كبير حاليا في مجال الطاقة البديلة التي تعتمد على الرياح لتوليد الكهرباء وتحلية المياه او التبريد خاصة بعد افتتاح اول محطة للطاقة تعمل بقوة الرياح في جزيرة صير بني ياس مؤخرا اعتمادا على التقنية الالمانية. وتمتلك ألمانيا الاتحادية تقنيات متقدمة في توليد الطاقة بقوة الرياح ونفذتها في بلدان عديدة . يذكر ان هذه محطة الطاقة التي شيدتها شركة (غي تي زد /دورنيير) الالمانية في جزيرة صير بني ياس تعد الأولى في منطقة الخليج وفي حالة ثبات جدواها الاقتصادية بعد متابعتها. ويرى الشيخ منصور بن زايد ان توليد الطاقة أساس لمقومات الحياة ومثل هذه المشاريع ربما تكفي لاستخدامات منزلية أو سد حاجة استخدامات مشاريع صغيرة وفي المستقبل القريب ربما تنشأ هيئة وحدات متكاملة تغطي احتياجات منطقة بكامله. أما فيما يتعلق بالبحث عن مشاريع صديقة للبيئة فيؤكد الشيخ منصور على أن الإمارات جزء من العالم تواكب متغيراته ومستجداته وتسعى جاهدة الى مسايرة منظومة العالم من جهة والبحث عما يفيدها من جهة أخرى لكن كلا الاتجاهين هما في الصالح العام ولخدمة الوطن. ويرى الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة الاقتصاد في أبوظبي أن انشاء المحطة الخاصة بتوليد الطاقة بقوة الرياح في صير بني ياس خطوة هامة لتسخير التكنولوجيا كبديل مناسب لتوليد الطاقة المنتجة من الغاز والوقود معربا عن اعتقاده بان المحطة بداية ممتازة لخدمة الجزر والمناطق النائية في إمارة أبوظبي وتزويدها بالطاقة اللازمة للإنارة والتبريد والمياه، مشيرا الى ان هذا هو أول مشروع ينفذ بهذا الشكل وستتم دراسة التجربة في الجزر الأخرى ولكن بعد التأكد من نجاحها. ويشير الدكتور عبدالرحمن عبدالخالق المستشار في المكتب الخاص لسمو رئيس الدولة الى أهمية هذا المشروع الرائد لخدمة الجزر النائية وامكانية الاستفادة من الرياح وقال : ان اقامة محطات للطاقة تعمل بقوة الرياح تخدم الجزر المتناثرة في امارة ابوظبي والتي تبعد مسافات كبيرة عن اليابسة مشيرا الى ان ذلك اقل كلفة من تمديد كوابل لنقل الطاقة الكهربائية اليها . واضاف ان محطة الطاقة الهوائية توفر الكهرباء اللازمة للإنارة والتبريد وتحلية المياه في ان واحد وبالتالي فانها تصبح رخيصة على مدى سنوات و ان الاستفادة من الامكانات البيئية ومقدرات الطبيعة تبقى هي الأفضل ولو زادت التكاليف نظرا لقلة ملوثاتها ومخاطرها . وحث على ضرورة العمل لسنوات طويلة لتنفيذ مثل هذه المشاريع لكي تحقق جدواها الاقتصادية في الحصول علي طاقة نظيفة ورخيصة وصديقة للبيئة. واشار الى ان التعاون سوف يستمر مع الشركات الالمانية في هذا المجال لانشاء مثل هذه المحطات في جزيرة دلما وتزويدها بمحطات تعمل بقوة الرياح . يذكر ان تصميم وبناء المحطة استغرق فترة تقل عن 12 شهرا وستتم تغذية الطاقة الناتجة من محطة توليد الطاقة بقوة الرياح إلى شبكة الكهرباء في الجزيرة وصممت محطة توليد الطاقة بقوة الرياح بشكل خاص من أجل الابقاء على معظم الظروف المناخية الشديدة اضافة الى تكييفها مع درجات الحرارة والرطوبة العالية ومن اجل ذلك تم تجهيز المحطة بمعدات خاصة بالتبريد ونظام مراقبة، ويتم نقل بيانات التشغيل مباشرة الى شبكة المحطات الموجودة في ابوظبيوالمانيا ويتم تسجيل جميع المعلومات المجمعة من الشبكة في قاعدة بيانات عن طريق برنامج عالي التقنية لمراقبة الجودة أوتوماتيكياً . وشملت التحضيرات للمشروع دراسة جدوى مفصلة من قبل اتحاد الشركتين الألمانيتين وبالتعاون الوثيق مع ادارة دراسات مصادر المياه والتي عملت على تقديم بيانات الارصاد الجوية اللازمة لاختيار الموقع النهائي لتشييد وبناء المحطة. ويعتبر تنفيذ هذا المشروع الذي يكون اول خطوة مهمة تجاه استخدام موارد طاقة مستقبلية بديلة تضمن المحافظة على البيئة وتعتبر محطات توليد الطاقة بقوة الرياح اداة مثالية لتوليد الطاقة في جزر الخليج العربي ويمكن لهذه المحطات بالإضافة إلى توليد الطاقة ان تساعد وحدات تحلية مياه البحر في تزويد المناطق النائية بمياه الشرب.