اكدت الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان اكبر حركة تمرد في جنوب البلاد الذي يشهد حربا اهلية منذ 21 سنة الاربعاء ان التوصل الى اتفاق سلام بينهما بات وشيكا. وجاء هذا الاعلان عشية اجتماع لمجلس الامن الدولي مخصص لبحث الوضع في هذا البلد. واعلن الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ياسر عرمان لوكالة فرانس برس ان قائد حركة التمرد جون قرنق قال الثلاثاء للرئيس الامريكي جورج بوش انها مسالة ايام بدءا من موعد استئناف المحادثات المتوقع في 26 تشرين الثاني نوفمبر. واكد المتحدث باسم الوفد السوداني الى المحادثات سعيد الخطيب: اني من هذا الرأي. لا اعتقد ان لدينا مشاكل لا يمكن حلها في غضون ايام او اسبوع. واضاف نأمل في ان تساعد الاسرة الدولية ولا سيما مجلس الامن الدولي في بلوغ هذا الهدف مع القرار الذي سوف تعتمده الجمعة على الارجح. وكان بوش اجرى الثلاثاء محادثات منفصلة مع قرنق والرئيس السوداني عمر البشير للضغط من اجل التوصل سريعا الى اتفاق سلام حسبما ذكر البيت الابيض. وتأتي هذه المحادثات الهاتفية وتصريحات الجيش الشعبي لتحرير السودان والسلطات السودانية قبل اجتماع استثنائي لمجلس الامن الدولي مخصص للوضع في السودان يومي الخميس والجمعة في نيروبي. وسيعتمد المجلس قرارا يعرض على السودان مساعدة المجتمع الدولي شرط التوصل سريعا الى اتفاق سلام في الجنوب. وسيتحدث كل من قرنق ونائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في مجلس الامن الخميس ويوقعان اعلانا مشتركا يتعهدان فيه التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام بحسب مصادر دبلوماسية في نيروبي طلبت عدم الكشف عن هويتها. ويشكل هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الامن خارج مقر المنظمة الدولية في نيويورك بطلب من الولاياتالمتحدة التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر جهدا اضافيا من قبل الاسرة الدولية ومن الامريكيين خصوصا من اجل ممارسة الضغط على طرفي النزاع لتحقيق السلام. وكان وزير الخارجية الامريكي كولن باول زار في تشرين الاول اكتوبر 2003 كينيا التي تستضيف منذ عامين محادثات السلام بين الاطراف السودانية وذلك من اجل تشجيع الجيش الشعبي لتحرير السودان والخرطوم على التوصل الى اتفاق سلام شامل. وتوقيع مثل هذا الاتفاق يعتبر وشيكا منذ اشهر بينما ابرم الطرفان ستة بروتوكولات اتفاق حول مسائل رئيسية. وكان باول اعلن في تشرين الاول اكتوبر 2003 ان الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة السودانية تعهدا بتوقيع اتفاق سلام سامل قبل نهاية العام 2003. وبعد سنة لم يتم ابرام هذا الاتفاق بعد. واسفر هذا النزاع الذي استمر 21 سنة في جنوب السودان عن مقتل 5.1 مليون شخص سقطوا ضحايا المعارك وضحايا الامراض والمجاعة ايضا ونزوح اربعة ملايين شخص اخر على الاقل. ويطالب الجيش الشعبي لتحرير السودان خصوصا بتوزيع افضل للثروات اذ يضم الجنوب موارد نفطية كبيرة. وقد تفاهم الجانبان حتى الآن خصوصا على تقاسم السلطة وتوزيع الثروات ومسالة الامن الرئيسية وفترة انتقالية من الحكم الذاتي في الجنوب مدتها ستة اعوام يقوم اهل الجنوب في ختامها بالتصويت على استقلال منطقتهم. لكن هذه البروتوكولات المختلفة لن تكون فعالة الا عند توقيع اتفاق سلام شامل. وسيستأنف الجيش الشعبي لتحرير السودان والخرطوم مباحثاتهما في 26 تشرين الثاني نوفمبر اثر توقف خلال شهر رمضان. وبموازاة النزاع في الجنوب تشهد منطقة دارفور غرب السودان حربا اهلية منذ شباط فبراير 2003. وتقول الاسرة الدولية ان اتفاق سلام في الجنوب سيساعد على التوصل الى حل في دارفور.