انها باختصار شديد انجذاب الارواح لبعضها وتآلف القلوب مع بعضها وتلاقي المشاعر بتواؤمها واكتمال السعادة بكافة مقوماتها. اذن فالعملية تكاملية, بمعنى ان كل طرف منا بحاجة لحب الآخر له وتعلقه به وتواصله معه ولكن ماهي نوعية هذا الحب الذي نحتاج اليه ونطالب به؟ وما هو استعدادنا للتضحية للمحافظة على هذا الحب والدفاع عنه؟ وما هي قدرتنا على التكيف مع اجواء هذا الحب بكل آثاره؟ ان هذه المحبة التي نتحدث عنها من اجمل المشاعر الانسانية التي نحتاج اليها لاننا فعلا في حالة تصحر للمشاعر وجفاف في العواطف منذ البدابة اي منذ التنشئة الاجتماعية؟ لا احد يعرف او يستطيع ان يجزم على وجه التحديد السبب الرئيسي حول ذلك ولكن ما يمهنا هنا ان نعرف كيف نتعامل مع هذا الانسان الحساس ونكسبه لانهم ان نخسره. ان الملاحظ ان الانسان الحساس هو انتقائي بطبعه في اختيار اصدقائه بمعنى انه لا يختار الا من هم على شاكلته بشكل عام طبعا وان لم تكن هذه قاعدة عامة. اضافة الى كونه انسان كتوم جدا وخاصة فيما يتعلق بمشاعره وعواطفه لانه انسان يقدر الخصوصية ويعتز بالثقة الممنوحة له ويعرف كيف يحافظ عليها ويصونها. ارأيت ايها الانسان المميز كم هي جميلة تلك الصفات لديك؟ وكم هي راقية تلك الخصال التي تتحلى بها؟ اننا هنا نتعامل مع انسان مختلف من نوع آخر, لذا لابد ان نكون حذرين في اختيار كلماتنا وعباراتنا معه بل وحتى تصرفاتنا وسلوكياتنا معه لانه وكما ذكرت قد يفسرها على انها موجهة ضده او انه يبدأ في تطبيقها على نفسه بشكل او بآخر وهذا ما يتعبه ويتعبنا معه! وهذا ما يجعلنا نؤكد له من حين لآخر بالا يؤاخذنا على كل ما نقول او نعمل لاننا لا نقصد بذلك جرح مشاعره او توجيه اصابع الاتهام ضده في موضوع ما وحتى مع غيرنا ممن لا يبالون باية كلمة يقولونها او تصرف يسلكونه فليس كل الناس يمتلكون تلك الشفافية بالاحساس بالآخرين والمحافظة وبرود في الاحاسيس فهل نحن كذلك فعلا؟ ان ما يحدث على ارض الواقع احيانا هو ان هذه المشاعر الحلوة وتلك العلاقة الجميلة قد تجد من ينغص عليها حياتها ومن يكدر عليها صفوها والسبب هو نحن ومن دون قصد طبعا! نعم نكدر على انفسنا ونفسد علينا متعة لحظتنا بسبب حساسيتنا المفرطة وغيرتنا الزائدة تجاه امور لا ينبغي ان تكون هي السبب فيما نحن فيه من قلق وتوتر. ولكن ماذا يمكن ان تقول في مشاعرك؟ وكيف يمكن لك ان تقنعها بالعدول عن تلك الحساسية الزائدة التي كثيرا ما سببت لك الاحراج ولربما افقدتك الكثير من اصدقائك مع مرور الوقت والسبب ببساطة هو انك دائما ما تفسر المواقف التي تجري حولك على انها لك ودائما ما تفسر الكلام الموجه لاحد غيرك على انه موجه لك انت وبالذات في الجوانب السلبية. ومشكلة الانسان الحساس انه رقيق المشاعر لكنه في نفس الوقت يتعب نفسيا وبشكل متكرر لانه وبطريقة لا ارادية ينظر على ان من حوله لايفهمه ولا يقدر حساسيته. ونتساءل احيانا ترى هل الانسان الحساس بطبعه هو انسان مثالي في تطلعاته وآرائه وتصرفاته؟ ام انه شخص مختلف عن الآخرين وبالتالي يجب معاملته معاملة خاصة؟ ام اننا نحن - اقصد المجتمع ككل - من يوجد هذه الشخصية بطريقة تعاملنا معها منذ حرصنا على مشاعرهم. ليس كل الناس مثلك ايها الانسان الراقي في حرصهم على مشاعر الآخرين وليسوا مثلك في نظرتك الايجابية للحياة وليسوا مثلك في حجم عطاءاتك وتضحياتك التي لا تريد لها مقابل. انت شيء آخر بل عملة نادرة فحافظ على نفسك واعتن بها وخذ الامور ببساطة وهون عليك فعدم اتصالي بك او عدم ردي عليك او سؤالي عنك باستمرار مثلا لا يعني اهمالا مني لك ولا يعنى انك لم تعد تهمني او ان هنا من هو اولى بالعناية بي. ابدا. كل ما في الامر احيانا ان الناس تختلف في تصرفاتها وفي تعبيرها عن مشاعرها ومن طبيعة عملها. باختصار شديد احرص على الا تعمم تجاربك ومواقفك السيئة على الآخرين وبالذات على من يحبونك, لا تقارقهم بغيرهم فتكوين الصداقات أمر سهل قد يكون في يوم وليلة اما المحافظة على تلك الصداقات وبالذات المميز منها فامره صعب لو خسرتها. لنجعل من حساسيتنا الزائدة وسيلة للمحافظة على من نحب وليست وسيلة لتطفيشهم منا لنجعلها وسيلة لمعرفة انفسنا اكثر واكثر وقيمتنا اكثر واكثر لدى من نحب لتكن وسيلة ايجابية للنظر لكل الامور التي تحدث لنا بشكل متفائل مشرق للنظر الى الكأس النصف مملوء وليس الكأس نصف الفارغ وشتان بين الاثنين. همسة رغم محبة كلانا للآخر وتعلقه به ورغم احترام كلانا للآخر وتقديره له ورغم خوف كلانا على الآخر وحرصه عليه.. @ @ @ رغم كل ذلك اجدك احيانا ومن دون قصد ومن دون تفكير او تريث اجد تغضب مني! تعاتبني بشدة! تلقي باللوم علي في كل ما وصلت اليه! من ضيق والم! وكأني انا المتسبب في كل ما حدث لك عن قصد ودراية! @ @ @ وحتى حينما يكون السبب من اناس آخرين بعيدين عني لا اعرفهم تفعل معي الشىء نفسه تفعل ذلك كله لانك لا تجد احدا امامك سوى انا فتصب جام غضبك علي دون ان تقول لنفسك ولو مرة واحدة ولم هو بالذات وما ذنبه ان يتحملني وان يتحمل اخطاء غيره وهو الذي لم يكن يوما سوى معي في اسعد لحظات حياتي وصفائها.. وبجانبي حتى في اتعسها واقساها @ @ @ اعرف انك في ظروف قاسية كهذه وغيرها قد تتخذ مني موقفا لا استحقه منك وانا الذي لم اقل يوما.. لم يفعل معي هكذا؟ @ @ @ ولكن ثق تماما مهما كان زعلك مني الآن ومهما كان عتابك علي لاحقا.. ثق انه ليس انا من يضايقك ومن يتعمد اهانتك او جرح مشاعرك @ @ @ بل انت انت نفسك بطبيعتك الحساسة وشفافيتك المفرطة من تعطي الامور اكثر من حقها! انت من يحملها! اكثر مما تستحقّ @ @ @ انت من يزعل منى ويغضب علي على اي شيء لمجرد كلمة سمعتها مني او حتى من غيري دون ان تتأكد منها او تسألني عنها او تناقشني فيها كما عاهدتني ذات يوم ان نكون صرحاء حينما يكون في خاطرنا شيء @ @ @ نعم انها حساسيتك المفرطة هي ما تعطيك صورة اخرى عني وعن كل اقوالي لك وتصرفاتك معي وتنسى او تتناسى ان انسانا مثلي احبك بصدق ووثق فيك واعتبرك نفسه لا يمكن له بأي حال من الاحوال ان ينسى حبه بسهولة او يسيء اليه لاي سبب كان او يتخلى عنه او يخونه لمجرد ان رأى غيره هنا او هناك او تعرف على غيره بشكل او بآخر وكأن هذا الحب الطاهر قد حدث في يوم وليلة! او بين عشية وضحاها! او كأنه حدث عادي! يمر كل يوم وليلة! ولا يعني لنا شيئا! @ @ @ صحيح انه قد تكون ظروف حولي اجبرتني على فعل شيء ما انا لا اريده ولم اخطط له ولا انت كذلك تريده او تتقبله مني @ @ @ ولكن ايعني هذا انني كنت ألعب بمشاعرك؟ او استخف بها؟ او اجاملك؟ وانت مشاعري نفسها؟ @ @ @ ايعني هذا في ظنك.. انك لم تعد تهمني كما كنت؟ وانت من وجدت نفسي معك وحرصت ان تكون معي؟ اينما كانت مشاعري؟ أيعني هذا انك اصبحت عبئا علي فاصبحت ابحث عن غيرك؟ ايعني هذا ان تقاطعني فتحرمني منك؟ من قال لك ذلك؟ ومن اوحى لك بذلك؟ @ @ @ لقد بحت لك بكل شيء عني دون تردد ودون ان اسأل نفسي ولو لمرة واحدة ولم هو بالذات اقصد انت اكون معه هكذا؟ @ @ @ فمعك انت لم يعد لدي خصوصيات احتفظ بها لنفسي لم يعد هناك شيء لي وآخر لك. لانني منذ عرفتك اصبح كل ما املك واعز ما املك بين يديك وتحت ناظريك وتصرفك. @ @ @ او هكذا تعتقد ان هذا هو الحب في نظري؟ مجرد لعبة اتسلى بها.. واتركها حين اشبع منها؟ وحينما ارى غيرها؟ اذن فلم تعرفني بعد! @ @ @ فهون عليك اطمئن من ناحيتي فمثلك لا ينسى بسهولة ولا يتخلى عنه مهما كانت المقارنات لانها مقارنات غير عادلة بل مجحفة بحقك @ @ @ فأين انت؟ وأين هم؟ هون عليك ارجوك فشتان بينك وبينهم شتان بين ما نخاطبه لاجل الحوار والاستفسار ولاجل الاخذ والعطاء وبين من نخاطبه حينما نريد ان نجد انفسنا حينما نريد ان نرتاح وحينما نريد ان نكون راضين عن انفسنا لانه نفسنا @ @ @ فهل تفي بذلك؟ هل تفهمه كما افهمه أنا؟ هل تتعامل معه بهذا المفهوم؟ اتمنى ذلك من كل قلبي..