أعلن البيت الابيض أن وزير الخارجية المستقيل كولن باول سيبقى في منصبه الى أن يتم تعيين خلف له يوافق عليه مجلس الشيوخ. وقال الناطق سكوت ماكليلان للصحافيين بعد ان اعلن البيت الابيض كتاب استقالة وزير الخارجية الامريكي الذي يحمل تاريخ 12 تشرين الثاني نوفمبر، انه سيواصل العمل حتى مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين خلف له. وقال باول (67 عاما) في كتاب استقالته الموجه الى الرئيس بوش: اعتقد وقد انتهت الان الانتخابات ان الوقت حان لي لاترك منصبي كوزير للخارجية وانصرف الى حياتي الخاصة. واعلن البيت الابيض امس ان بوش الذي اعيد انتخابه في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر لولاية ثانية، قبل استقالة باول (67 عاما) كما قبل استقالة ثلاثة اعضاء آخرين في حكومته هم وزيرة الزراعة آن فينيمن ووزير الطاقة سبنسر ابراهام ووزير التربية رود بيج. وجاءت استقالة باول الجنرال الدبلوماسي، بعد أربع سنوات مليئة بالاحداث وطغى عليها النزاع في العراق وفلسطين ومراحل عديدة من التوتر مع صقور الادارة الامريكية. وسبق لوزير العدل جون اشكروفت (62 عاما) ووزير التجارة دون ايفانز (58 عاما) ان قدما استقالتيهما الى بوش الاسبوع الماضي بعد ايام قليلة على اعادة انتخابه لولاية ثانية من اربع سنوات. وقدم باول في الخامس من شباط فبراير 2003 امام الاممالمتحدة عرضا لقي انتقادات واسعة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم يتم العثور على اي منها منذ الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين. ولد باول في أسرة متواضعة من أم وأب مهاجرين من جامايكا في برونكس في نيويورك. وتولى اعلى منصب عسكري في الولاياتالمتحدة كرئيس لهيئة الاركان بين عامي 1990 و1991 خلال حرب الخليج الاولى. ومن جنرال متقاعد اصبح وزير خارجية في كانون الثاني يناير 2001، وهو الاسود الاول الذي بلغ هذه المرتبة المتقدمة في الادارة الامريكية. وحرص باول على حماية خط دبلوماسي متعدد الاتجاهات، عبر مرات عدة عن احباطه في مواجهة التوتر مع صقور ادارة بوش، وابرزهم وزير الدفاع دونالد رامسفلد ونائب الرئيس ديك تشيني. كما سعى الى التملص من العرض الذي قدمه امام الاممالمتحدة حول الترسانة العراقية والذي اثر على مصداقيته وصورته، منددا في وقت لاحق بالنوعية السيئة للمعلومات التي نقلتها اليه اجهزة الاستخبارات. وخضع باول في كانون الاول ديسمبر الماضي لعملية استئصال سرطان في البروستات، تعافى منها جيدا، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية. واعلنت الخارجية الاسبوع الماضي ان باول سيتوجه الاربعاء الى تشيلي للمشاركة في قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادىء، ثم الى مصر للمشاركة في المؤتمر الدولي حول العراق المقرر في 22 و23 تشرين الثاني نوفمبر. وذكرت مصادر دبلوماسية امريكية انه سيتم التقيد بهذه الالتزامات. كما ذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاثنين ان كولن باول يريد لقاء القيادة الفلسطينية الجديدة بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لكن لم يحدد بعد مكان اللقاء المحتمل او موعده. كما اعرب باول اخيرا عن نيته المشاركة في عدد من الاجتماعات المقررة في اوروبا خلال النصف الاول من كانون الاول ديسمبر (حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا)، بالاضافة الى منتدى حول الاصلاحات في الشرق الاوسط مقرر في المغرب في 11 كانون الاول ديسمبر.