أعلن وسطاء ومسؤولون في الجيش الشعبي لتحرير السودان امس الخميس ان اتفاق السلام الشامل حول جنوب السودان بين حكومة الخرطوم والمتمردين الجنوبيين سيوقع في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل في نيروبي. وقال احد الوسطاء في اتصال هاتفي معه في مدينة نيفاشا الكينية (80 كلم شمال غرب نيروبي)، حيث تجري المحادثات ان «اتفاق سلام نهائيا سيوقع في نيروبي في التاسع من كانون الثاني/يناير». وأكد المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ياسر عرمان الموعد نفسه. وقال ان «الاحتفال سيجري في العاصمة الكينية، حيث سنوقع إتفاقا كاملا يتضمن كل البروتوكولات والملحقات». ويوقع طرفا النزاع اليوم الجمعة في نيفاشا اتفاقا حول وقف دائم لاطلاق النار وآخر حول ترتيبات تطبيق الاتفاق النهائي. وكان الاتحاد الافريقي والخرطوم أعلنا قبلا ان احتفال التوقيع على اتفاق السلام سيتم في العاشر من كانون الثاني/يناير. وجاء الاتفاق بعد ان توصلت حكومة الخرطوم ومتمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان امس الخميس الى اتفاق حول آخر نقطتين عالقتين بينهما، مفسحين الطريق لتوقيع اتفاق سلام شامل يضع حدا للحرب المستمرة منذ 21 سنة في جنوب هذا البلد. وبهذا الاتفاق الشامل سيطوي السودان، اكبر الدول الافريقية، نهائيا صفحة اطول نزاع جار حاليا في هذه القارة. وقال وسيط طلب عدم ذكر اسمه متحدثا لوكالة (فرانس برس) من مدينة نيفاشا الكينية، حيث تجري المفاوضات «لقد اتفقوا أخيرا على وقف اطلاق النار وعلى ترتيبات تطبيق» اتفاق السلام. وسيتم توقيع الاتفاقيتين اليوم الجمعة في الساعة (12,00 تغ) (الثالثة بتوقيت الرياض) في نيفاشا (80 كلم شمال شرق نيروبي) حسب ما اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الكينية. ويترأس وفدي الحكومة والمتمردين الجنوبيين على التوالي نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق. وكانت تلك آخر نقطتين تعرقلان انجاح مفاوضات السلام التي اطلقت في كينيا مطلع العام 2002. وقد وقع الطرفان خلال السنتين الماضيتين سلسلة من الاتفاقات تتناول بصورة خاصة تقاسم السلطة (مع تعيين زعيم المتمردين في منصب النائب الاول للرئيس) وتقاسم الثروات ولا سيما العائدات النفطية الضخمة مناصفة. من جهة أخرى، عبر بوش عن أمله في ان يتخذ الرئيس السوداني خطوة «مهمة ونهائية» لابرام الاتفاقية (مع الجنوب) مشددا على ان الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي سيمنحان دعمهما لأي طرف يعمل من اجل السلام في السودان على ما جاء في الوكالة السودانية. ولا يشمل هذا الاتفاق منطقة دارفور غرب السودان التي تشهد نزاعا مستمرا منذ سنتين وأسفر عن مقتل 70 ألف شخص وتشريد 1,6 مليون.