فاصلة: «من يتمتع بجمال النفس ليس مزعجاً لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين» (حكمة عالمية) لا أعرف لماذا يستطيع أن يسيطر علينا القلق مع بداية كل تجربة جديدة؟ لماذا لا نستطيع أن نوقظ في دواخلنا اليقين بالله بأن أمر المؤمن كله خير، وأن التجربة الجديدة هي طريق نمشيه، لا بد من معرفة خريطته التي هي خيالنا حول هذه التجربة. أكثر ما تكون هذه السمة ملحوظة في الشباب لقلة خبرتهم؛ تجده إذا أراد أن يلتحق بقسم في الجامعة لا بد أن يسأل الآخرين عنه، أو إذا أراد أن يختار مادة دراسية فلا بد أن يجمع معلومات عن مدرس المادة.. وفي الحياة العملية هو يحتاج إلى آراء الآخرين؛ كي يقرر أن يلتحق بالوظيفة أم لا!! والسؤال: لماذا نذهب بعيداً عن أنفسنا؟ ولماذا لا نستفتي قلوبنا في خطواتنا الجديدة التي نقبل عليها في الدراسة، أو العمل، أو أي من شؤون الحياة؟ أن نعزز مهارة الحدس يعني أننا قادرون على التعامل بفن مع أنفسنا، وأننا نعرف أنفسنا حق معرفتها، ونثق فيها؛ ولذلك فهي تعطينا أفضل احتمال لقراراتنا. استفتِ قلبك، ولا تستفتِ الناس؛ لأن كلاً منهم سيعطيك تجربته الخاصة، ونادراً ما يعطيك الناس تجاربهم الإيجابية. لذلك ثق في قلبك، اسأله عن حيرتك، وامضِ متوكلاً على الله في كل أمور حياتك. مشكلتنا أننا لا نهدأ ونمضي وقتاً صافياً مع أنفسنا، إنما نستجيب للهاث الحياة والركض المستمر.. لم يضيِّع حياتنا إلا القلق، وأن نقفز على المستقبل بأفكارنا، مع أن الغد بيد الله. [email protected]